محمد صبرى درويش يكتب : شغلتنا السياسة ونسينا الهواء

السبت، 11 فبراير 2017 06:00 م
محمد صبرى درويش يكتب : شغلتنا السياسة ونسينا الهواء السحابة السوداء - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

حينما تسير فى شوارع القاهرة والجيزة وتنظر إلى جدران البيوت، ستجد طبقة رمادية قد أُلصقت وغيبت لون الجدران، هذه الطبقة هى بفعل عوادم السيارات.

 

القاطن فى القاهرة والجيزة ربما اعتادت عيناه على هذه الطبقة الرمادية، وربما متاعب الحياة لا تعطى للبعض الفرصة فى أن يتأمل لون بيته من الخارج أو لون بيوت الشوارع التى يسير فيها، فالمعيشة ليس كذى قبل، فالكل يجرى ويُعافر ليُجابه الغلاء، ولا وقت لتشغله "السحابة السوداء" التى لو كتب عنها كاتبٌ لظن الناسُ أنه مُبتدئ.

 

بحكم عَملى ألتقى كثيراً بالسائحين ولا أُفوت فرصة حتى أسألهم كيف نجعل مصر أفضل من وجهة نظرهم؟.. وجهتُ هذا السؤال لسائحة ألمانية أتت منذ أيام قليلة بعد رفع الحظر الألمانى عن الرحلات لمصر، قالت إنها تأتى كثيراً لمصر، وتُثنى كثيراً على مصر وجوها وطيبة هذا الشعب، غير أن الدخان فى القاهرة يجعلها تقضى أياما قليلة من الأجازة الخاصة بها فى القاهرة وتسافر لتستمتع بباقى أجازتها فى شرم الشيخ أو الغردقة .

 

فعلاً سكان القاهرة والجيزة بحاجة ماسة لاستنشاق هواء صحى، فالظروف السياسية الصعبة التى مرت بها البلاد شغلتنا عن الهواء الذى نتنفسه، وانتقلنا من ظرف سياسى صعب، لنجد أنفسنا فى مواجهة ظرف اقتصادى صعب هو الآخر.

 

الموضوع غير مُكلف، نحتاج لفلتر على شكمان كل سيارة، لنستطيع بعده أن نستنشق الهواء الصحى، وتعود الفكرة الرائعة القديمة "فكرة إحلال أشجار الزينة فى الشوارع بأشجار مُثمرة"، فأشجار الفيكس التى تملأ الشوارع وتشرب الكثير من المياه وتُبعثر حولها الأوراق التى لا يخلو مقلب قمامة منها دون ثمار تُعوض كل هذه المياه المُهدرة.

 

المهم أن الفكرة ستعود، لأن الذى كان يمنع إحلال أشجار الزينة بأشجار مُثمرة هو كيف سنأكل ثمار مُلوثة بعوادم سيارات ؟! لكن مع الحل نستطيع أن نوفر الكثير من الفاكهة وربما الخضروات التى أرى أن يتم توجيهها بسعر رمزى طفيف للمواطن البسيط مُستحق الدعم .

 

هل تترك وزارة البيئة السياسة وتنشغل بالبيئة الطبيعية فى القاهرة والجيزة ؟.. فالدخان والمياه التى تُهدر يلزمهما سرعة فى التوجه، فرئة سكان القاهرة والجيزة تحتاج لهواء نظيف يعبر إليهم دون حائل يُعكر صفوه .

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة