كشف الدكتور علاء الدمياطى، مدير الطب البيطرى بمطروح، تفاصيل قضية رشوة مدير الوقاية البيطرية، الذى ألقت الرقابة الإدارية القبض عليه متلبسًا بتلقى رشوة 200 ألف جنيه مقابل السماح بدخول ماشية مصابة إلى مصر قادمة من ليبيا، مؤكدًا أن عملية السماح بدخول الماشية والأغنام المصابة القادمة من ليبيا عن طريق المهربين والتجار، مستمرة منذ فترة طويلة، من خلال الرشاوى والتواطؤ بتغيير العينات التى ترسل للمعامل ونتائج التحاليل.
وأضاف "الدمياطى" فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أنه يعمل منذ فترة طويلة بمديرية الطب البيطرى، ويعرف تفاصيل التلاعب جيدا، ومنذ توليه منصب مدير المديرية خلال شهر يناير الماضى، عمل على وقف المخالفات وإبعاد الدكتور "محمد.ع" وكيل المديرية مدير إدارة الوقاية، عن تقارير عينات الماشية، خاصة المهربة من ليبيا والتى لا تخضع لأى رقابة بيطرية هناك، ومطالبته بأن يقض الأشهر المتبقية له قبل الخروج على المعاش دون مشاكل، إلا أنه أصر بحجة رغبته فى ممارسة صلاحياته الوظيفة.
وأوضح مدير الطب البيطرى بمطروح، أن المديرية ليس من اختصاصها ضبط الماشية المهربة من ليبيا وإنما بمعرفة الجهات الأخرى المعنية، وتختص مديرية الطب البيطرى بالكشف عليها وأخذ عينات منها لتحليلها بالمعامل المركزية، وتكشف نتائج التحاليل أن الماشية القادمة من ليبيا مصابة بالحمى القلاعية أو بفيروس اللسان الأزرق، مؤكداً أنه لن يسمح بذلك وبتدمير الثروة الحيوانية فى مصر، بسبب جشع التجار والمهربين أو تواطؤ بعض العاملين فى الطب البيطرى، خاصة أن هذه الماشية تعتبر من العوامل الرئيسة لانتشار الحمى القلاعية فى مصر، إذ تدخل إلى الأرياف وتختلط بالماشية المصرية، الخالية من فيروس اللسان الأزرق، فكيف نسمح بدخولها من دولة تغيب فيها الرقابة البيطرية بسبب الأحداث الدائرة هناك.
وتابع الدمياطى: "حاول مدير إدارة الوقاية البيطرية المتهم بتلقى رشوة، بشتى الطرق إنهاء إجراءات الإفراج عن الماشية المصابة لصالح أحد الأشخاص، و أمام رفضى الشديد، عرض علىَ مبلغ 50 ألف جنيه مقابل موافقتى على الإفراج عن الماشية، وعندما تأكدت أنه مصر ولن يرتدع، أبلغت الرقابة الإدارية، التى ضبطته متلبسًا بتلقى الرشوة".
وحول التحقيقات فى قضية الرشوة، التى تجريها النيابة العامة حاليا، أكد أن " الدمياطى" أنه أدلى بأقواله والقضية فتحت ملفات عديدة وستكشف عن مخالفات وتجاوزات أخرى وقعت خلال الفترات السابقة، وملاحقة الفساد داخل الطب البيطرى بمعرفة الجهات المعنية".
ونوه مدير الطب البيطرى بمطروح، أنه يتعرض لضغوط وانتقادات، بسبب مواجهته للفساد، خاصة عقب إصداره قرارًا بإعدام حوالى 300 رأس ماشية خلال الفترة الماضية، ولأن ثمنها يمثل ثروة كبيرة، شن أصحابها حربا ضدى، وتدخلت قيادات شعبية للضغط من أجل الإفراج عن الماشية المحتجزة.
وشدد "الدمياطى" على أن جميع الماشية المهربة من ليبيا مصابة ولن يسمح بدخولها إلى الأراضى المصرية أو إعطاء تصريح رسمى بدخولها، والإضرار بالثروة الحيوانية التى تمثل أمنا قوميا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة