أثق وأرى على أرض الواقع خطوات ملموسة وفعالة من الدولة المصرية وقيادتها السياسية للتخلص من فترة الصناعات الصورية أو الهامشية أو غير المؤثرة فى قوة الاقتصاد المصرى وبالطبع لا أقصد بالتخلص منها هو اغلاق تلك الصناعات وإنما وضعها فى حجمها الحقيقى وإتاحة الفرص والتسهيلات لما هو اهم واكثر تأثيرا فى الاقتصاد المصرى بوجه عام.
فقد عانينا لسنوات طويلة من صناعات لا تغنى ولا تسمن من جوع وليس لها أى تأثير فعال على قوه الاقتصاد المصرى ولا تعود بالنفع على الناتج القومى وحجم التصدير للخارج أو بالأولى تسد احتياجات المستهلك المصرى.
يمكن أن نسمى تلك الصناعات تحت بند أو بعنوان "عبيلوا واديلوا" بمعنى افتح مصنع لاى منتج استهلاكى تافه أو غير مطلوب لسد احتياجات المواطن بصفة ضرورية وإنما مجرد منتجات تندرج تحت بند السلع المستفزه وبالتالى بعدنا كل البعد عن الصناعات الثقيله المؤثره او الصناعات التكنولوجيه المتطوره او الصناعات التخليقيه من الخامات التى حبا الله بها أرض مصر العظيمه .
وأيضاً وقبل أن يتحدث البعض عن صناعات توجد على أرض الواقع يجب أن نفرق جيدا بين كلمة التجميع المحلى والتصنيع المحلى، فالتجميع المحلى هو مرحلة وبداية لقيام صناعة فى فترة زمنية محددة بنسبة مكون محلى لا تقل عن 25%، يجب أن تزيد مع الوقت لأعلى من ذلك بكثير ولكن ما كان على أرض الواقع أننا ارتضينا بكلمة التجميع المحلى ولم نطور أنفسنا فى العديد من القطاعات بل وكنا نخدع بها انفسنا كثيرا ً واهمين انفسنا اننا لدينا تصنيع محلى .
لا أنكر بالطبع أن هناك العديد من القطاعات بها نسبة تصنيع محلى بمنتج ذات جودة مناسبة وأحيانا ً فائقة، ولكن السؤال الأهم هنا ما هى النسبة التى تمثلها تلك الصناعات فى حجم الاقتصاد المصرى الذى عانى ومازال يعانى كثيرا ً من حجم الاستيراد الخارجى ورداءة بعض الصناعات المحلية.
نهايته نحتاج أن نسير فى خطيين متوازيين اولهما تسهيل اجراءت الاستثمار ( الصناعى ) فى مصر وهو ما يتم تنفيذه حاليا مع مراعاة كافة الأبعاد من نسب الأرباح والضرائب وحقوق العاملين بتلك المشروعات وبالتبعية ايضا حق الدوله المصريه الاصيل فى تحقيق اعلى فائده على الدوله ككل والمواطن بصفه خاصه من تلك المشروعات .
وثانيهما تشجيع مشروعات الشباب الحرفيه الصغيره فى كافه الصناعات والقطاعات يدويه كانت أم حرفية أم فنية ووضع ضوابط وتسهيلات لهولاء لتحقيق هامش ربح يشجعهم على الابتكار والتطوير وبالتبعيه توفير مناخ تسويقى محترف للمنتجات المتميزه لتنافس مثيلاتها من الاسواق الصينيه والعالميه والتى كانت تباع بأقل من نصف ثمن مثيلتها المحلية.
وبنظره سريعة على مخططات مشروعات منطقة تنمية قناة السويس وغيرها من المناطق فى صعيد ودلتا مصر وصحرائها الشرقية ندرك أننا على الطريق وأن كل ما نحتاجه إرادة مخلصة توفر المناخ وتحارب الفساد الذى لن يقف مكتوف الايدى بالطبع امام تلك الطموحات والأحلام ذلك لأنه الراعى الأعظم لمبدأ "عبيلوا واديلوا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة