من يغرس زهرة جميلة يود أن يراها جميلة، لكن البعض يتجه نحو الممارسات الخاطئة بعد أن أصبح فى يد كل شاب جهاز المحمول أو الهاتف النقال، وكأن حركة المجتمع المصرى انطلقت نحو آفاق التنمية العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.. وكم من أجهزة المحمول فى يد الشباب المصرى تمثل رمزا للوجاهة الاجتماعية.. وفى ذات الوقت لا يتلاءم مع طبيعية الدخول للشباب.. والمستفيد من هوجة انتشار المحمول الشركات.. ونحن نجيد بشراهة "الثرثرة".. والتساؤل: أين الوعى الإعلامى الذى نقدمه للشباب المصرى من أجل ترشيد استخدام المحمول؟ والمحمول يمثل ظاهرة براقة لدى البعض.. وشركات المحمول هى الأخرى تتفنن فى الإعلانات لجذب مزيد من المشركين.. ونشر "الثرثرة".. وتلك الشركات أرباحها السنوية ربما تفوق دخل قناة السويس.
ما زلنا نتعايش مع سلوكيات خاطئة.. ونسبة البطالة بين الشباب المصرى تصل نحو 20%.. برغم أن أى مجتمع قوته تنمو من التنمية الشاملة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.. وثروة مصر هى الثروة البشرية.. وينقصها التأهيل السليم لمواكبة المتغيرات والتحولات العالمية.. وما بين المحمول والتعليم وتعويم الجنيه.. والتنمية المستدامة رؤى تأملية بسبب تعويم الجنيه، مثلما الحال فى المجال الصحافى وبسبب التعويم أصبحت الصحافة تعانى، ومنها من انخفض معدلات توزيعها مثلما الحال منذ يناير 2001 وكان بسبب انخفاض قيمة الجنيه المصرى.. والصحيفة تحمل كلمة.. والكلمة الجادة تمثل سبيلا للإنقاذ من خطورة المفاهيم الخاطئة التى قد تتأثر بها العقل.. والمحمول عكس الصحيفة له من الخطورة الكثير بسبب تفشى انتشار تلك الأجهزة وسهولة الاستحواذ عليها.. والتساؤل: لماذا نلهث خلف الرؤى المادية.. وهناك انتشار آخر من رؤى التواصل الاجتماعى.. ولكل استخداماته المفيدة وغير المفيدة.
وعالم اليوم مفتوح على مصراعيه من أجل نشر ثقافة الاستهلاك، بل والتدمير الأخلاقى.. والقوى الصناعية تنظر للقوى النامية أنها عالم الاستهلاك وندرة الإنتاج.. والزمن خطير.. حتى مع عصر الهيمنة الإعلامية.. وشروط النماء لأى مجتمع بحاجة لتصحيح حركة أبنائه، وأى مجتمع لا ينظر لذاته لا يجد نفسه.. ومع كلمتى كلمنى على المحمول أقول: إن للمحمول مخاطر أخلاقية مثل التواصل الاجتماعى بسبب الإفراط فى سوء الاستخدام.. وكل الخوف من تشتت الذهن والفكر نحو الاتجاهات غير السوية.. ولننظر لأوروبا وقد عاشت قرون مظلمة بسمة الجهل والتخلف.. وكان العرب يملكون النهضة الحضارية فى الأندلس وصقلية.. لكن تغير الواقع بعد أن أخذت أوروبا من علوم العرب وتولت الزعامة.. رغم نزعة الشك لبعض العلماء أمثال: بيكون وديكارت ولوك وهوبز.. إلخ، والتاريخ زمن.. والزمن بناء وتطور.. والتطور سمة تاريخية.. والتاريخ يصنعه الخصائص الذاتية لأى مجتمع بأبعاده الجغرافية والسكانية والمادية، لكن حينما تذوب شخصية الإنسان بفكر امتلاك المحمول لا يحقق ذاته.. والنفس البشرية مطبوعة على قيم وأخلاقيات بناءة.. وحينما تتمكن الغرائز وهوى النفس نجد الفرز الاجتماعى المختل الفكر والحركة والثقافة.. وما أغرب حركة الإنسان المعاصر الذى أصبح يتطلع للحياة المادية وبريقها وآلياتها ووسائل لهوها.. ومن هنا انتشرت خطوط اللهو والجريمة والعنف والانحلال الخلقى.. ومعهما يزداد الخمول والجمود والسلبية والكسل والتقوقع .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة