المعارضة السورية فى ورطة قبيل مفاوضات جنيف.. تخبط فى المفاوضين تؤخر تشكيل الوفد المشارك فى محادثات السلام.. ديمستورا يهدد بوضع الأسماء حال فشلها فى تشكيله.. ومعارضون يرفضون تفرد "الهيئة العليا" بالقرار

تعانى المعارضة السورية من حالة تخبط عقب التصريحات الأخيرة التى أدلى بها المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى مستورا، وتلويحه بتشكيل الوفد السورى المعارض المشارك فى مفاوضات جنيف المقبل حال لم تتفق الفصائل المعارضة على الوفد المشارك قبل 8 فبراير الجارى وسط ترحيب كبير من جانب معارضين.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تبذل قصارى جهدها من أجل تشجيع الأمم المتحدة على تحريك عملية المفاوضات السورية، وتعتبر محاولات المماطلة فى هذه العملية غير مقبولة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا فى مؤتمر صحفى، الجمعة، إن الجانب الروسى لفت انتباهه إلى تصريحات ممثلى جماعات معارضة وطرحهم شروطا مسبقة قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات السورية من المزمع أن تعقد فى 20 فبراير الجارى فى جنيف.

تصريحات المبعوث الأممى إلى سوريا كشفت الانقسام والصراع الذى ضرب صفوف المعارضة السورية التى تتحكم دول إقليمية ودولية فى قرارها ما أفقدها استقلالية القرار، وقد هاجمت الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، واصفة تصريحه حول إمكانية تشكيله وفداً يمثل المعارضة فى مفاوضات جنيف المرتقبة بأنه غير مقبول، مؤكدة أن هذا «ليس من اختصاصه.

وترفض المعارضة السورية تمثل الهيئة العليا للمفاوضات فى محادثات جنيف لاحتكارها القرار السورى للمعارضة، إضافة للعوار القانونى الذى تعانى منه الهيئة التى يترأسها رياض حجاب عقب انتهاء مدتها القانونية التى تبلغ عام وتحتاج لانعقاد مؤتمر الرياض للمعارضة لتجديد شرعيتها أو بحث آلية جديدة لتشكيل وفد المعارضة.

وتنتقد المعارضة السورية الوطنية نهج رئيس الوزراء السورى السابق رياض حجاب - يترأس الهيئة العليا للمفاوضات - فى التعاطى مع محادثات السلام بسبب مواقفه السابقة التى كان يرفض فيها الجلوس على طاولة المفاوضات والوصول لحل سلمى للأزمة السورية، ووجهت المعارضة السورية انتقادات لاذعة لرياض حجاب عقب اصداره بيان يشيد بجبهة النصرة التى تم تصنفيها على قوائم الإرهاب.

والهيئة العليا للمفاوضات هو جسم سياسى تم تشكيله فى مؤتمر المعارضة السورية فى الرياض ديسمبر 2015، وهو يتكون من شخصيات من هيئة التنسيق الوطنية السورية وقيادات فى الائتلاف السورى المعارض وشخصيات مستقلة وما يقرب من 10 فصائل مقاتلة، واعتبر البيان الصادر فى مؤتمر الرياض الهيئة العليا للمفاوضات هى الجسم الرئيسى الممثل للمعارضة السورية فى أى محادثات تجرى لحل الأزمة.

بدورها أعلنت قيادات فى المعارضة السورية عن اعتزام الخارجية التركية إجراء محادثات مع قيادات معارضة، اليوم الجمعة، وذلك لبحث تشكيل الوفد المعارض المشارك فى محادثات جنيف المقبلة، ومن المقرر ان يحضر الاجتماع الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية إلى جانب جماعات أخرى شاركت فى محادثات آستانة الأخيرة.

وانتهت المحادثات التى أجريت فى يناير بين الحكومة السورية والمعارضة فى آستانة باتفاق روسيا وتركيا وإيران على مراقبة التزام الحكومة السورية والمعارضة بهدنة لوقف إطلاق النار فى سوريا والتى أبرمت فى نهاية ديسمبر الماضى.