استطاع الاشتراكيون الديمقراطيون فى ألمانيا بزعامة رئيس المجلس الأوروبى السابق مارتن شولتز من تصدر المركز الأول فى استطلاعات الرأى للمرة الأولى منذ 2006 بنسبة 33%، مقابل 32% للاتحاد المسيحى الديمقراطى بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك وفقا لمركز إنميد، وبذلك يكون شولتز اجتاز نسبة التأييد الشعبى لميركل مما يجعله الأوفر حظا فى الفوز فى الانتخابات الألمانية المقررة فى سبتمبر المقبل.
ووفقا لصحيفة لابوث دى جاليثيا الإسبانية فإن شولتز يعتبر "ترامب أوروبا"، حيث أن داعمى شولتز بدأوا حملة إلكترونية على بعض مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان MEGA وهى الأحرف الأولى من عبارة Make Europe Great Again أو لجعل أوروبا عظيمة مجددا، وهذا تمثلا بشعار ترامب "لنجعل أمركيا عظيمة مجددا"، إلا أن هذا الشعار لم يسلم من الانتقادات خاصة على المستوى الداخلى فقد اعتبر وزير المالية الألمانى ولفجانج شوبل، وهو عضو فى الاتحاد المسيحى الديموقراطى -حزب ميركل- أن شولتز يشبه "ترامب، كلمة بكلمة" ويحاول أن يخلق موجة شعبوية كالتى ضربت البيت الأبيض.
انتخب منافس ميركل الأول نائبا فى البرلمان عام 1994، وهو لا يحمل درجة جامعية بل خرج من الثانوية العامة فى سنوات مراهقته بسبب إدمانه للكحول، واستمر عاطلا عن العمل فى بداية العشرينات، ولكنه فى النهاية استطاع الالتحاق لصفوف الحزب الاشتراكى الديمقراطى فى السبعينات، وبدأ نشاطه السياسى، وأصبح عضوا فى مجلس الحزب التنفيذى على مدى 18 عاما.
واستطاع شولتز أن يتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، فضلا عن لغات آخرى، كما أن جرأته ووجوده فى منصب رئيس البرلمان الأوروبى جعلته "شخصية جدلية" ومفضل فى البرامج الحوارية، ولا يتجنب المواجهات الحادة.
موقفه من الرئيس الامريكى ترامب
قال شولتز على انتقادات الرئيس الامريكى ترامب لسياسة ميركل بأنها "كارثية"، أن "ما تبدأ به الإدارة الأمريكية الآن هو صراع ثقافى، وعلينا أن نسير بثقة فى هذا الصراع ونقول إننا نملك نموذجا اجتماعيا مختلفا".
ولذلك فإن جرأة شولتز وتصريحاته اللاذعة والصريحة ضد ترامب ستجعله فى مقدمة المرشحين الأفضل لدى الناخبين فى ألمانيا، وسياسة ميركل تجاه اللاجئين، ودبلوماسيتها فى الرد على ترامب، ستجعلها تتراجع فى استطلاعات الرأى حول الانتخابات الألمانية.
ويعد شولتز ضيفا جديدا على الحياة السياسية الألمانية، لكن ميركل تستعد لخوض "الحملة الانتخابية الأصعب"، فشولتز رغم خبرته القليلة فى السياسة الألمانية إلا أنه استطاع أن يجتاز نسبة تأييد الألمان لميركل، ولا يزال برنامج شولتز غير واضح، وفى قيد التحضير، ما يعنى أن نسبة قبوله المرتفعة لا تتعلق بالضرورة بمضمون خططه المستقبلية، بل بكونه يعبر عن حاجة محلية إلى تغيير الوجه المعتاد منذ عام 2005.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة