محمود حمدون يكتب : "الدبة التى قتلت صاحبها"

السبت، 18 فبراير 2017 04:00 م
محمود حمدون يكتب : "الدبة التى قتلت صاحبها" دبة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تكن كالدبة التى قتلت صاحبها، عندما رأت ذبابة على رأسه، فأرادت أن تبعدها عنه " تهشّها " فوجهت بقبضتها للذبابة ضربة قاضية، هربت الذبابة قبل أن تهوى الدبة بمخلبها على رأس صاحبها فقتلته، ثم صارت الحكاية مثلا يُضرب فيمن يتطوع لخدمة آخر، فيسيئ إليه وربما تكون نهاية الآخر على يديه .
 
احترت كثيرا فى طبيعة وغموض أو غرابة تلك العلاقة التى تربط بين دبة لا تعرف الكياسة أو لباقة التصرف فهى فى النهاية حيوان لا يعى رد الفعل المناسب للموقف وبين هذا الصاحب، فكيف يلتقيا على علاقة قويمة بينهما ؟ ثم كيف رضى القوم والمحيطين بالاثنين أن يسمحوا لعلاقة غادرة بين دبة وبين شخص آخر؟ وهم يدركون جيدا أن نهاية أحدهما واقعة لا محالة وأنها من نصيب هذا الشخص المأفون !
 
وقد وضعت نفسى موضع صاحب الدبة، فكرت كثيرا بطريقته كى أصل لما لمبتغاه ومراده من وراء هذه العلاقة المشوّهة الغامضة، فوجدت أن المصلحة هى الغالبة مع الدبة، فهى أداة عنيفة وقوة لا يستهان بها، ربما قام بترويضها، وربما سخّرها لإنهاء خصومات قائمة بينه وبين البعض، أو إرهاب آخرين بقوتها الغاشمة.
 
لكنها فى النهاية " دبة " أى حيوان أعجم، بينه وبين المنطق والعقل بون شاسع كبير ولا تتقيد بأخلاقيات إلاّ ما درّبها عليه صاحبها، فهى فى النهاية صورة مشوّهة لكائن بشرى .
 
ولعل الدبة أيضا قد وجدت فى صاحبها مصدرا آمنا للغذاء والمأوى، فتركت مشقة البحث عن الطعام، وتركت حياة الغابة بقسوتها، فتعلقت به تعلق الحيوان الأعجمى بصاحبه وخشيت عليه مما يحيط به، لعلها وعت وأدركت مبكرا أو وجودها رهن بوجود هذا الصاحب، ورأت أن وجودها رهن بوجوده، ففزعت من اختفائه وخشيت عليه حتى من ذبابة حامت حول رأسه . فأرادت ابعادها فقتلت صاحبها لنصل لخاتمة درامية أنه من غير المستساغ ولا المنطق أن نقيم علاقات مع دببة أبدا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة