وليد فرح يكتب: عندما يغرق الإنسان فى الماديات

الجمعة، 10 فبراير 2017 12:00 ص
وليد فرح يكتب: عندما يغرق الإنسان فى الماديات حروب أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 تكاثرت فى الآونة الأخيرة الشعارات الرنانة التى تطالب بالدفاع عن حقوق الإنسان! عن أمنه وعيشه ومعتقده... عن حقه فى العلم والمأكل والملبس، وعن ضرورة الدفاع عنه حتى إن تطلب ذلك استعمال القوة !! 
صراعات عدة نشهدها فى منطقتنا العربية... البعض منها عسكرية، والبعض الآخر سياسية واقتصادية... صراعات أقل ما يمكن توصيفها بأنها خسارة كبيرة على جميع الصعد، ومهما يكن نتاج هذه الصراعات ومهما اختلفت وجهات النظر، تبقى الشعارات تحلّق فى مكان والواقع يغرد فى مكان آخر ! فالبشر فى صراع والإنسان يتألم والسؤال الكبير إلى متى ؟ 
تفيدنا علوم الإيزوتيريك – علوم الباطن الإنسانى والتى قد فاقت مؤلفاتها المئة كتاب حتى تاريخه وبست لغات مختلفة بأن مشكلة إنسان الزمن الراهن أنه قد غاص فى الماديات إلى درجة أنه حتى مقاربته للأمور اللامادية كالصفات الإنسانية والأخلاقية والأمور العقائدية وحتى الإيمانية بات يعالجها من منطلق فكر مادى بحت بعيداً كل البعد عن جوهر الإنسان وحقيقة وجوده . 
نعم البشر فى صراع مع بعضهم البعض لكن الصراع الأكبر هو صراع المرء مع نفسه ! صراع لا تشفيه الشعارات ولا تحله الحروب .. فقد أوضح الدكتور جوزيف مجدلانى، مؤسس مركز علوم الإيزويتريك فى لبنان والعالم العربى، فى أحد اللقاءات الصحافية بأن الإنسان يتطلع إلى السلام مع الآخرين، فى حين أنه يعيش فى صراع مع نفسه .. فكيف للسلام أن يُبنى خارجياً أن كان من يسعى إلى تحقيقه لا يمتلكه داخلياً... ففاقد الشىء لا يعطيه ! اما الهدف فهو عودة المرء إلى نفسه ومصادقة نفسه ومعرفة نفسه والغوص فى حقيقة نفسه وغير ذلك عبثاً يحاولون ! فالمطلوب أن يعيش المرء فى توازن بين أفكاره ومشاعره والتى إن تباعدت فى وجهتها عن بعضها البعض كبر الشرخ الداخلى وعمق الصراع النفسى . وإن تقاربت من بعضعها البعض ضعفت الصفات السلبية ونظف الإنسان من الداخل وحينها يستطيع تحقيق السلام الذى يسعى اليه! فمنهج علوم الإيزويتريك يقدم لكل مريد التقنية العملية لتحقيق التوازن الباطني، والذى عند تحقيقه تتكشف للمرء حقائق لم تمر فى خلده من قبل . 
ويكشف كتاب الإيزوتيريك "حروب صغيرة لسلامٍ كبير" أنه اذا ازلنا حرف الراء من كلمة حرب تبقى كلمة حب ! 
 
فخطوة صغيرة تبدل مفهوم بكامله .. حركة بسيطة تبدل مسار بكليته !! وما الإيزوتيريك سوى اصبع يشير باتجاه الحقيقة القابعة فى كل امرئ مهما اختلفت افكاره ومعتقداته وتطلعاته . من هنا فإن مسئولية الإنسان الحقة هى فى خوض معركة الوعى والفهم عوضاً عن الانجرار وراء معارك الجهل والتعصب. فهل هناك اجمل من أن يحل الوعى بدلاً من الجهل والفهم بدلاً من التعصب؟ وهل هناك خيار غير خيار الوعى كفيل بوضع حد لهذه الصراعات التى لا نفع منها؟ 
 
وتبقى الإجابة عن هذا السؤال رهن بإرادة كل شخص. فحرية الاختيار حق كل إنسان شرط أن يتحمل مسئولية اختياره !!! 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة