مرحلة المراهقة هى مرحلة طبيعية يمر بها الإنسان فى نموه الجسدى والنفسى والاجتماعى والانفعالى، ويُعد عدم التوافق النفسى والذاتى من أهم المشاكل التى يتعرض لها المراهق الذى يؤثر مباشرة على الأنواع الأخرى من التوافق، مثل: التوافق الاجتماعى، والتوافق العضوى، والتوافق التربوى، ويترتب عن ذلك أحاسيس ومشاعر سلبية للمراهق مثل: القلق، والضيق، والارتباك، والحزن، وشدة الانفعال، وعدم الأمان، وغياب الاستقرار، واضطراب علاقاته مع الأفراد، وكثرة المخاوف الذاتية والموضوعية ولا شك بأن هذا الاضطراب يولد الانعزال الوجدانى والفقر العاطفى، ويقوى الإحساس بفراغ الحياة، وفقدان التوازن النفسى.
والوالدان عليهما مسؤولية تجاه أبنائهم لتحقيق التوافق الذاتى والنفسى؛ حيث يحتاج المراهق إلى معاملة خاصة من حيث التوجيه والإرشاد والمتابعة، لأن هذه الفترة تتميز بأنها فترة تغير شامل فى جميع جوانب النمو، ففيها يحدث تغير فى أهداف المراهق فى مجالات "النضج الانفعالى العام، والاهتمام بالجنس الآخر، والنضج الاجتماعى العام، والنزوع نحو الاستقلال، والنضج العقلى".
وهناك بعض الخطوات لتحقيق التوافق النفسى لدى ابنك المراهق....
- تهيئة جو نفسى ملائم لتنشئة المراهق تنشئة سليمة متكاملة لتربيته فى أجواء إيجابية أساسها التوافق مع الذات، والأسرة، والمجتمع، والمدرسة؛ مع إبعاد المراهق عن أجواء القلق والتمرد، والخوف، والصراع، والوحدة، والعزلة، والتشاؤم.
- دعم ابنك وتحفيزه على تحمل مسئولية بعض الأمور، فتحمل المسئولية والتجربة يدعمان كثيرا ثقة المراهق بنفسه ويساعده على تحقيق التوازن الذاتى والنفسى والمجتمعى، ويستطيع التوافق مع نفسه ومجتمعه ومدرسته، لأنه يكتشف أنه قادر على التفكير والإبداع والابتكار.
- التقرب من ابنك المراهق نفسيا واجتماعيا وتربويا، ومساعدته على الاستقلال بشخصيته والاعتماد على نفسه، فى تدبير بعض شئون حياته، مع تنبيهه إلى أن الحرية الشخصية ليست مطلقة أو حالة فوضى، بل هى التزام ومسئولية.
- وينبغى أيضا للآباء أن يبتعدوا عن سلطة القمع والقهر والعقاب فى تربية الأبناء، مع ضرورة استبدال هذه السلطة بالعناية والحنان والعطف والتوجيه البناء والهادف، وتشجيع الحوار الأسرى فى مناقشة جميع مشاكل الأسرة، ولاسيما مشاكل المراهق ولابد للوالدين كذلك أن يقدموا توجيهات قيمة ومفيدة لأبنائهم المراهقين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة