حــســـــن زايـــــد يكتب: كل هذا الغل أيها الإخوان..عن شماتتهم فى هزيمة المنتخب أتحدث

الأربعاء، 08 فبراير 2017 06:00 م
حــســـــن زايـــــد يكتب: كل هذا الغل أيها الإخوان..عن شماتتهم فى هزيمة المنتخب أتحدث مباراة منتخب مصر والكاميرون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم أتفاجأ على أى نحو من الأنحاء بموقف الإخوان من مباريات مصر فى بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم. فالكرة من وجهة نظرى، رغم أنها أصبحت سلعة يروج لها على نطاق واسع، ويعمل فى قطاعاتها المختلفة العديد من الأفراد، على سبيل التخصص والاحتراف، ولها اتحادات، وأموال متدفقة دخولاً وخروجاً، ويضخ فيها استثمارات بالملايين، هى فى النهاية مجرد لعبة. وكما يقول الشيخ الشعراوىـ رحمه الله ـ أن آفتنا أننا قد نقلنا قوانين الجد للعب، وقوانين اللعب للجد. أما وقد حدث، أن أصبح الجد لعباً، واللعب جدا، فقد انقسم الناس حوله إلى قسمين.

 

 القسم الأول ـ وهو القسم الذى لا يهتم بهذه اللعبة، ولا يكترث بها، ولا ينشغل بأحداثها. والقسم الثانى ـ وهو القسم الذى يهتم لهذه اللعبة، وينشغل بها، وينتمى نفسياً إلى أحد الأندية الممارسة لها، يشجعه دون بقية الفرق المتنافسة، وتزداد حدة الانتماء وتخفت بحسب الظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة بكل فرد، ويتناسب التشجيع طردياً مع مستوى الانتماء . وهناك أندية يغلب عليها الطابع القومى، وأخرى يغلب عليها الطابع الإقليمى، وثالثة يغلب عليها الطابع الخاص . وتنقسم جماهير البلد حول تشجيع الأندية القومية، مع الاحتفاظ بانتماء وولاء للأندية الإقليمية أو الخاصة . ويظل المرء على تشجيعه لفرق الأندية ذات الطابع القومى، حتى تكون المواجهة بين أحد هذه الأندية وبين ناديه الإقليمى، فتجده قد تحول بولائه وانتمائه إلى ناديه الإقليمى . وهذا هو ما يتسق مع طبائع الأمور، ويتماشى مع متطلبات النفس السوية . فإذا كان المنتخب هو الذى يلعب، ذابت كل الولاءات والانتماءات، وانصهرت فى انتماء واحد، وولاء واحد، هو الانتماء القومى للجميع، وأضحى الكل فى واحد . فإن كانت المباراة قارية، أو تلعب ضمن مسابقة ما يطلق عليه كأس العالم، فلا ريب فى الميل ولاء وانتماء للبلد أو الدولة المنتمية للقارة التى ينتمى إليها . وهكذا .

 

هذا إذا كانت الأمور تسير فى خطها الطبيعى الذى يتسق مع الطبيعة البشرية، والفطرة التى فطر الله الناس عليها . ولعلنا نجد فى سورة الروم مثيلاً لهذا الخط الذى نتحدث عنه . فقد كانت هناك معركة بين الروم والفرس فى عهد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانتهت هذه المعركة بانتصار الفرس على الروم . وقد كان الفرس من عبدة النار، وكان الروم من أهل الكتاب . فألم الحزن برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهذه النتيجة . والسر فى ذلك هو انتصار عبدة النار من دون الله، على الروم الذين يؤمنون بوجود خط اتصال بين أهل السماء وأهل الأرض، ويؤمنون بالله، وإن اختلفنا معهم فى العقيدة . وفى ذلك يقول المولى عز وجل فى كتابه العزيز: " غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿2﴾ فِى أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿3﴾فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿4﴾ " . إذن فالفرح والحزن، مؤشران لهما دلالة تنبئ عما يعتمل فى الصدور، وما يترتب على ذلك، من أفكار ومسالك ومواقف .

 

إذن فحب الوطن من أرض وطين، وهواء وماء، وزروع وغذاء، هو حب لسبب من أسباب استمرار الوجود. فمنه نبتت الأجساد، ونمت، وترعرعت . وبذا يكون ذلك المكان من أحب الأماكن إلى القلب، بعد الأماكن المقدسة . فإن لم ننشغل بذلك، استناداً إلى اعتباره من وجهة نظر البعض حفنة من التراب العفن، فلا أقل من حب الناس الذين نشأ المرء فى كنفهم، وتربى فى أحضانهم، ابتداء بالأهل والأقارب، وانتهاء بالمعارف والأحباب، ورفقاء الدراسة، وجماعة اللعب . وزملاء العمل، والجيران ذوى القربى، والجار الجنب، والصاحب بالجنب .

 

فإذا كان الحب هو نبتة الخير داخل الإنسان، فمن لا يحب وطنه، ولا يحب ناسه، فلا خير فيه لا لوطنه، ولا لناسه . ولا يرجى من ورائه خير يبتغى .

وموقف جماعة الإخوان، ومن لف لفها، ودار حول محورها، من المنتخب المصرى لكرة القدم، أثناء مشاركاته، فى كأس الأمم الأفريقية ، ينبئ بما لا يدع مجالاً للشك، عما بداخل أعضاء هذه الجماعة، من حقد، وغل، وسواد، وكآبة، حيال الوطن، وحيال المجتمع . وقد بدا ذلك واضحاً، فى تغريدات اللجان الإلكترونية لتلك الجماعة المشئومة، من شتائم، وسباب، ولعن، وتشجيع للفرق المنافسة، إلى حد إعلان انتمائهم لدولها، من دون وطنهم الأم . ثم مظاهر الفرح والشماتة الطافحة حال انهزام المنتخب، أمام فريق الكاميرون، فى المباراة النهائية، لا لشىء سوى الاختلاف مع النظام السياسى القائم .

 

المسألة ليست مجرد مباراة كرة قدم ـ لعبة ـ وإنما خطأ فى الجينات الوراثية، وشذوذ فكرى ونفسى، وانحطاط فى منظومة القيم، وأساليب التربية، لا نظير لها . فقط ارتدت مسوح الدين، وتمسحت بقشوره، ثم نصبت نفسها الناطق الحصرى باسمه . إنهم قوم فى حاجة إلى النزول فى مصحات نفسية، قبل أن يندمجوا بأمراضهم فى المجتمع، فيصيبونه بما أصيبوا به .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة