أضاء الموت قنديلا
ودارَ اليأسُ بالرأْسِ
وتزكمُ ريحها أنفى
وبينَ الهمْسِ والهمْسِ
وقابَ القوسِ أو أدنى
أطلَّ بعينهِ رِمْسي
وخابَ الظنُّ والمَسْعَى
وطاشَتْ أسهُمُ الحدسِ
وجاءَ الطبُّ مخذولاً
أضافَ اليأسَ لليأْسِ
رَشَفْتُ الموتَ يلدغنى
جَرَعْتُ الصبرَ فى الكأْسِ
ومرَّ الوقت كالدهرِ
بطىء اليوم والأمسِ
ولا أَدْرى مع الصبحِ
أَلَيْلٌ بِى هُنا يُمْسى؟
دعوتُ اللهَ بالجهرِ
قريبٌ سامعٌ همسى
ونجمُ الليْلِ يرقُبُنى
وسدرةُ منتهى نفسى
ورؤيَةُ جنّةِ المأوى
ومسرى النورِ للْقُدْسِ
أضاءَ الروحَ أنوارٌ
غَسَلْتُ بمائها دَنَسى
رَكَضْتُ بِكُلِّ أدرانى
وَبَرْدُ الماءِ كالْمَسِّ
شفى نفْسى كأيوبٍ
خريرُ الماءِ كالجَرْسِ
فَفَرَّ الموتُ من بَدَنى
كأنى ولدتُ بالأَمْسِ