سَألتُكِ أن أهواكِ كثيرًا وأن أَتَقَرَّبَ .. فقُلتِ تأَدَّب .. فكيفَ بِسَاحةِ تلكَ العُيونِ يَكونُ التَأدُّب
ولما طَلبتِ بأن لا أَخُوضَ بِوَصْفِ جَمالِكِ .. أو أستَفيضَ بِمَدحِ خِصالِكِ .. وجَدتُ المُحالَ لذلكَ أَقرَب
فمُنذُ دَرَستُ حُروفَ الهِجاءِ .. وكُلُّ الحُروفِ تُشيرُ إِليكِ .. تَدُلُّ عَليكِ .. فَكأنَّ الكَلامَ لِوَجهِكِ يُكتَب
وحينَ تَعلَّمتُ فَنَّ الرَّسمِ .. وَضعْتُ إِطارًا لِأَرسُمَ شَكلاً .. إذِ الفُرشاةُ تخُطُّ خُطوطَكِ .. ما كنتُ أَحسَب
ولما بَدأتُ أُحِبُّ وأهوَى .. وَجدْتُكِ أحْلَى فَتاةٍ تُحَبُّ .. فَهِمتُ وذُبتُ .. وهَامَ بِصَدرِى قَلبِى المُعذَّب
وحينَ سألتُكِ أن أهوَاكِ .. أن أتقرَّب .. وَجدتُ سُدودًا وَجدتُ حُدودًا .. قِفْ وابتَعِد .. أَلْقِ سِلاحَكَ .. لا تَقترِب
فَعِندَ حُدودِكِ .. صَفُّ جُنودٍ لِصَدِّ العِدَا ... وصَوتُ بَارودٍ ... وَرُوحِى الفِدا ... تَرُدُّ الدَّخيلَ .. وحَاشَاها تَهرَب
سَأبقَى قريبًا .. مَهما صَدَدْتِ و مَهما بَعُدتِ .. فَمَهمَا تَجَنَّى عَلَى إِباؤُكِ .. بَاقٍ بِبَابِكِ ... كَى أترَهَّب