منة الله جابر تكتب : وكأن الأماكن لا تتحدث إلا عنك

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 06:00 م
منة الله جابر تكتب : وكأن الأماكن لا تتحدث إلا عنك وكأن الأماكن لا تتحدث إلا عنك - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأن لم يسر غيرنا فى ذلك الشارع ولم يزر هذا المقهى أحد بعدنا وكأننا حفرنا ذكرنا هنا وهناك لتعذبنا فيما بعد .. لتعذبنى وتذكرنى اننى بدونك أصبحت ..
 
وكأننى أستيقظ كل صباح لا أبحث إلا عنك لا أفكر ماذا سأكل ولكنى أفكر ماذا أنت تأكل اتذكر ماذا تحب وماذا تكره اتخيلك وانت تأكل تضحك تلهو تبكى تتألم تشتاق وتتحدث.
 
وكأن أحلامك أصبحت أحلامى وطباعك أصبحت طباعى وكأننى أصبحت بدونك ورقة هشة فى طريق موحش تدهسهُ الأقدام ..
 
وكأننى بدونك ضائعة.. تعلم حبيبى اننى لم اضحك من قلبى منذ رحلت ولكننى بكيت دموع عندما اخبرونى انك سافرت .. كان اليوم يوافقك ذكرى ميلادى جلست انتظرك عندما دقت الساعة وأعلنت أولى ساعات هذا اليوم أمسكت هاتفى وجلست انظر له فى ترجى ولكنك لم تتصل لم ترسل لى كلمات التهنئة المعتادة لم تفاجئنى كعادتك فنمت او اغمى على لا اتذكر حتى هذا على امل أن يأتى صباح يحمل بين طياته صوتك او لعلى اراك فى حلمى تمسك بيدى وتقبلها وتطلب الغفران ولكنى انا من طلب منك الغفران فى النهاية ومع ذلك لم تغفر لى بعد .
 
جاء صباح ذلك اليوم بطىء ممل لا يبشر بالبهجة لم اراك فيه فانقبض قلبى وكأنه احس .. حتى علمت صدفة .. علمت انك إلى وطنك قد عدت فثُرت كبحر هاجت امواجه حتى اغرقت الكل .. نزلت دمعاتى كما لم تنزل من قبل واخذت اهلوس باسمك كمريضة بالحمى انا حتى ايقنت اننى مريضة بك ..
 
كم انت قاسى حبيبى تركتنى بلا وداع ورحلت .. تركت ذكرياتك تنهشنى كما ينهش حبك قلبى .. تركتنى وحيدة ابحث عنك فى كل وجه اراه .. فى كل لهجة مختلفة اسمعها .. تركتنى اهلوس بذكرياتك لذلك الغريب وتلك الصديقة .. تركتنى تائهة ابحث عنك فى شوارع كنت تسير فيها ولم تعد .. برغم علمى انك اصبحت مجرد ذكرى من ضمن شريط مؤلم من الذكريات ..!
أتذكرنى حبيبى فانا حبيبتك التى لم تحب مثلها ولن تحب .
اتذكرنى حبيبى فانا ابنتك الاولى وصديقتك الاخيرة وزوجتك المستقبلية .. انا احلامك انا ماضيك انا الذكرى المحرمة انا الثمرة الممنوعة انا الامان .
اتذكر حضنى الذى اصبح بيتك ويدى التى اصبحت مرشدتك وقلبى الذى وشم عليه اسمك 
اتتذكرنى حتى فى احلامك اترانى فى ماضيك ْاتردد اسمى حتى لو سراً
اتبحث عنى كما ابحث عنك ام انك قابلت من انستك من كنت انا لك ؟!
 
لازلت اتذكر ذلك اليوم عندما وصلت بى الحمى إلى اقصى درجاتها وأخذت أهلوس باسمك كما لم اهلوس من قبل وارسلت لك رسالة اطلب بها الغفران " اغفر لى فانا بدونك عاجزة يكاد قلبى يترك ضلوعه ويذهب اليك تكاد عينى تغمض حتى لا ترى غيرك سامحنى حبيبى فانا بدونك طفلة فقدت ابويها للتو "      فأتى ردك جاحداً " كنت لكى وكنتى دائماً عنى تتمنعى لذلك تركتك ورحلت طالما حاولت طلب الغفران منكِ وطالما كنت اتلقى منكِ القسوة رد فعن اى غفران ياحبيبتى تتحدثى فانتى جرحتى قلب ارادك حد الموت " فقتلتنى تعلم حبيبى انك ذاك اليوم قتلتنى .. جرحت كرامتى وانا شرقية حتى النخاع لم يتجرأ اياً كان على الاقتراب من كرامتى ولكنك انت اقتربت برغم تحذيرى لك " ءاياك أن تقترب انها منطقتى المحرمة اياك أن تقترب حتى لا تحرم من حبى لك " وبرغم تحذيرى اقتربت فثارت تلك الكرامة فمحتك ... فحزن قلبى ولكنى لم اعد املك زمام الامور بعد لم اعد حبيبى املك سوى بضع ذكريات ورسالة حزينة ودمع .. لم اعد املك سوى شوارع اتجول بها تائهة اردد فيها اسمك بندم ..
 
...........









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة