أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 ديسمبر 1807.. أربعة فرمانات من «الباب العالى» لمحمد على تدعم مركز «الباشا» فى حكم مصر

الأحد، 24 ديسمبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 ديسمبر 1807.. أربعة فرمانات من «الباب العالى» لمحمد على تدعم مركز «الباشا» فى حكم مصر محمد على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصل المبعوث الخاص من الباب العالى للدولة العثمانية إلى القاهرة يوم 24 ديسمبر «مثل هذا اليوم» عام 1807 يحمل أربعة فرمانات، حسبما يؤكد الدكتور عبدالعزيز محمد الشناوى فى الجزء الثانى من كتابه «الأزهر جامعا وجامعة» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة»، وكانت هذه الفرمانات تتعلق بالأوضاع فى مصر باعتبارها إحدى الولايات العثمانية.
 
يؤكد «الجبرتى» فى الجزء السابع من «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة» أن الفرمانات هى، فرمان خاص بتجديد ولاية محمد على باشا لولاية مصر سنة أخرى، والثانى هو تعيين إبراهيم بك ابن محمد على فى منصب «الدفتردار»، ويذكر «الشناوى» أن هذا المنصب كان من أكبر المناصب، حيث يشرف شاغله على الشؤون المالية ويرأس الديوان الدفترى ويشرف على ديوان «الروزنامة»، ووفقا للجبرتى، نص الفرمان الثالث على العفو عن جميع العسكر مكافأة لهم على جهودهم فى التصدى للحملة البريطانية سنة 1807، أما الفرمان الرابع فطالب محمد على بإرسال حملة لمحاربة الخوارج «الوهابيين» فى الحجاز، واستخلاص الحرمين الشريفين منهم والوصية بالرعايا والتجار «لم ينفذ محمد على هذا المطلب إلا عام 1811».
 
ويذكر «الجبرتى»، أن المبعوث الخاص كان يحمل معه هدايا «صحبته خلع وشلنجات، فأركبوه فى موكب فى صبح يوم الخميس (25 ديسمبر) 1807، وطلع إلى القلعة وقرئت المراسيم المذكورة بحضور الباشا والمشايخ وكبار العسكر وشاهين بيك وخشداشية الألفية وضربوا مدافع وشنكا»، وهكذا تم الاحتفال بالفرمانات الجديدة، التى أدت حسب الشناوى إلى «زيادة توطيد سلطة محمد على فى مصر وفى الدوائر العليا فى استانبول «عاصمة العثمانيين»، وأدت إلى تفرغه لمهمة أساسية عنده وهى، التخلص من الزعامة الأزهرية وإبعادها عن الحياة السياسية فى مصر، وكان عمر مكرم أكبر هذه الزعامات، ويدلل «الشناوى» على ذلك بتسجيل ملاحظة «أن الجبرتى» لم يذكر اسم عمر مكرم من بين الذين حضروا جلسة الديوان، التى تليت فيها الفرمانات السلطانية الأربعة، وقد يكون أغفل ذكر اسمه سهوا أو عمدا».
 
غير أن قراءة هذه الفرمانات فى سياق أوسع سيقودنا إلى، أنها أسست لمشروع محمد على، الذى كان يواجه قلاقل داخلية من المماليك، وكان الفرمان الخاص بتعيين إبراهيم فى منصب «الدفتردار»، حجر الزاوية فى ضبط الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى تأهيل أكبر أبناء الباشا للمستقبل، فطبقا للشناوى، كان هذا المنصب مقصورا على طبقة «الأمراء المماليك»، وكان معنى الفرمان هو إطلاق يد محمد على عن طريق ابنه فى جميع شتى الضرائب ومراقبة المباشرين الأقباط وعلى رأسهم جرجس الطويل، وزميله المعلم غالى، وفعلا سافر إبراهيم عن طريق القليوبية، وصحبته طائفة من مباشرى الأقباط وأفندية من ديوان الروزنامة وكتبة مسلمين، للكشف عن الأطيان التى رويت من ماء النيل والشراقى، فأنزلوا بالقرى النوازل من الكلف وحق الطرقات.
 
يتحدث «كلوت بك» الطبيب الخاص بمحمد على عن «إبراهيم باشا»، بما يحيلنا إلى التأثير المبكر لهذا الفرمان على شخصية إبراهيم، فيقول فى كتابه «لمحة عامة إلى مصر» عن «دار الكتب والوثائق القومية- القاهرة» ترجمة وتحرير: محمد مسعود، تقديم: دكتور أحمد زكريا الشلق: «إبراهيم باشا، هو بكر أبناء محمد على، وكان ميلاده ببلدة قولة 1789 أى بعد زواج والده من والدته بعامين، هو ربع القامة طول قامته خمسة أقدام وبوصتان: متين البنية. جيد الفصوص. شيبته قبل الآوان متاعب الحروب ومشاقها بعد أن كان شعر رأسه ولحيته أشقر، مستطيل الوجه طويل الأنف مستدق أزرق العينين فى وجهه أثر الجدرى، مزاجه دموى صفراوى، ومن ثم جاء ميله إلى الجد بالرغم من تفرغه فى بعض الأحيان إلى شىء من المطالبة وحب الضحك، جهورى الصوت، لم تتوافر فيه لهذا السبب ما توافر فى والده من السماحة والهشاشة حتى أنه إذا أقبل عليه أحد شعر بما يسقطه فى نفسه، ولو لم يلق فى استقباله شيئا من الجفوة والصلابة والمكروه».
 
يضيف «كلوت بك»: «تلقى إبراهيم التربية التى كانت تعطى فى زمنه إلى الأمراء من أبناء المشرق، فهو ملم باللغات التركية والفارسية والعربية يتكلم ويقرأ، ويكتب بها من غير عناء، وما ناهز السادسة عشرة من عمره حتى عهدت إليه قيادة الجنود وإدارة بعض الأقاليم، فإذا زج–وهو فى مقتبل العمر- إلى ميدان العمل فمن السهل الحكم بأن مزاولة الأعمال الحربية والإدارية كانت عنده من الأمور المألوفة، وأنه بما اكتسبه من الخبر قد أحاط بتفاصيل أعمال الحكومة فى مصر، وعنت له فيها آراء كثيرة تنطبق على الحقيقة والعمل».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة