يعتبر التعليم من المؤشرات المهمة لرقى المجتمعات وتطورها، وقضية التعليم فى قمة الأولويات للشعوب الراقية لإدراكها أهمية تأثير التعليم فى تشكيل العنصر البشرى، فى ظل التطورات العلمية والتكنولوجية المعاصرة، ولن تتحقق أى نهضة دون تعليم حقيقى يواكب متطلبات العصر.
ويأتى أهمية التعليم الفنى فى مصر أنه المورد الرئيسى للعمالة الماهرة التى تتعامل مع المعدات التكنولوجية الحديثة التى نستوردها من الخارج لمصانعنا وشركاتنا، كما يمثل التعليم الفنى والتدريب المهنى نواة للتنمية الصناعية فى الفترة الحالية والمستقبلية.
لا يوجد اهتمام كافٍ بمنظومة التعليم الفنى، فمازال التركيز على القواعد النظرية دون الاهتمام بقواعد الأداء العملى فى الورش والمعامل المدرسية، ومازالت المدارس الفنية تستعمل فى معاملها وورشها آلات ومعدات رديئة عفى عليها الزمن، علاوة على أن معظم الطلاب لا يجيدون الكتابة والقراءة، ما أدى إلى تخريج أجيال من الفنيين غير القادرين على مواكبة التقدم التكنولوجى، فأدى ذلك إلى زيادة معدلات البطالة.
إن نظام التعليم الفنى الحالى لا يؤهل الطلاب لسوق العمل، بل يحتاج إلى تطوير وتغيير المناهج التعليمية بما يواكب التطورات التكنولوجية الحديثة.
إن دول النمور الآسيوية بنت نهضتها على التعليم الفنى، ما جعلها تقفز من حالة الفقر المعدم إلى التقدم والرفاهية، إننا فى أمس الحاجة إلى ثورة تعليمية تكون ركيزتها التفكير والتمييز والإبداع وأن نتبع أفضل استراتيجيات التعليم وأفضل طرائق التدريس فى العالم، إن التعليم الفنى والتدريب المهنى يلعبان دورا اساسيا فى تشكيل المهارات الفنية للعاملين بما يمكنهم من مواكبة المستجدات التكنولوجية المستمرة .
والحقيقة أن التعليم الفنى رغم أهميته فى توفير العاملين لسوق العمل يعتبر بريق الأمل وطوق النجاة للقضاء على الفقر والبطالة.
إن العملية التعليمية تتطور من حولنا فى كل بلاد العالم، فلابد من اللحاق بهم، وأن يكون لدينا خريج تعليم فنى ذى كفاءة ومهارة عالية وله مكان فى سوق العمل العالمى وهذا يتطلب منا الآتى.
1 - الاهتمام بالطالب الفنى فهو ثروة المستقبل ومحور العملية التعليمية .
2 - حشد الطاقات الإعلامية لإظهار أهمية التعليم الفنى والتدريب المهنى فى صورته الحقيقية كقاطرة للتنمية.
3 - مساندة المؤسسات الإنتاجية سواء كانت صناعية أو تجارية أو زراعية أو فندقية فى تدريب الطلاب فى مصانعهم وشركاتهم لاكتسابهم المهارات والقدرات التى يحتاجها سوق العمل.
4 - توفير المخصصات المالية لتحديث الورش والمعامل واستخدام التكنولوجيا الحديثة وتحويل المدارس الفنية الى مدارس منتجة ليصبح خريجوها مطلوبين لسوق العمل.
5 - تطوير المناهج الدراسية لإعداد خريج محترف ذى كفاءة ومهارة عالية وربطها باحتياجات سوق العمل.
6 - ضرورة نشر ثقافة إتقان العمل على أساس من المعتقدات الدينية.
7 - يجب وضع معايير لاختيار معلم التعليم الفنى مهنيا وخلقيا.
آن الأوان لإعداد الفنى والمهنى المتطور ليناسب احتياجات سوق العمل الداخلى والخارجى وتغيير نظرة المجتمع نحو خريجى التعليم الفنى.