فى معارك الطلاق يكون الأبناء هو الطرف الخاسر الوحيد فى هذه المعركة، خاصة إذا كان الزوج أبا لا يعرف سوى الجحود والأنانية، يختلف جحود الأباء فمنهم البخيل والأنانى والقاسى وصاحب النزوات، لكن "إبراهيم" استطاع أن يجمع هذه الصفات فى شخصيته فأصبح أبا جاحد من الدرجة الأولى يستخدم ذكاءه للتهرب من مسئوليته ابنته الوحيدة التى رزق بها، حتى تتحمل طليقته عبأ المسئولية بالكامل على عاتقها.
تروى "نجلاء" زوجة لم تتجاوز الثلاثين عاما من عمرها، كيف تمكن والد ابنتها من التخطيط والتلاعب على القانون للتهرب من الإنفاق على ابنتها، قائلة: تزوجت منذ عدة سنوات وكنت أظن أن زوجى هو الشخص الذى سأعيش معه حياة زوجية مستقرة، وكنت أظن أيضا أننى الزوجة الأولى والأخيرة، لكن ما خفى كان أعظم، فقد كنت مجرد رقم فى قائمة طويلة من زوجاته، وعلمت أن الزوج بالنسبة لزوجى مجرد هواية يتزوج لعدة أشهر ثم يطلق ليتزوج بأخرى، ولم انتبه إلى إصراره الدائم لاستخدام وسيلة لمنع الحمل، بزعم أنه يرغب أن يعيش حياته قبل أن يقيد بمسئوليات أخرى.
واستطردت "نجلاء" قائلة: شاء القدر أن أحمل بعض الشهور الأولى من زواجى، لم أجد سعادة فى عيون زوجى بنبأ حملى، وبالفعل لم نلبث سوى عدة أشهر وتم انفصالنا بدون أى أسباب سوى أنه يرى أننى زوجة "نكدية" وأصبحت الحياة معى مستحيلة، تركت منزلى وعودت للعيش فى منزل والدى الذى يتحمل تكاليف ابنتى بالكامل.
وتابعت: على مدار سنوات تمكنت من حسم معركة نفقة ابنتى وحددت لنا المحكمة نفقة بمقدار 500 جنيها فقط، برغم أن هذه الأموال لم تكفى مصروف ابنتى سوى أسبوع أو أكثر، إلا أننى كنت أعتمد عليها على نحو كبير، بعد أن رفضت اسرتى نزولى لمجال العمل بحثا عن فرصة، ولكن بعدة عدة اشهر فوجئت بدعوى مقدمة من طليقى بتخفيض النفقة، واستخدم من أجل ذلك كافة الحيل والخدع القانونية للتهرب من الانفاق على ابنته الوحيدة، برغم أنه ميسور الحال ويعمل موظف بإحدى الهيئات الحكومية، ومن أجل عدم الانفاق عليها اتفق مع زوجته الجديدة بتحريك دعوى نفقة ضده، حتى يتمكن من خفض قيمة النفقة من 500 جنيه إلى 250 جنيها.
اختتمت "نجلاء "حديثها قائلة: لم أعلم كيف يكون هذا ابا وهو يخط مع زوجته لحرمان ابنتى من أقل حقوقها فى العيش والتعلم مثل بقية الأطفال، لذا لابد أن تعلم أى فتاة مقبلة على الزواج حقيقة الشخص الذى معها وهل يستحق لقب "أب" أم سيكون ابا على الورق فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة