شايف فى آخر الظلمه نور.. لو حاشنى سور بهده هد، كلمات شهيرة تعبر عن الإرادة والعزيمة لمن واجه ظروف صعبة فى حياته، ولكنها أول ما يتبادر لذهنك عندما تقابل الأم "ياسمين"، والتى ضربت مثالا للأم الصبور التى آمنت بالأمل وتشبثت به رغم غياب بوادره.

المركز
فعند مرورك من أحد شوارع المعادى الهادئة تجذب أذنيك موسيقى هادئة تكشف عن مكان مختلف، تخترق بوابته العريضة وتبدأ فى تفقد المكان لتكتشف أنه مركز لتأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة، ودمجهم فى المجتمع، فبتشجيع من زوجها قامت "ياسمين" بفتح المركز بسبب حالة طفلهما"مهند"، فهى أم مصرية لديها 3 أطفال أوسطهم "مهند"، صاحب الـ7 سنوات والذى كان "وش الخير" على ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر، فمن اللحظات الأولى لميلاده شخص الأطباء حالته بضمور كامل فى المخ، وعدم احتمالية حركته أو استمرار حياته إلا لساعات قليلة، توقف قلب مهند 3 مرات بعد ولادته، وأعطاه الطبيب حقنة أدرينالين فى القلب فعاد للحياة مرة ثانية.
مهند مع والدته
تحكى ياسمين لـ"اليوم السابع"، رحلتها مع حالة مهند قائلة، ": لم استسلم لما قاله الأطباء عن حالة ابنى بإصابته بضمور كامل فى المخ، وتوقع وفاته بعد ميلاده بساعات قليلة، بل وقفت بجانبه وثقت بقدراته وبالأمل الذى تولد بداخلها من شعورها بالأمومة، وسافرت به لألمانيا لمدة عام ولكننى لاحظت تحول سلوكه للعنف والعدوانية مع أخوته، وهو ما دفعنى للتفكير فى فتح مركز خاص له.
مهند ومدرب السباحة
لمعت الفكرة لدى ياسمين لفتح مركز خاص لذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر لرغبتها فى خلق مجتمع لمهند، يتمكن من التعامل معه ويصبح المركز المكان المؤهل الذى تحلم به لطفلها، فمن بين تعاملها مع مراكز كثيرة ومدارس خاصة لذوى الاحتياجات الخاصة لم تشعر ياسمين بالأمان وأن هناك من سيمد مهند بما ينمى قدراته العقلية ويساعده على الحياة.
ياسمين مع محررة اليوم السابع
وبالفعل ساعدها زوجها وشجعها على شراء هذا المكان فى المعادى، وتخصيصه لعمل مركز لذوى القدرات الخاصة، ولكن تحت أسس علمية وتقسيمه لأن يكون"مجتمع سوى وصحى" لذوى الاحتياجات الخاصة، و قرأت ياسمين عن مراكز التأهيل وكيفية اختيار كل جزء بداخلها، واستعانت بأطباء متخصصين فى ألمانيا لتصميم الغرف فى المركز.
المركز
المركز من الداخل
فبداية من مدخل المركز وهو يبث بداخلك شعورًا بالسعادة والطاقة الإيجابية، فجميع حوائط المركز باللون الأبيض، وفسرت ياسمين ذلك بأن ذوى الاحتياجات الخاصة تزعجهم الألوان وتسبب لهم فرط حركة وأفعال غريبة.

أحد الأطفال داخل المركز

أحد الأطفال داخل المركز
ومنذ شهرين فقط بدأت ياسمين تستقبل الحالات وكل هدفها توفير لهم البيئة الصالحة والرعاية الكاملة، فلديها الآن 10 أطفال بحالات مختلفة، وتتراوح أعمارهم بين ال 7 سنوات و27 سنة، وكل الحالات فى تقدم سريع منذ التحاقهم بالمركز.

وعن فكرة انتقائها للمدربين قالت": اختار المتخصصين والمدرسين بعناية فائقة، وشعارهى فى ذلك"الضمير والأمانة وتنمية مهارات الأطفال"، حيث قسمت اليوم للأطفال بين الدراسة وتنمية المهارات وممارسة الرياضة والسباحة وحفلات الترفيه التى ينظمها المركز كل خميس.

أحد الاطفال فى المركز
بالرغم من أن الافتتاح الرسمى للمركز سيكون فى بداية العام الجديد، إلا أن النشاط بداخله يسير بكل نظام، فهو بمثابة مجتمع متكامل الأركان لهؤلاء الأطفال، وتبعث ياسمين رسالة لأولياء الأمور ممن رزقهم الله بأطفال من ذوى احتياجات خاصة أن يثقوا فى قدرات أولادهم، موضحة أن مسئولية أولياء الأمور كبيرة عندما يرزقون بطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة، وتتحدث بحزن تخلل نبرة صوتها عما قابلته من حالات لأولياء أمور يخفون عن ذويهم خبر حالة أطفالهم بأنهم من ذوى الاحتياجات الخاصة، وحالة أخرى لأم طلقها زوجها لأنها رزقت بطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة، وترى ياسمين أن هؤلاء الأطفال"نعمة" وقدراتهم فائقة وكل ما يحتاجون له رعاية وإيمان بقدرتهم على التواجد وإثبات الذات وهزيمة كل ما يتوقعه لهم الآخرون من صعاب.
ياسمين مع أحد الاطفال
وعن المركز يعلق زوج ياسمين الدكتور محمد حسن زوج ياسمين": أن هدفنا تأهيل ودمج الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، ورعايتهم رعاية كاملة منذ الصباح وحتى المساء عندما يأتى ذويهم لأصحابهم، مضيفًا أن المركز مهتم أيضًا بتنظيم دورات لأولياء الأمور للتنمية البشرية والاستعداد النفسى للتعامل مع حالات أطفالهم، ونراعى دائماً التكاليف لأصحاب الدخل المحدود، فهدفنا ليس ربحى على الاطلاق إنما هورسالة واهتمام بهذه الفئة التى تستحق الرعاية.
أحد الأطفال فى المركز


