عندما نتأمل أنفسنا فى الماضى والحاضر نجد أننا قد تغيرنا للأسوأ بعوامل التقدم والتحضر وتقليد الغرب فيمالا يفيد.. فبرغم أننا نحاول أن نتقدم ونسيطر ونتحكم فى كل الأشياء عن طريق لمس مفتاح التشغيل إلا أننا فقدنا سيطرتنا على أنفسنا وشهوتنا .
وأصبحنا أقل مودة ورحمة وعطفا من الإنسان الزراعى المتخلف فى الماضى ومع مقارنة بسيطة نرى ان التقدم اتى بصناعات تفسد البيئة بالعوادم والادخنة المضره جدا" وهذا لاننا لم نخطط ابدا فى كيفية تفادى مخاطرها . ومع التقدم ايضا" يأتى التلوث السمعى وعلو صوت الضوضاء والغوغائية فى كل مكان فى البيت والشارع والمصنع والسيارة ووسائل التواصل الاجتماعى والإعلام.
ومن كل هذا يقدم لنا التحضر والتقدم الفوضى والتلوث الاخلاقى كهدية حيث يختفى النظام والهدوء والسكينة والنبل والحياء والخجل، وكل الصفات الانسانية الحميدة، وأصبح كل منا يفعل ما يشاء فى وقت ما يشاء تحت مسمى الحرية بغض النظر عن حرية الآخرين والتى من المفروض تنهى حريتك عندها .
والمقصود من هذا العرض أو هذه المقارنة بين الماضى والحاضر اننى اتطلع لمستقبل افضل للإنسان المصرى فانا لست ضد التقدم وإنما انا ضد ادارته وسيطرته على احوالنا ومعيشتنا وكل سلوكيتنا وتصرفاتنا بشكل سلبى ادى الى اختفاء الإنسان الصحيح السوى الذى يحمل كل معانى النبل والاخلاق الكريمة وحل محله الانسان المادى الذى يحمل فى قلبه القسوة والجشع والطمع و اللامبالاه والكسل والغباء والقبح . ليتنا نرجع لصوابنا ونستعيد انسانيتنا مع التحكم والسيطرة على تقدمنا ومواكبة العصر فى ما يفيد انسانياتنا وأخلاقياتنا وسلوكياتنا الجميلة وتصرفاتنا النبيلة حتى نصبح اقوياء فى مواجهة التحديات الصعبة التى نمر بها فى الوقت الحالى من الداخل والخارج .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة