الدكتور مجدى بدران يكتب لـ"اليوم السابع" عن الأنماط الحياتية الصحية

الخميس، 09 فبراير 2017 07:00 ص
الدكتور مجدى بدران يكتب لـ"اليوم السابع" عن الأنماط الحياتية الصحية الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتبر نمط الحياة انعكاسًا لثقافة الفرد، ويرتبط بالعلاقات التى نكتسبها من الأسرة والآخرين والمال والعمل والمكان والمجتمع الذى نعيش فيه، الصحة هى من أهم العوامل التى تؤثر وتتأثر بنمط الحياة، حيث ساهم غياب الأنماط الحياتية الصحية فى انتشار الأمراض المزمنة التى أصبحت من أهم أمراض العصر.
 
تشمل قائمة الأمراض المزمنة أمراض القلب والأوعية الدموية والسكر والسرطان وحساسية الجهاز التنفسى شاملة الأنف أو الصدر أو كليهما، تقلل الأمراض المزمنة من التمتع بالحياة والانتظام فى العمل أو الدراسة وعلاجها عالى التكلفة وقد يكون طويل الأمد لذا فهى تضيع الوقت والجهد والمال، وللعودة للأنماط الحياتية الصحية يجب الحرص على مراجعة الطبيب بشكل دورى لكى يعرف كل فرد أولاً بأول أمراضه الكامنة مع متابعة قياس الوزن ومحيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم، حيث إن مؤشر كتلة الجسم هو ناتج قسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر، لو كان أقل من 18.5 فأنت نحيف ولو كان بين 18.5 إلى 24.9 فأنت مثالى ولو كان من 25 إلى 30 فأنت لديك وزن زائد وفى حالة ظهور نتيجة مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 فهذا مؤشر للسمنة.
 
ومن المعروف أن توابع السمنة المرضية كثيرة فهى ترتبط بارتفاع ضغط الدم ومرض السكر النوع الثانى وارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض مستويات الكولسترول الحميد وتصلب الشرايين وقلة المناعة ومشاكل كثيرة بالعمود الفقرى والمفاصل، فالوزن الزائد له تأثير سلبى على الجهاز التنفسى بسبب تأثيره على عملية تبادل الغازات وآليات التنفس، والتحمل العضلى، كما تسبب السمنة زيادة حدوث المضاعفات مع الأنفلونزا وزيادة خطورة مرض الربو وتقلل من الاستجابة لبعض أدوية الربو وتزيد من اضطرابات التنفس مثل توقف التنفس أثناء النوم .
 
السمنة أصابت 36% من السيدات فى مصر منهم 48.6% من السيدات فى المناطق الحضرية وتنخفض فى الريف لتصل إلى 29.4%، وترتفع فى الوجه البحرى إلى 51.5% بينما تصل لـ22.5% بالوجه القبلى، للوقاية من السمنة وتوابعها يجب الحرص على ممارسة الرياضة "فالحركة بركة" وتساهم فى رفع المناعة، يفضل ممارسة أنشطة العضلات مرتين على الأقل أسبوعيًا والمشى السريع نصف ساعة يوميًا مع ممارسة الأعمال اليومية بنشاط والإقلال من الجلوس ساعات طويلة بلا حركة خاصة أمام التليفزيون أو شاشات الكمبيوتر.
 
ومن أكثر الأنماط غير الصحية التى تهدد الحياة وأخذت فى الانتشار هو التوتر، حيث يعمل التوتر على تقليل المناعة ويجلب العديد من أمراض العصر المزمنة، وللوقاية من التوتر يجب ممارسة الرياضة وزيادة الروابط الاجتماعية والتقرب إلى الله، والتوتر يجلب السمنة حيث يرتبط باختزان الطاقة نتيجة قلة الحركة والميل للعزلة وزيادة الشهية لنقص هرمون الليبتين وزيادة هرمون الكورتيزول الذى يسبب تراكم الدهون فى الجسم.
 
تغيرت العادات الغذائية كثيرًا مؤخرًا وانتشرت مطاعم الوجبات السريعة الغربية النمط ما يساهم فى زيادة الأمراض المزمنة حتى فى الشباب والأطفال، يفضل أن تكون الوجبات الغذائية متوازنة فى الكم والنوع ومن أربع إلى خمس وجبات صغيرة على قدر الإمكان وطازجة تحضر فى البيت، لا داعى للسرعة فى تناول الطعام ويفضل التأنى فى المضغ، ويفضل الحرص على تناول السلاطة يوميًا وأن تحتوى خمسة ألوان على الأقل ما يسهل الحصول على مركبات الفايتو التى ترفع المناعة وتوفر مضادات طبيعية لأمراض العصر، يجب أيضًا عدم نسيان الفاكهة يوميًا على أن تكون قبل الوجبات وليس بعدها، ويفضل تناول الماء أو السوائل الطبيعية بما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا للشخص البالغ .
 
ومن الأغذية التى تساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية التوابل خاصة القرفة وتناول الماء بوفرة والشاى الأخضر فكل كوب يحرق حوالى 20 سعرًا حراريًا والألبان قليلة الدسم والجريب فروت وصدور الدجاج المنزوع الجلد وعش الغراب مع الحرص على تناول الألياف ممثلة فى الخضراوات والفواكه الطازجة والردة والبقول وزيت الزيتون وزيت بذور الكتان.
 
ويعتبر النوم الصحى مهم جدًا للمناعة وانتظام الساعة البيولوجية وبالتالى إفراز الهرمونات وأجهزة الجسم، ويبلغ متوسط ساعات النوم 8 ساعات على أن يكون مبكرًا وفى الظلام وبلا ضوضاء، ولا ننسى أهمية التعرف على طرق العدوى لأنها خير وسيلة لمنع انتشار الأوبئة وتغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس يفيد فى الوقاية من ميكروبات البرد والأنفلونزا، فضلاً عن غسل الأيدى يحمى من حوالى 250 مرضًا ويقلل من معدلات التهابات الجهاز التنفسى والإسهال.
 
ولاتباع أنماط حياتية صحيحة يجب محاربة الخمور والتدخين والمخدرات والتناول المفرط للسكر وملح الطعام والكف عن ظاهرة تناول الأدوية بدون مشورة طبية خاصة المضادات الحيوية والمسكنات والمهدئات والمنشطات والأدوية المنومة، ومن أسوأ الأنماط الحياتية التى تضر بصحة الأفراد هو غياب البشاشة وانتشر العبوس ما قلل المناعة فتبسمك فى وجه أخيك صدقة وعندما تبتسم للآخرين تعود البسمة إليك مضاعفة ما يقلل من التوتر ويرفع المناعة.
 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة