كرم جبر

أيها الصحفيون استردوا صحافتكم!

الأربعاء، 01 مارس 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمن الصحافة الجميل كان الاحترام السياسى والمهنى والأخلاقى، هى المفردات التى يكتب بها الصحفيون، يتحاورون ويتعاركون ويتبارون فى استخدام كنوز اللغة، وفى النهاية يدشنون ثقافة الاختلاف و«الاحترام»، فلا تطاول ولا شتائم ولا تعليقات جارحة ولا اتهامات مرسلة، وغيرها من التقاليد الرائعة التى اختفت من القاموس السياسى والصحفى، وتم استبدالها بأساليب وممارسات أضعفت هيبة الصحافة ومصداقيتها وريادتها، فسقط منها فى الزحام لقب صاحبة الجلالة.
 
ليس فى وسع أحد أن يقول للزمان ارجع يا زمان، ولا أن نستنسخ العقاد ومحمد زكى عبدالقادر وإحسان عبدالقدوس وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين وصلاح حافظ وفتحى غانم وعبدالرحمن الشرقاوى، وغيرهم من آلاف العمالقة الذين رفعوا سمعتها عالية فى السماء، وجعلوا الصحافة المصرية النموذج التى تتطلع إليه كل الصحف العربية.. فصحافتنا تعانى التدنى والتدهور والانهيار، وساءت أوضاع الصحافة والصحفيين، ونزلوا من أعلى السلم الاجتماعى إلى درجات أدنى، فى ظل ظروف مهنية ومعيشية بالغة الصعوبة، ولم تعد هناك صحافة الشمال المرفهة الغنية، وصحافة الجنوب الأقل انتعاشا ورواجا، وحاصرت الديون مؤسسات عريقة لم تعد قادرة على الصمود، دون أن تحصل على الدعم من خزانة الدولة.
 
كانت المنافسة الصحفية فى الزمن الجميل تعنى الفروسية والشهامة، وليست المؤامرات والمكائد والضرب تحت الحزام، وأتذكر إحسان عبدالقدوس نموذجاً رائعاً، ورغم أن والدته فاطمة اليوسف كانت صاحبة المؤسسة العريقة التى تحمل اسمها، إلا أنها لم تجامله، وتعمدت أن تصنع منه كاتبا قويا خشنا، يستطيع أن يشق طريقه بين العمالقة، وأطلقت بينه وبين أحمد بهاء الدين سباقًا صحفياً شرساً، ومنعت نشر مقالاته الأدبية والشعرية فى «روز اليوسف» حتى لا يقال إنه «ابن الست»، فأرسل مقالاً لم يوقعه باسمه، احتل صدر الصفحة الأدبية، كانت تريده فارسا عنيدا ومقاتلاً نبيلا، وتحقق لها ما أرادت، وأصبح إحسان هو فارس الحب والحرية وأحد النبلاء العظام فى بلاط صاحبة الجلالة.
 
عودة تقاليد الصحافة العريقة فى الزمن الجميل ضرورة، لتستعيد صاحبة الجلالة عرشها ومكانتها، وتسترد المؤسسات الصحفية عافيتها وقوتها، فتقف على قدميها وتعظم مواردها ولا تمد يدها، وتنزع الاشواك من طريق الأجيال الجديدة التى تحلم بالحياة والحرية، فيظهر بينهم نجوما جددا يرفعون شأن المهنة، ويسطرون صفحات جديدة، قوامها سمو الكلمة ونظافة اليد واللسان، والعودة من جديد إلى التميز والمنافسة، والجرأة المسلحة بالمصداقية، والحرية التى تقدس معنى الحرية.. ملحوظة: تذكرت ذلك بمناسبة انتخابات الصحفيين الجمعة المقبلة.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

رسالة للاستاذ الكاتب الصحفي / كرم. جبر .. مع فائق شكري

الصحافة. لمن يعيها حقاً. رسالة وقيمة متجددة. في. عالم. الكلمة. ودوما. اقول. ان. الكلمة. من خلال ما تجود. به. قريحة الكاتب "" صنعة. "" وهناك. الصانع. الماهر. وهناك. الصانع. الذي. في. اولي درجات سلم. الحبو. خصوصا. الحبو. الفكري. ... اننا. بحق. امام. كارثة. تعود. اول. ما تعود. الي غياب اهم. عناصر. كتابة. المقال من. انتقاء. الفكرة. والحدث. من. خلال. متابعة. ما يدور. في. أركان. الدنيا السبع. .. ان اغلب صحافة اليوم. تبحث. عن الاخبار. الغريبة. حتي. وان. خرجت. عن. أخلاقيات المهنة كانت. صحافة الماضي. تهتم. بالأدب. والثقافة بدرجة. الامتياز. ومن. هذا. المنطلق. تخرج من علي يديها. فطاحل. الخريجين .. الذين. اثروا. كل. مجالات المعارف. الانسانية. ... ولا. ننس. ما نعانيه الان من قصور مجالات الترجمة. التي. هي. الوسيلة. الفعالة. الوحيدة. للانفتاح. علي. العالم. الخارجي واذا دققنا. في. صحافة اليوم. لوجدنا. البعض. منها. ملتزما. بأصول. المهنة. وما. يجب. ان. تكون عليه. مثال. ذلك اليوم السابع اما. الأغلبية. تبحث. عن. التوزيع. علي. حساب. "" شرف. المهنة. "" حتي مسوا شرفها بكل. المقاييس. فاغلب. الاخبار. تميل. للتهويل وإعطاء. الخبر. اكثر. من. حجمه. عشرات المرات. .. ودوما. أقارن. بين. عصر. الريشة. والمحبرة. والعصر. الحالي. لأصل. الي. نتيجة. مؤكدة. وهي ان هذا. العصر. تخرج. من. علي. يديه. فطاحل. رجال. الادب والعلم. والثقافة. وكما. قلت. سيادتك. ليس في استطاعتنا. ان. نعيد. الماضي. . حتي. لمبات. الشوارع. تشهد. علي. ان. كثير. من. النابهين. في. كل مجال. كانوا. يجلسون تحت. مصابيح. الإنارة للتزود. بالمعارف. اي. كان. مجالها. . وانني. اشكرك. جداً. لفتح. هذا. الموضوع. الحيوي. عن. صحافة. الأمس. " الشريفة والمغذية "" وصحافة. اليوم. التي. تميل. في. اغلبها. الي. "" اللعب. بعقول. القراء. "" ولك. كل. التقدير .

عدد الردود 0

بواسطة:

( حسني مسعود )

عودوا الى قيمها واخلاقها فهي روحها ونبضها

عندما سارت بعض الصحف وبعض الصحفيين في ركاب بعض رجال الاعمال والامراء يهللون لهم ويطبلون تضاءلوا وتقزموا ،،،،،،، وقتها تصوروا ان الملابس والكرفتات والعطور والسيجار تميزهم وتعملقهم ،،،،،،، ويمكنها ان تجلسهم في مفاعد الرموز والقامات التي صنعت مكانتها صنعاً ونحتاً وعرقاً ودموعاً ،،،،،،، ومع الاستعجال والضعف والفقر والحاجة تغيرت وتبدلت المعايير ،،،،،،، وشيئاً فشيئاً كادت ان تصبح الصحافة مهنة من لا مهنة له ،،،،،،، خلصوا الصحافة من مدعي البطولة رافعي الشعارات والهتافات الحنجورية ،،،،،،، عودوا الى قيم الصحافة واخلاقها فهي القيم التي تحافظ على روحها ونبضها وتأثيرها فلا تفسد ولا تتراجع او تنهار ابداً

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة