حلمى عبدالفتاح يكتب: أكتب لك شعرا

الأربعاء، 22 فبراير 2017 12:00 م
حلمى عبدالفتاح يكتب: أكتب لك شعرا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من زَمنٍ.... أَبْحثُ عن نَبعٍ آخرَ للكَلمَاتِ....... وعَن شَكلٍ آخرَ للكَلمات

أُحاولُ أن أَكتُبَ أشعارًا... لا تُشبهُ حَرْفَ الخَطِّ... المُستَودَعِ فى الآلات

من أجلِكِ... لا أرضَى بالقلمِ وبالورَقِ وبالحِبرِ.. ولا سَائرِ تِلكَ الأدوات

سأخْتارُ... كِتابًا من خَزٍّ... وحَريرًا من قَزٍّ.... وطاووسًا حُلوَ الرِّيشَات

الريشاتُ لها وَصفٌ... أن غُمِسَتْ... فى دَلْوٍ أو إبْريقٍ أو فى أى دَوَاة

تحوَّلَ ذاكَ الماءُ... إلى ذهبٍ يَجرِى.... وبَريقُ الخَطِّ المكتوبِ لهُ آيات

هذى الرِّيشَةُ قلمِى... وسأكتُبُ شِعرى... بِمِدادٍ ذَهبِى بَراقٍ.... هَيهَات

بِأنْ تَجدِى.. منْ يكتُبُ مثلِى.. فأشْعَارِى سَتَبرُقُ كَمِدَادِى.... وبِكُلِّ لُغاة

**********

وكَى أُزيِّنَ وَرقَةَ شِعرى... سَأُرَصِّعهَا زَهرًا.. لا يُوجدُ مِنهُ سِوى حَبَّات

فى أعلى جبلِ الألبِ وبَينَ الثلجِ... وعندَ الخطَرِ وصوتِ هديرِ الشَلالات

الزَّهرةُ مَعروفٌ عنْها....... تتلوَّنُ ألوانًا شتَّى..... حَسبَ مُرورِ الأوقَات

تنبُتُ بِكهُوفٍ...... يَحرسُهَا ثُعبَانٌ عِملاقٌ...... عَاشَ هُناكَ مِئاتٍ ومِئاتْ

الحَارسُ...... لا يَقبلُ أن يَقربَها....... إنسَانٌ أبدًا..... أو جِنِّى أو حَيَّات

لكنَّ النِّسرَ الجَبلِى.. عَرفَ السِّرَ ودخلَ الكهفَ.. وغامرَ عَشراتِ المَرَّات

يَنتَظِرُ ذَهابَ العِملاقِ... لِقَنصِ الكَبشِ... وَيتسَلَّلُ سِرًّا فِى حَلَكِ الظُّلمَات

لِيقطِفَ وَاحدةً.... ويطيرَ فَيزرعَهَا عَلى قِمَمِ الألبِ.... ويَنتَظِرُ الثَّمَرَات

فلمَّا تتلوَّنُ تِلكَ الزَّهرةُ........ يُثَارُ النِّسرُ.... ويَعلو ويُصّفِّرُ فِى العَلوَات

وَقدْ قَالُوا..... أن صَفيرَ النِّسرِ... سَيجلِبُ رَعدًا أَنواءً وَهديرًا... وشَتَات

فَمَا مِن بَطلٍ... ذَهبَ يُغَامِرُ مِن أَجْلِ الزَّهرَةِ... إلاّ وَعَاد وَخَشِى التَّبِعَات

لَكنِّى سأُخاطِرُ.... لكَى أَحظَى بِالزَّهرَةِ...... وأُزَيِّنُ بالفرحة تلكَ الأبيَات

***********

ولَن أستكَفِى.. بَلْ سأعطِّرُ تِلكَ الأَحرُفَ بِعُطورٍ.. لن تَجِديهَا فِى الخَانات

فلكَى أُحضِرَ هذا العِطرَ.. سَأزُورُ بِلادًا شَتَّى... وقَدْ أَركَبُ بَحرَ الظُلمَات

لأجْمَعَ ألوانًا مِن عُشبِ البَحرِ.. وغَريبِ الحَجَرِ.. وأَخْتَارُ بَديعَ الصَّدفَات

وقَدْ قَالُوا.... أن البَحرَ مُخِيفٌ.... مَلفُوفٌ بِالظُّلمَةِ..... مَسكُونٌ بِالجِنِّيَات

قَدْ زَعَمُوا... أن أَميرًا بالمَاضِى أبحرَ فِيه سِنينَ.... وعَادَ بأغلَى الثَّروَات

وقدْ عادَ بعِطرٍ أخَّاذٍ... لم يُعرَفْ مِن قَبلُ......... فأهدَاهُ لأغلَى المَلِكات

سأُغامِرُ كَأمِيرِ المَاضِى.. لأَقتَحِمَ البَحرَ.... وسآتِى بالعطرِ ولو قَطرات

سأحمِلُه وأعودُ إليكِ.. إلى وطَنى إلى عينيكِ... هما سَكَنى هما البَسمَات

لأكتُبَ قِصَّةَ حُبِّى..... بِمدَادٍ لم يُعرَفْ قَبْلُ...... وحُرُوفٍ لَيسَتْ كالكَلِمَات







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة