كرم جبر

الدولة التى يجب احترامها

الخميس، 28 ديسمبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدول تحكم بهيبتها وليس بعساكرها، والدولة التى ندافع عنها يجب أن يكون لها هيبة وسطوة، ومؤسسات قوية وراسخة، وفى ظهيرها شعب يحترم القانون ويدعم أجهزة الحكم، فلم توجد لتتسلط عليه، وإنما للسهر على خدمته، وتيسير حياته المعيشية.. وأهم مؤسسات الدولة هو الجيش، الدرع الواقية فى المحن والأزمات والحروب، بجانب مؤسستى الشرطة والقضاء، فهذا المثلث هو كلمة السر لبقاء الدول أو تفككها وانهيارها.
 
لعبت جيوش الشر التى اجتاحت المنطقة تحت مظلة الجحيم العربى، على ضرب جيوش الدول المستهدفة، لتتمكن من تفكيكها وتمزيقها، وتكرر نفس السيناريو فى العراق وسوريا واليمن وليبيا، ووصلت أنظمة الحكم فيها إلى نهايتها، بعد إثارة الفتن والانشقاقات فى جيوشها، فأصبحت الدروع الواقية مجرد سيوف من ورق.
 
تحديث الجيش المصرى ورفع قدراته القتالية، ليس رفاهية، ولكنه حياة أو موت، لتبقى مصر واقفة على قدميها، رافعة رأسها فى السماء، ولم تتفكك الدولة أو تنهار، لأن الجيش وقف صامداً، حين تكالبت الوحوش على الوطن، يدافع عن دولته ويحميها ويحقق الأمن للشعب، ويعيد بناء المؤسسات التى يحاولون النيل منها، وفى مقدمتها مؤسستا القضاء والشرطة.
 
لا أنسى أبداً يوم ذهبت فيه لزيارة النائب العام بعد 25 يناير، ووجدت الطريق إلى مكتبه فى الدور الثانى يشبه يوم الحشر، حيث احتشد المتظاهرون والمحتجون فى كل مكان، وحاصروا مكتبه ومنعوه من الدخول، فى صورة همجية بشعة تجلب الهموم والأحزان، ولا أنسى يوم ذهب صلاح أبو إسماعيل لحصار المحكمة الدستورية العليا، ليعطى رسالة بأن القضاء تحت سيطرة الهمج، ومنع القضاة الأجلاء من دخول مقر المحكمة.
 
الجيش هو الذى وفر مظلة الأمن للقضاء ليقوم بدوره فى أحلك الظروف، وهو الذى أعاد إحياء الشرطة بعد هجوم الغوغاء على الأقسام وحرقها، وبعودة هذه المنظومة استعادت الدولة المصرية عافيتها وبدأت فى تثبيت أركانها، وليس معنى أن نقول إن هذا المثلث خط أحمر لا ينبغى الاقتراب منه تقديس أو تأليه، وإنما ترسيخ مفهوم مؤسسات الدولة تحت مظلة القانون، فى دولة القانون.
 
واحترام رئيس الدولة ليس، أيضاً، تقديساً، ولكنه، أياً كان اسمه، يرسِّخ احترام الدولة التى يرأسها، ويمثلها فى الداخل والخارج، فالذى جاء به الشعب الذى يملك أن يغيره هو الشعب، واحترام رئيس الدولة هو احترام إرادة الشعب.
 
رب ضارة نافعة، والمنفعة الوحيدة من 25 يناير وما بعدها، أن الناس عاشوا التجربة بأنفسهم، وزودتهم المحن والأزمات بحصانة طبيعية ضد مروجى الكذب والخداع والشعارات، فأسقطوا من كانوا يهتفون بسقوط الجيش، وداسوا عليهم بالأحذية.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة