سعيد الشحات

صلاح الرشيدى و«ذوو الاحتياجات»

الإثنين، 13 فبراير 2017 07:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجلس الفنان الإنسان صلاح الرشيدى ممسكا بكوب الشاى فى يده اليمنى، والسيجارة فى يده اليسرى التى يريح عليها وجهه البشوش، هو مصور صحفى محترف تعودنا معه ومنه على دهشة اللقطة وجمال الصورة، لكنه فى جلسته هذه التى نقلتها الزميلة «المصرى اليوم» فى صورة على صفحتها الأخيرة أمس، الأحد، يضع نفسه تحت أمر فنانين آخرين ليلتقطوه فى صورة، والفنانون الآخرون الذين يجربون تصوير «صلاح» هم أطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة المختلفة، سواء من الصم والبكم أو ذوى الإعاقة الذهنية.
 
وضع «صلاح» نفسه تحت أمر هؤلاء، والأمر هنا هو قيامه بتعليمهم التصوير والوصول بهم إلى مرحلة الاحتراف فى هذا النوع من الفن، بدأ مشروعه الرائع منذ نوفمبر عام 2011 بمبادرة مجانية منه أطلق عليها اسم «تقدر»، وحدث هذا، كما يقول، بعد نجاح تجربة تعليمه التصوير لابن أحد أصدقائه «الأصم»، فقرر أن يواصل التجربة مع عدد أكبر من «ذوى الاحتياجات الخاصة».
 
كان القرار تحديا منه لاجتياز الصعب، وإنسانيا فى نفس الوقت، فمثل هؤلاء يحتاجون إلى قلوب يسكن فيها بشر، قلوب تسع الكرة الأرضية.أطلق «صلاح» مبادرته وصدرها على صفحته فى «فيس بوك»، فتقدم إليه 45 من الصم والبكم، وبعد التصفية أصبح العدد 12 تم تدريبهم فى 4 أشهر، وكان هذا العدد هو دفعته الأولى التى تعلمت على يديه.
 
تواصل مشروع صلاح الرشيدى بأدوات سهلة وميسرة، وهى موبايل كاميرا 3 ميجا فقط، لكن الأهم، هو كما يقول للزميل «ميلاد حنا» فى «المصرى اليوم»: «المهم فى التعامل مع ذوى الإعاقة هو أنهم يحبونك وهتاخد منهم اللى عمرك ما تتخيله عشان قلبهم أبيض ونضيف مفيهوش الطين اللى جوانا وبيتعاملوا مع التصوير من المنطلق ده».
انطلق «الرشيدى» بتلاميذه، يحدثهم، يحبهم، يفهم كيف يتعامل معهم، يدربهم على كيفية اختيار المشهد، ثم كيفية التقاطه بالكاميرا حتى يصبح فى النهاية صورة معبرة، ذهب «الرشيدى» بتلاميذه إلى «الأوبرا» و«حديقة الأسماك» و«شارع المعز» و«مصر القديمة» و«القلعة»، دربهم على التقاط الصور فيها، وطوال السنوات الست الماضية شارك معهم فى 5 معارض، تزينت هذه المعارض بصورهم التى انعكست عليها روحهم الطيبة النقية البريئة.
 
حين تقف على تفاصيل مشروع مثل هذا، لابد أن تسأل: كم «صلاح الرشيدى» فى مصر؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة