أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

جمال شوقى عبدالناصر.. وداعاً

السبت، 18 فبراير 2017 07:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحل يوم الأربعاء الماضى الدكتور جمال شوقى عبدالناصر، وهو واحد من الأطباء الذين عرفتهم عن قرب، وكان كالملاك الذى يمشى على الأرض فى تعامله مع مهنة الطب والمرضى، هو ابن شقيق الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، واسمه على اسم عمه، وكان من المتهمين فى قضية «تنظيم ثورة مصر المسلح» مع ابن عمه والقريب إلى قلبه، الراحل الدكتور خالد جمال عبدالناصر، وهو التنظيم الذى كان يلاحق عناصر الموساد الإسرائيلى فى مصر فى ثمانينيات القرن الماضى، وقتل ثلاثة منهم، وابتعد خالد ثلاثة سنوات عن مصر إلى يوغسلافيا بسببه، وحصل قائده العسكرى محمود نور الدين على حكم بالسجن 15 عامًا، ومات مريضًا فى السجن.
 
جاء اتهام الدكتور جمال فى القضية على خلفية أنه قام بعلاج أحد أبطال المنظمة من طلق نارى أصابه، وكنت أراه فى أثناء ترددى على جلسات المحاكمة فى أرض المعارض بمدينة نصر عام 1988، وبعد حصوله على البراءة تعرفت عليه عن طريق الصديق الكبير أمين إسكندر فى عيادته التى افتتحها فى شارع مصر والسودان قبل أن يغلقها، وينتقل نهائيًا إلى مسقط رأسه بالإسكندرية. كان وقتها شابًا فتيًا حالمًا، طيب القلب، خفيف الظل، بارعًا فى تخصصه الطبى، عطوفًا وحنونًا على الفقراء، يعيد إليهم ثمن الكشف وكانت قيمته 10 جنيهات فقط، ويصرف لهم العلاج، ويقترب من نفسية المريض قبل تشخيص دائه، وكنت أتعجب أحيانًا من أنه يصرف المريض دون أن يكتب له أدوية، مكتفيًا بجلسة معه كلها نصائح وإرشادات يتبعها، ويأتيه المريض بعدها بلا مرض، وكم سمعت منه حكايات عن تقاليع يمارسها أطباء كبار للعلاج وليس لها علاقة بالطب، لكنها مربحة للمال، وكان يعبر عن عظيم غضبه من هؤلاء الأطباء الذين يبالغون فى ثمن الكشف دون مراعاة لأحوال المرضى الفقراء.
 
كان تخصصه الطبى فى مجال الكبد والمرىء، ولما تعاظم خطر فيروس «سى» المدمر للكبد، عكف مع فريق بحثى تولى قيادته هو لاختراع دواء من «الطحالب» سيكون ثمنه فى متناول المرضى الفقراء من حاملى الفيروس، وأثار ضجة هائلة عام 2007 لكن أصيب الموضوع بالسكتة القلبية، وأعدت فتحه على صفحات «اليوم السابع» عام 2009، وكنت أتابع قصته وتطوراته معه، وبعدها لاحظت أنه لم تعد له شهية لشىء، رحمه الله وجزاه بحق ما شاهدت عطفه على الفقراء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة