ـ هناء : كرهت لقب" مطلقة" فرجعت لزوجى..
هدير: رجعللى بعد ما دخلت مصحة نفسية
شرع الطلاق كأبغض الحلال لحكمة، وهى استحالة العشرة بين الزوجين، غير أن هناك زوجات اكتشفن بعد الانفصال أن العشرة لم تكن مستحيلة، وأن هناك أملا فى نجاح زواجهن، فكان قرار العودة.
فالمعتاد أن تزداد الكراهية بين زوجين اختارا أن تنتهى علاقتهما بالطلاق، وأن تتصاعد المشكلات بينهما حتى أروقة المحاكم ، لكن فى فى موضوعنا هذا كان الطلاق بداية لنظرة موضوعية، أعاد فيه كل طرف حساباته وراجع مواقفه، فازدادت المحبة فى القلوب وامتلأ عش الزوجية من جديد.
فى السطور التالية حكايات مطلقات كان الطلاق بداية لعلاقة حب جمعتهن بأزواجهن من جديد، ليقررن العودة إلى عش الزوجية، بعدما كان للبعد أثر فى اكتشاف هذا الحب الدفين ، وكأنهن يطبقن المثل الشعبى "إبعد حبة تزيد محبة".
رانيا: محستش إنى بحب جوزى إلا بعد الطلاق
حكاية "رانيا" موجودة فى معظم البيوت المصرية، خاصة أن قصة زواجها تقليدية كمعظم الزيجات التى تبنى على العقل دون وجود قصة حب سابقة بين الزوجين.
تحكى رانيا قصتها قائلة : " عندى 32 سنة، واتقدملى زوجى الحالى منذ حوالى 4 سنوات، وكنت وقتها فى نهاية العشرينات ، وبدأ أهلى وقتها يشعرون بأننى اقتربت من مرحلة العنوسة ، لكن انا كان كنت بدور على حد أحبه ويحبنى".
وأضافت لـ"اليوم السابع" :" لكن لما اتقدم لى زوجى الحالى تركت عواطفى جانبا واخترت بعقلى ، خاصة أن أهلى وأصدقائى رأوا أنه الأنسب لى وأقنعونى بأنه الزوج المناسب، وقررت إتمام زواجى بعد شهور من خطبتنا".
وتابعت:" كان زوجى خلوقا هادئ الطباع، وكانت علاقتنا جيدة يسودها الاحترام والمودة، لكن طوال زواج استمر ثلاث سنوات لم يطرق حبه قلبي أبدا ، ولم ننجب بعدما قررنا تأجيل هذه الخطوة، وكانت طباعنا مختلفة، ولا يوجد شيء متشابه أو مشترك بيننا، وشعرت أنني أخطأت الاختيار".
تقول رانيا :" كان أهلى يحبون زوجى، ولم يقتنعوا بمبرراتي لطلب الطلاق، وناقشت زوجي فيما يدور بخاطري وكان في غاية التفهم ووعدني بأن نغير حياتنا وأن يحاول جاهدا أن يقترب منى ويسعدنى، ولكننى قررت العودة إلى بيت أهلي، وطلبت الطلاق، فرفض في البداية إلا أنه تفهم الأمر ونفذ رغبتي".
واستدركت قائلة :" في أول شهرين من الطلاق شعرت بالسعادة لأنني استرددت حريتي ، وظل طليقى يسأل عني ويطمئن على أحوالي.
وتابعت :" بدأنا نعيش ما لم نعشه ونحن متزوجان، أو قبل الزواج وفوجئت بمشاعري تتحرك نحوه وأحببته بالفعل، وعدنا بعد فترة طلاق استمرت 11 شهرا، وربما حدث ذلك لأنني اخترته هذه المرة بكامل إرادتي ومشاعري، وقررنا الإنجاب عقب عودتنا".وقالت رانيا فى نهاية حديثها :" مش عيب أبدا لما نحس اننا غلطتنا نرجع فى قراراتنا".
هدير: لما عرف إنى دخلت مصحة نفسية رجعلى
وتختلف قصة "هدير" عن القصة السابقة، حيث تزوجت بعد قصة حب استمرت عدة سنوات، وتحكى قصتها قائلة : "تزوجت الشخص الذى أحببته وعشت معه خمس سنوات في سعادة، وبعدها تغيرت حياتنا، حيث توسع زوجي في تجارته ومشاريعه، وبدأ ينشغل عنى ويعطى كل اهتمامه لعمله".
وتابعت:" لم أعد أسمع منه كلمات الغزل والحب التي كنت أسمعها، ولم يعد يلتفت لى أو يلاحظ ملابسي وزينتي التي أحرص على تجديدها كل يوم".
وأضافت :"شعرت بالضيق ولم أعد أحتمل انشغاله الدائم عنى، وتصاعدت المشكلات بيننا، وطلبت الطلاق، وفى لحظة غضب طلقنى، وبعدها تزوج للمرة الثانية، فنزل هذا الخبر كالصاعقة على رأسي، ودخلت فى حالة نفسية سيئة، مما أدى إلى دخولى مصحة نفسية".
واستكملت قصتها قائلة:" أحد أصدقائى المقربين ذهب لطليقى وأخبره بحالتى، فزارنى فى المستشفى وطلب منى أن أسامحه، وأن نعود من جديد، وبالفعل وافقت أن أعود لعش الزوجية ، حتى وإن شاركتنى زوجة ثانية فى حب زوجى."
وقالت هدير :" معرفش ليه وافقت أرجع ، بس حاسة إنى ما اقدرش أعيش مع راجل غيره ، و حالياً تشاركنى زوجة أخرى وهو ما يثير غيرتى أحيانا ، لكن كل شىء يهون ، المهم إني عدت للى بحبه".
سماح: مش عيب لما اعترف بغلطى وسعيدة بعودتى لبيتى
"المرأة أساس الأسرة الناجحة، يمكنها أن تجعل من بيتها جنة أو جحيم" .. بهذه الكلمات تحدثت سماح ربة المنزل، التى تبلغ من العمر ٣٢ عاما، مؤكدة أن المرأة تلعب دورا كبيرا في استقرار بيت الزوجية.
وتحكى قصتها قائلة : " تقدم لي زوجى، وكنت أعرف أنه متزوج ولديه أطفال، ووعدنى بأنه سيحسن العشرة ويصونني ويعطيني حقوقي كاملة، وانه سيضعني بين عينيه ولن يخذلني أبدا، وأسعدني هذا الكلام ورضيت الزواج به".
وأضافت : " بعد الزواج أثبت لى زوجي أنه لم يكذب وشملنى بحبه ورعايته واهتمامه، وكان زوجا مثاليا، وبعد ثلاث سنوات أنجبت ابنتى ، ولكن دبت الغيرة في صدري من زوجته الأولى، وبدأت المشاكل والمقارنة بينى وبينها".
واستكملت سماح : "ورغم ذلك ظل زوجى يعاملني بالحسنى، موضحا أن عليه أن يرعى حقوق زوجته الأخرى، لكنني لم أتفهم ذلك وطلبت الطلاق، ورفض مؤكدا أنه مازال يحبنى ولا يستطيع العيش بدونى ، لكني طلبت الطلاق أكثر من مرة ، فنفذ طلبى ، وأخذت طفلتي وذهبت إلى بيت والدى".
وتابعت: "حاول زوجى أن يعيدنى إليه لكنى كنت أرفض، وبعد تجاهله لى فكرت فى الأمر وتأكدت أننى كنت مخطئة ، وأن الزوج الصالح أكبر مكسب فى الحياة ، وبعد ٥ شهور اتصلت به وطلبت منه العودة لأنى أحببته بصدق."
وأكدت سماح أنها تعيش فى سعادة مع زوجها، قائلة :"فخورة لأنى لما حسيت انى غلطت فى حقه رجعت بيتى ، لأن زوجى إنسان لا يعوض".
هناء : كرهت لقب" مطلقة" فرجعت لزوجي
وتختلف قصة هناء عن القصص السابقة، فهى تجسد أسبابا أخرى للعودة إلى عش الزوجية بعد الطلاق، حيث أكدت أنها عادت لزوجها بسبب الضغوط الاجتماعية وخاصة من أهلها.
وتحكي قصتها، قائلة: "ارتبطت بزوجي وهو في منتصف الثلاثينات وكنت حينها أبلغ من العمر 22 عاما وكان رجلا متدينا ، وأحببته ووافقت عليه رغم انه كان متزوجا من ابنة عمه قبلي".
وتابعت:" بعد الزواج اكتشفت حقيقته ، وأصبح سريع الغضب وعصبي جداً، وبدأت المشكلات بيننا بعد أول شهر من الزواج".
وأضافت : "انفصلنا بعد عام من الزواج، ولكن أهله ألحوا لعودتى إليه لأن علاقتي بهم كانت ممتازة ، ورجعت وأنجبت ابنى "معاذ" ، وبدأت حياتنا تستقر إلى حد ما ، وصبرت علشان ابنى ، وحتى لا أحمل لقب "مطلقة" التى يدينها المجتمع بمجرد حمل اللقب.
استشارى علاقات أسرية: رعونة بعض الزوجات تدفعهن لطلب الطلاق مع أول مشكلة
وعن الحب الذى يبدأ ويتم اكتشافه بعد الطلاق، قالت الدكتور هالة إبراهيم أستاذ علم الاجتماع واستشارى العلاقات الأسرية، إن المرأة لديها سيكولوجية خاصة، وتلعب التنشئة الاجتماعية دورا في تكوين شخصيتها، وتحديد ملامحها الفكرية والعقلية واستعدادها لتحمل المسئولية.
وأوضحت أن الزواج مشروع إنساني يربط بين طرفين بعد أن ينزعهما من بيئتهما العامة إلى بيئة خاصة جدا، لا يوجد فيها أى حواجز أو حدود بين الزوجين، لذا فمن السهل على كل منهما اكتشاف الآخر في وقت قصير جدا بعيدا عن محاولات التجمل ورسم صورة تختلف عن الواقع.
وأشارت أستاذ العلاقات الأسرية، إلى أن رعونة بعض الزوجات وعدم قدرتهن على التعامل مع المشكلات الطارئة بحكمة ، يجعلهن يتسرعن فى طلب الطلاق ، مؤكدة أن الخاسر الحقيقي هم الأطفال الذين يعانون الحرمان والإهمال والشعور بفقدان الأمان وهو ما يجعلهم في المستقبل غير قادرين على تحمل المسئولية.
وأكدت أن المرأة دائما تضرب أروع الأمثال في الحفاظ على الحياة الزوجية والتمسك بها، مهما كانت العقبات حفاظا على مصلحة الأبناء.
وأضافت أنه على الرغم من أن محاولات عودة الحياة الزوجية بعد الطلاق تكون فى الغالب من الرجل ، إلا أن للمرأة دور كبير في إنجاح هذه المبادرة ، وهناك سيدات يمتلكن من الشجاعة ما يجعلهن يبدأن بهذه المبادرة.
وأوضحت استشارى العلاقات الأسرية ، أنه من الخير أن تعود المرأة المطلقة إلى بيتها، وأن تساهم في بنائه من جديد ، وتحاول الاستفادة من أخطاء الماضي، مؤكدة أن المرأة هي صمام أمان الحياة الزوجية مهما تعددت المشكلات.
محامي : على الزوج ألا يسرع فى قول "أنت طالق" وأن تتأنى الزوجة فى طلب الطلاق
فيما يوضح ميشيل إبراهيم محامى الأحوال الشخصية ، أن هناك نوعين من الطلاق ، يتوقف على كل منهما طريقة العودة لاستئناف الحياة الزوجية من جديد ، أولهما الطلاق البائن ، و هو الذى لا يجوز فيه رجوع الزوجة إلا بعقد قران ومهر واتفاق جديد، والثانى الطلاق الرجعى ، الذى يجوز فيه للزوج أن يرد زوجته خلال 3 شهور على ذات الاتفاق السابق .
المحامى ميشيل إبراهيم
وأضاف أن هذه الفترة أتاحها الشرع عند الطلاق، ويسمح خلالها ببقاء الزوجة في بيتها ، موضحا أن هذا النوع من الطلاق هو المنتشر في مجتمعنا بقوة.
وأكد إبراهيم أنه فى حالة الطلاق الشفوى أو الرجعى إن لم يرد زوجته خلال 3 أشهر وهى فترة العدة تصبح طلقته بائنة.
وأوضح أنه كثيرا ما يستسهل الزوج الأمر ، فتجرى كلمة "أنت طالق" على لسانه دوما ، مما يهدد الأسرة ، خاصة إذا تعددت مرات الطلاق ، مما يهدد باستحالة العودة ، محذرا من ضرورة ألا تسارع الزوجة فى طلب الطلاق وأن يتأنى الزوج فى اتخاذ هذه الخطوة لمصلحة الأسرة والأبناء.
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين عاطف
فرصة للتفكير باستقلالية قبل التفكير فى الطلاق
نشاهد فى الافلام الأمريكية ان يبتعد الزوجان عن بعضهما لفترة عند الإحساس باستحالة التعايش وقبل اتخاذ قرار الطلاق ، لإن هذا يتيح الفرصة لكلا من الزوجين لمراجعة النفس والتفكير بإستقلالية وقد تكون النتيجة أن يستهيف احدهما أو كلاهما بسبب المشكلة الداعية للطلاق ، ومن ثم يتراجعا عن قرار الطلاق ويزداد حبهما لبعض ولا تهون العشرة بينهما .