هكذا كان يفكر.. صلاح عيسى يطالب بتدريس العلوم الإنسانية فى الكليات العلمية.. ويؤكد: نقد الرموز جزء من دراسة التاريخ.. يدعو إلى تدريس مادة الأخلاق بالمدارس.. جريدة الوقائع المصرية حققت هدفها الأساسى

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 07:30 م
هكذا كان يفكر.. صلاح عيسى يطالب بتدريس العلوم الإنسانية فى الكليات العلمية.. ويؤكد: نقد الرموز جزء من دراسة التاريخ.. يدعو إلى تدريس مادة الأخلاق بالمدارس.. جريدة الوقائع المصرية حققت هدفها الأساسى صلاح عيسى
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان "اليوم السابع" حريصًا بشكل دائم على الاطلاع على آراء الكاتب الصحفى الراحل صلاح عيسى، وذلك لكونه قامة ثقافية وصحفية كبيرة فى الحياة الثقافة المصرية، ونستعرض هنا أبرز التصريحات التى تحدث معنا فيها:

 

كيف نتعامل مع مشوهى الشخصيات التاريخية؟

هناك مدرستان فى تناول الشخصيات التاريخية، أولاهما مدرسة تطرح فكرة أن الشخصية التاريخية لابد أن تكون قدوة للأجيال المقبلة لتسير على نهجها، وتخفى كل أشكال السلبيات، وهناك مدرسة ثانية تتناول حياة الشخصيات التاريخية وترى أنهم لا يكذبون ولا يرتكبون أخطاء، وأن كل شخصية هى قدوة حسنة.

لكننى أميل إلى التعامل مع المدرسة التى ترى أن الحقائق التاريخية بجوانبها المختلفة، ولا توجد شخصية بعيدة عن ارتكاب الأخطاء، لكن يكفيهم أنهم ارتبكوا أخطاء وقاموا بتصحيحها وهذا أمر طبيعى، ومع ذلك فإن نقد الشخصيات التاريخية أمر ضرورى.

 

بعد فوز ديفيد جروسمان بجائزة المان بوكر الدولية 2017.. ماذا عن سيطرة الأدب الإسرائيلى على العالم؟

حصول الكاتب الإسرائيلى ديفيد جروسمان على الجائزة، ليس مقياسًا أو دليلاً على فرض سيطرة الأدب الإسرائيلى على ثقافة العالم، فعدد الكتاب والأدباء الإسرائيليين محدود للغاية ولم نسمع عنهم الكثير، مضيفًا أن الجوائز العالمية فى أحيان كثيرة تمنح للكتاب المغمورين مثل كتاب أفارقة يعشون فى مناطق نائية، لهذا علينا أن نبذل جهدًا أكبر لنعكس الجانب المستنير والمضىء فى ثقافتنا العربية التى لعبت دورًا كبيرًا فى القرون الوسطى والتى استغلتها أوروبا لتبنى ثقافتها وتضيف عليها. 

 

ما قولك فى تصريح وزير الثقافة بأن طلاب الكليات العلمية الأكثر انضمامًا للجماعات الإرهابية؟

 بالفعل فعدد كبير من خريجى العلوم البحثية ينضمون إلى هذه الجماعات الدينية المتشددة سواء داخل مصر أو خارجها، وهذا التشدد للطلاب يرجع إلى خلو مناهج هذه الكليات من العلوم الإنسانية والاهتمام بها، ويظل طلابها مشغولين بالجانب العلمى البحت، ويكون لديهم فراغ فكرى وإنسانى تملأه الجماعات المتطرفة، فالكليات العلمية داخل جامعة الأزهر، تقوم بتدريس العلوم الدينية مع الجوانب والمناهج العلمية والتى تتفشى فيها هذه الظاهرة، لافتًا إلى أنه لابد من مراجعة البرامج الدينية التى تدرس لهم فى الأزهر، وتقييم ما إذا كان يتم تقديم خطاب دينى عصرى مستنير أم خطاب قديم.

 

كيف ترى أنشطة وزارة الثقافة إعادة إحياء ذكرى المفكرين؟

إعادة إحياء ذكرى المفكرين الراحلين قيمة إيجابية ومفيدة، خصوصًا للذين لا يعرفونهم من الأجيال الحالية، والتى تمهد الطريق للقراءة لمثل هؤلاء، والبحث عنهم، جاء ذلك تعقيبًا على تنظيم وزارة الثقافة احتفالية بعنوان "خمسون عامًا على رحيل على عبد الرازق" بالمجلس الأعلى للثقافة ومناقشة كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، فتنظيم مثل هذه الفعاليات أمر جيد، لأنها تحدث الكثير من المناقشات وتتابع لأفكارهم عبر الأجيال المختلفة، فالعالم لا يزال يحتفل بالعلماء والمفكرين الراحلين وبالتراث المشترك، وكان آخرها احتفال إسبانيا بـ"ابن خلدون" بمناسبة مرور 600 سنة على وفاته.

 

ما قولك فى مطالبة نائب برلمانى بإلغاء حصة الدين أو تخصيص حصة دين عام؟!

إلغاء حصة الدين فى المدارس هى فكرة قديمة وسبق طرحها فى السبعينيات، ومناقشتها كلما حدثت أعمال عنف أو أحداث طائفية، فالمشكلة الأساسية تكمن فى نوع الدروس الدينية التى يتلقاها الأطفال بمناهج التعليم، أن فكرة استحداث "مادة الأخلاق" فى المدارس هى إيجابية وذلك بطرح القيم المشتركة بين الأديان السماوية حتى الديانات الأرضية، كقيم الصدق والأمانة والشرف والتعامل مع الآخرين بإحسان، فالمسألة الأساسية لا تتعلق بالغاء حصة الدين، والتى قد تؤدى إلى عواقب وخيمة تتمثل فى استقاء الأطفال فى مراحلهم العمرية الأولى قيمهم الدينية من مصادر متشددة ومتطرفة.

والمدارس تقدم دراسة نظامية تحقق الهدف المرجو، ولكن المنهج الدينى فى التعليم الأساسى لا بد أن يعتمد على تكوين وجدان وطنى بين الطلاب وأن يكون موجها لمشاعر المواطنة هذا بجانب أولويات العبادة والطقوس الدينية، وسيطرة الجماعات المتشددة على التعليم فى المدارس، وكان لدينا مدرسون يحرمون تحية العلم والنشيد الوطنى ويبثون فى الطلاب مشاعر طائفية بغيضة، وبالتالى لا بد من وضع دراسة تقوم على نشر قيم التسامح والاعتراف بحقوق الآخرين فى تأدية العقيدة والشعائر الدينية، لا تدعو للتعصب حتى لا ندرس مناهج داعش لأطفالنا.

 

هل حققت جريدة الوقائع المصرية أهدافها؟!

الجريدة حققت هدفها الأساسى التى صدرت من أجلها، وهى أن تكون مدونة ينشر بها قوانين ولوائح وأخبار الدولة، واليوم يتم النشر بشكل أوسع، فالصحافة اليوم تشهد تطورًا ملموسًا، حيث إن جريدة الوقائع المصرية كانت تخصص قسمًا للأدب، كما كان بها قسم ناقل من العربية للتركية، واليوم نشهد الصحف تحتوى على عدة أقسام متطورة، فلا تكتفى بالخبر فقط، ولكن تعمل على تطوير القضايا، كما أن الصحافة قديما كانت تكتفى بنشر المقالات الأدبية، لكن اليوم تعمل على خلق وحل للقضايا، فينشر الخبر الناقل للحدث، ثم يتم تطويره ومتابعته، فكل عصر ولها أدواته، لافتًا إلى أن إنشاء جريدة الوقائع المصرية آنذاك تدل على أن محمد على باشا حاكم ذكي، ويقتبس الأفكار التى يجدها فى الحضارات الأخرى ويطبقها فى مصر، لذا كانت الوقائع فى زمانها تعد تطورًا هائلا، والصحافة تتطور عبر الزمان وتنجح فى نقل المعلومات والأخبار إلى من يهمة الأمر.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة