أكرم القصاص - علا الشافعي

راحت عليك يا "سى السيد".. 76% من الرجال يعانون العنف من زوجاتهم المعيلات.. خبيرة علاقات زوجية تروى حكايات من داخل أسرة المرأة العاملة.. وأستاذ علم اجتماع: قانون الغابة يحكم العلاقة والبقاء للأغنى

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 05:30 م
راحت عليك يا "سى السيد".. 76% من الرجال يعانون العنف من زوجاتهم المعيلات.. خبيرة علاقات زوجية تروى حكايات من داخل أسرة المرأة العاملة.. وأستاذ علم اجتماع: قانون الغابة يحكم العلاقة والبقاء للأغنى المشاكل المالية بين الازواج
كتبت شيماء حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحطمت أسطورة "سى السيد" التى نسجها الرجال والنساء أيضا على مدار قرون طويلة، فأمينة التى كانت ترتعش حينما يناديها زوجها لم تعد تلك المرأة المهزومة بل تجرأت بسبب" قرشها" وتخطت كل الحدود لتعلن عصيانها بالألفاظ الخارجة أحيانا والضرب أحيانا أخرى، نساء رفعن شعار "اللى يصرف هو اللى يمشى كلمته".  

 

العلاقة الزوجية
العلاقة الزوجية

 

هذه ليست كلمات وجمل رنانة تعبر عن ظلم المجتمع لنفسه بل ملخص لإحصائيات مكاتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بـ"زنانيرى، أكتوبر، مصر الجديدة، مدينة نصر، إمبابة، عابدين، زينهم، حلون، المعادى" التى أكدت أن 76% من المتزوجين من نساء دخلهن المادى أكبر من رجالهن يعانون العنف وسيطرة وتحكم الزوجات والتهديد بالطلاق والحرمان من الأطفال.

 

ومن جانبها تقول الدكتورة "سامية خضر" أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن هذه النسبة نتيجة فشل المجتمع فى التعامل مع الآخر بصفة عامة، وبين الأزواج بصفة خاصة، فاختفى كرم التعامل وكرم الأخلاق، وأصبح كل واحد يمسك بيده خلف ظهره عصا أو سكين ليضرب الآخر.

 

الزوج البخيل 2
الخلافات المالية  

 

قانون الغابة..

وترى الدكتورة سامية خضر أن اعتداء الزوجات على الأزواج بسبب إنفاقهن على الأسرة وأنهن لديهن اليد العليا، يؤكد أن الذى يحكم المجتمع بصفة عامة والأسرة بصفة خاصة هو قانون الغابة، فالقوى هو الذى يسيطر ويتحكم، فأصبح الكره هو المنظومة الأساسية داخل المجتمع، موضحة أن الرجل الذى يظل فى منزله يجلس لكى تنفق عليه زوجته هو فاقد للمروءة.

 

الدراما السبب..

وأضافت الدكتورة سامية خضر أن الدراما المصرية، هى السبب الرئيسى فى انتشار العنف بين الزوجين، وانهيار الكثير من القيم الأسرية، فالمشاكل والضرب والسباب انتقلت من المشاهد التمثيلية إلى الواقع، خاصة أن المشاعر الإنسانية ذابت مع الوقت، وهذه المشاعر بحاجة لنرويها بين الحين والآخر حتى لا تموت.

 

ومن جانبها تقول الدكتورة هالة حماد استشارى الطب النفسى والعلاقات الزوجية أنه يجب النظر إلى هذه النسبة التى أصدرتها محاكم الأسرة فى إطارها المحدد، لأنها ممثلة للحالات التى وردت إليها فقط، ولا تمثل المجتمع ككل، مضيفة أن أسطورة سى السيد تنكسر عندما تصبح الزوجة هى المسؤلة عن البيت، فتدريجيا يكون لها الكلمة الأعلى والصوت الأقوى.

 

الزوج البخيل
الزواج 

 

الرجل فقد قوامته

وأضافت الدكتورة هالة حماد أن الزوجة عندما تشعر أنها تصرف وحدها على المنزل أو أنها تشارك بالجزء الأكبر من الإنفاق ومصروفات البيت، وتقوم بدور غير دورها، فتشعر حينها بأنها لها القوامة فى البيت، خاصة إذا كان الزوج لا يعمل ويرفض الشغل بحجة أن الوظيفة لا تتناسب مع إمكانياته وقدراته.

 

ستات طفح بها الكيل..

وترى الدكتورة هالة حماد أن العنف من جانب الزوجات ضد الأزواج هو لفظى أكثر منه بدنى، لكن فى النهاية يحدث عنف متبادل بين الشريكين، وأن ما أثاره أحد الأزواج من أنه "بيتهزق" من زوجته بسبب غضبها وفيض الكيل بها، وإن كان ذلك غير مبرر وأمر خاطئ.

 

ملهوش كبير..

وتقول خبيرة العلاقات الزوجية إن إحدى الزوجات جاءت إلى العيادة تشتكى مُر الشكوى من زوجها، الذى يتعاطى المخدرات ولا يعمل، وأصبحت تنفق على الأسرة والأبناء وعليه وعلى مزاجه أيضا، وعندما حاولت الشكوى لأسرته لم يقوموا بشىء بل رفعوا يدهم عن هذه المشكلة وتركوها تعانى الآمرين، وكأن "ملهوش كبير".

 

أنا لست أمة..

"أنا لست أمة" جملة قالتها إحدى السيدات فى عيادة الدكتورة هالة حماد، وهى الزوجة التى تعانى من تكاسل زوجها عن العمل، الذى لا يجد فى الوظائف المعروضة عليه ما يليق بمواهبه وقدراته، فأصبحت تنفق عليه وعلى الأسرة وتوفر له احتياجاته والأموال التى يلتقى بها أصدقاؤه على المقاهى، ما جعل الأمر لا يطاق فهى ليست والدته لتربيه وترعاه كأنه طفل صغير.

  

ازواج
زوجان

 

ستات مصر جدعة..

وتؤكد الدكتورة هالة حماد أن هذه الحالات التى أعلنت عنها محاكم الأسرة لا تمثل المرأة المصرية التى تساند الرجل، وتقف خلف ظهره وتساهم بالإنفاق فى المنزل، فهناك نساء مازلن يقلن لأزواجهن "حسك فى الدنيا"، وتدعو له عندما يتعب وتقدر الرجل حتى لو أصبح "عظمة فى أوفة"، لأنها تقدر الرجل كقيمة، وليس كماكينة صرافة أموال.

 

وتنصح الدكتورة الأمهات أن يربين أطفالهن على تحمل المسئولية وألا يتعاملن معهم بالعنف، لأن ذلك سيظهر نتائجه السلبية فى أسرة أخرى عند الزواج، فلا تهينى ابنك حتى لا يتعرض للإهانة عندما  يكبر من زوجته.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة