تعد مشكلة التعليم المصرى أهم المشكلات التى تؤرق المجتمع المصرى وأقدمها عمرًا وأحدثها نقاشا على دوائر وحلقات الحوارات والمؤتمرات.
ويرى كل مهتم من المهتمين بشأن التعليم المصرى خاصة المختصون الذين يعتقدون كل الاعتقاد أن إصلاح ونهضة الأمم تكمن فى إصلاح نظامها التعليمى، فالتعليم قاطرة التقدم الأولى والوحيدة، فلا توجد أمة متقدمة جاهلة أو يغلب ويثقل كاهلها وباء الأمية البغيض، أو حتى التعليم التقليدى الموصوف بالتعليم الفاقد للأهلية أو عديم الفائدة، لأن التعليم العصرى هو الذى يتشرف المستقبل ويكتب إحداثه ويسلح صاحبه بأسلحة مواجهة المستقبل وكأنه واقع يعاش الآن، هذا هو العلم الذى أراده من تقدموا الأمم وقادوا الشعوب فكان لهم ما أرادوا.
هذا العلم لابد له من رسول يحمل رسالته ويؤدى دوره على الوجه الأكمل غير منقوص، هذا ما يسمى بـ"المعلم".
هذا المعلم الذى تم إهماله ثم إهماله ثم إهماله ثم تجاهله رغم أنه يحمل أصعب وأهم الرسالات وأغلى أنواع البذور فهو يحمل رسالة الأنبياء ويزرع فى أغلى ما نملك وهم فلذات أكبادنا وقادة المستقبل، وتعمد الجميع إلا من رحم ربى أن ينظر إلى مشكلة نظامنا التعليمى من مناظير عدة ليس من بينها منظور المعلم رغم أنه أهم أركان العملية التعليمية على الإطلاق.
وتوالت السنوات تلو السنوات والمعلم يقف مكانه يواجه التقلبات والصعوبات وعوامل التعرية المعلوماتية وغيرها، وحده لا سند له ولا معين ولا حتى مقدر لدوره.
حتى التفت المعلم لنفسه فلم يجد معه إلا اسمه فعاش عليه قليلاً ثم وجد سلعته (اسمه) أصبح سلعة بالية لا ثمن لها ولا قيمة فلجأ إلى البحث عن التكملة تكملة ما اعترى اسمه من نقوص ليعيش
نعم ليعيش
أرغمنا المعلم أن يحلم بأن يعيش ولم نرغمه أن يبدع بتوفير كل وسائل الإبداع كما تفعل كل الأمم التى لم تغمض عينيها عن مستقبلها كما نفعل نحن.
هذه العوز وذلكم الاحتياج أرغم المعلم أن يكون
معلما تاجرا
معلما سباكا
ومعلما طباخا
ومعلما محاسبا
ومعلما نجارا
ومعلما كهربائيا و.. إلخ
هذه الإضافة رغم كونها لغويًا توحى بالزيادة إلا أنها فى واقع الأمر انتقصت نقوصًا كبيرًا من القدر والقيمة وبالتالى عطاء المعلم فانهار التعليم وأصبحنا نصرخ ونتوجع ألمًا من هذا الانهيار ونغمض أعيننا ونبحث بين الحين والحين عن سبب هذا الانهيار كما يبحث من يلعب الاستغماية، ويعرف مكان خصمه جيدًا إلا أنه يتمادى فى البحث عنه متجاهلاً مكانه وبالتالى الإمساك به لمد أمد اللعب لأطول فترة ممكنة.
فيا أيها المسئولون اجعلوا المعلم معلمًا فقط إن أردتم الإصلاح أما إن أردتم الاستمرار فى اللعب فلن يسامحكم التاريخ فإصلاح التعليم يكمن فى المعلم القيمة وليس المعلم المضاف إليه مهنة أخرى.
وسنظل نعبد الله من خلال الدعاء ما حيينا اللهم أصلح حال بلدنا مصر وأنر يا ربنا قلوب من بيدهم الأمر لإصلاح حال البلاد والعباد اللهم آمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة