حنان عمار تكتب : بالحب تحيا سائر الكائنات

السبت، 11 فبراير 2017 02:00 م
حنان عمار تكتب : بالحب تحيا سائر الكائنات الفالنتاين - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل العالم بيوم الحب الفالنتاين فى 14 فبراير، بدأ الاحتفال به فى القرن الثالث الميلادى، حين منع الزواج الإمبراطور كلاوديس الثانى، إمبراطور الرومان عصرئًذ، ظنًا منه أن الزواج يفقد الشباب الحماس والقوة فى الحرب، فأخذ القس فالنتاين يزوج الشباب العشاق سرًا فى كنيسته، ولما افتضح أمرهُ، أخذوه إلى السجن وأعدموه، فصار يوم الإعدام عيدًا رمزًاً للحب.. والحب هو بمثابة الحبل السُرى بين المتحابين، كحب الأم لوليدها، وعلاقة الإنسان بالوطن، وحب الرجل للمرأة، وحب العبادات والصداقات والجيرة، وسائر الكائنات تحيا بالحب والألفة، وهو الغزو الجميل الذى لا يقاوم، احتلالٌ بلا أسلحة؛ وأسماء الحب كثِيرة، منها على سبيل المثال : الغرام، الصبابة، الوجد، الشوق، الهُيام، السُهد، العشق، الهوى، الشجن وهو الحب الممزوج بالحزن والألمِ ؛ كثيرًا ما يولد الحب صغيرًا وينمو، لكنه يموت فى نهاية المطاف، عندما يتعارض مع الكرامة، فيكون الانتصار للكرامة ساحقًا مجلجلًا، فالكرامة أحيانًا لا تقبل الصفح والغفران، إلا حب الأم لوليدها، وحب الإنسان لوطنه، فالوطن جميلٌ عزيزٌ غالى ونفيسٌ فى عين عاشقه مهما جار عليه ؛ يُسامح المرءُ الوطنُ على قسوتهِ، بينما فى حالة الرجل والمرأة تقطع أواصر المحبة، ويغدُو غربيبن، وربما أكثر إنعطافا إلى الأعداء .. ومن الأمثال الشعبية، حبيبك يبلعلك الزلط، وعدوك يتمنالك الغلط ؛ الحب أعمى، لأن المُحب دائمًا لا يرى عيوب محبُوبه، يراهُ جميلٌ فى كُل حِين، يُحكى قصة وراء مقولة الحب أعمى، أن الصفات اتفقت على أن تلعب معًا، الحب، الحقد ،الحسد، الأنانية، فذهب الجميع، بينما اختبأ الحب بين الزهور، فبحث عنه الأصدقاء دون فائدة، فأخذوا المدرار، وهى آلة يستعملها الفلاح، يبارزون الورد حتى فقعت عيناه وأصبح أعمى ؛ وقصص الحب كثيرة التى خلدها التاريخ، عنتر وعبلة، قيس وليلى، كثير وعزة، جميل وبثينة، رميو وجوليت، ومن قصص الحب المعاصرة والتى شهدت انعطافات وتحديات كثيرة وظلت متماسكة قوية تواجه الرياح العاتية إلى أن رست نحو شاطئ الوفاء العجيب للشاعر والأديب الفلسطينى مريد البرغوثى وزوجته الروائية المصرية رضوى عاشور .. كتب شعراء كثيرين عن الحب، كالمتنبى، ابو فراس الحمدانى، نزار قبانى، إبراهيم ناجى، عبد الله الفيصل قصيدته الرائعة، من أجل عينيك عشقت الهوى، بعد زمانً كنت فيه الخلى، والتى غنتها أم كلثوم ؛ ومن علماء الدين الإسلامى من خاض غِمار الكتابه فى العشق والهوى، الإمام أبن حزم الاندلسى، كتاب طوق الحمامة ؛ ومن أعظم مشاهد الحب تجسيدا فى السينما المصرية من فيلم الأرض للكاتب عبد الرحمن الشرقاوى، وإخراج يوسف شاهين، والفنان محمود المليجى، والهجانة تربط بقدميه وتسحله، وهو يغرس بيديه فى الأرض ممسك بترابها، وتفارق الروح ولا يفرط فى هذا الحب العظيم للأرض .

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة