محمد محمود حبيب يكتب: عن أساليب الملحدين وطرق التعامل معهم أتحدث

السبت، 23 ديسمبر 2017 08:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: عن أساليب الملحدين وطرق التعامل معهم أتحدث ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع تزايد وسائل التواصل الاجتماعى أصبح حتما أن نجد ملحدين كُثر، وللأسف يعجز كثير من الناس فى الحوار معهم، بل يعجز بعض المتخصصين فى العلوم الشرعية أيضاً فى إقناعهم أو ردهم!! وهذا العجز ناتج من فهم أساليب هؤلاء الملحدين وطرقهم فى الحوار.
 
ويتخد الملحدون بعض المسلمات ينطلقون منها كالقول بأن هذا الكون موجود بذاته، علماً بأن الكون لا يملك أن يخلق ذاته، ثم يخلق فى الوقت نفسه قوانينه التى تصرّف وجوده.
 
إن النظر فى الطبيعة ما هو إلا جولة فى الكون المعروض للأنظار، وفيها ما يحيّر اللب حين يتأمله بالبصيرة المفتوحة والقلب الواعى والحس اليقظ. وأكاد إجزم أن معظم الملحدين لا يتبعون أبسط أساليب الحوار العقلى فى رفض الاستدلال على وجود الله، بل حوارهم ملئ بعدة أساليب للمراوغة والخداع ومنها:
 
الأسلوب الأول: أسلوب الإغراق، بإلقاء كم كبير من الشبهات وعادة ما تكون خارج إطار الموضوع، بل تكون شبهات متنوعة لا رابط بينها.
والحل: عدم الرد على أى شبهة قبل أن يتم إلزام الملحد بنقاط معينة للحوار فيها، ثم يتم طرح أسئلة بحيث تكون أسئلة من الوزن الثقيل والتى لا يمكن الإجابة عليها وإلزام الملحد بالإجابة ووضعه فى موقف محرج مثل:
 
-  كيف تكونت الخلية الحية الأولى؟ وكيف نبضت بالحياة؟
-  من الذى أوجدنا إلى هذه الدنيا رغم أنوفنا؟
-  ما الهدف من الوجود (الحياة)؟
-  ماذا كان قبل الانفجار الكبير ونشوء الكون وماذا سيكون بعد نهاية الكون؟
-  لماذا الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يشعر بالصداع ويصاب بالأمراض النفسية؟
-  لماذا نموت؟
-  هل يوجد تفسير عقلانى للموت؟
-  من الذى وضع القوانين الدقيقة لمختلف العلوم وعلم بأننا سوف نفك رموزها؟
 
الأسلوب الثانى: أسلوب التعميم، وذلك يكون بأخذ نتائج لدراسة معينة وتعميمها، وذلك بإدراج مغالطة فى الاستدلال لإيصال الفكرة التى يريد الملحد إيصالها.
 
والحل: يجب أن يكون المحاور مطّلعاً على أحدث الدراسات، وأما بالنسبة للمغالطات فيجب أن يكون المحاور متمكنا من علم الفلسفة والمنطق.
 
الأسلوب الثالث: التشكيك، وعادة ما يعتمد الملحدون على أسلوب التشكيك، وعادة ما يكون التشكيك فى بعض الجزئيات الصغيرة أو إيراد أحاديث والتى غالباً ما تكون مكذوبة، أو أحيانا تكون الأحاديث صحيحة لكنها وردت فى حالات معينة أو لها تأويل معين، فيقوم الملحد بالاعتماد عليها للوصول إلى هدفه وهو التشكيك فى الدين.
 
والحل: يكون بإلزام الملحد بالرد على الخطوط العريضة لموضوع الحوار والابتعاد عن الجزئيات، بتوضيح ذلك له بأن نقول له: يكفيك مراوغة وما شأنك بالجزئيات فأنت إلى الآن لم تقم بالرد على الأسئلة الرئيسية للحوار.
 
وحالة اعتماد الملحد على أسلوب التشكيك يكون الرد حاداً وملزماً وإلقاء أسئلة من الوزن الثقيل والتى تستهدف أصل الإلحاد ولا يوجد رد عليها وإلزامه بالإجابة ووضعه فى موقف محرج كما ذكرنا، واعتماد أسلوب الهجوم وعدم البقاء فى وضعية الدفاع، ولو كان التشكيك بإيراد أحاديث فيكون الرد بالتأكد من درجة الحديث فإن كان موضوعاً فيتم إيراد تخريج الحديث ويكون الأمر قد انتهى، وإن لم يكن موضوعاً فيتم النظر فى تفسير الحديث من كتب التفاسير الموثوقة وإيراده مع عدم ترك الملحد يصول ويجول، بل يتم إيراد التفسير وتخريج الحديث، ثم يتم إنهاء المداخلة بطرح أسئلة فى صميم مذهبه وإلزامه بالرد عليها.
 
الأسلوب الرابع: التطويل، وذلك بمحاولة تطويل الحوار وحشوه بالكثير من الكلام غير المفيد الذى يخيّل للسامع أو القارئ أن الملحد متمكن من العلم وفاهم فى الموضوع الذى يحاور فيه وأيضاً يكون أغلبه إن لم يكن كله خارج عن الموضوع.
 
والحل: مطالبة الملحد بوضع المهم من الفكرة فقط وعدم الدخول فى التفاصيل المملة والتى لا حاجة لذكرها ومحاورته فيها.
 
الأسلوب الخامس: التكرار، ويحاول الملحد تكرار السؤال مرات ومرات فى محاولة لإضعاف رد المحاور وكأنه يقول إن الرد ضعيف أو لا يجد إجابة.
 
والحل: الطلب من الملحد العودة إلى الرد، وإلزامه بنقاط معينة للنقاش.
 
الأسلوب السادس: الاستفزاز، ويعتمد الملحد هذا الأسلوب ليبين أن محاوريه لا يقبلون الحوار ولا يريدونه.
 
والحل: إلزام الملحد بنقاط معينة واعتماد تكرار الأسئلة وعدم ترك الفرصة للملحد للخروج عن أصل الموضوع مع الحفاظ على هدوء الأعصاب والسيطرة على الموقف باستعمال حجج قوية وإخراج الملحد على صورته الأصلية بأنه ملحد لم يات للحوار، بل أتى مستفزاً.
 
وأخيرا: سندرك قطعا بعد حوارنا مع الملحد أنه ما هو إلا نموذج للإنسان حين تفسد فطرته، وتستغلق بصيرته، وتتعطل فى كيانه أجهزة الاستقبال والتلقى، وينقطع عن الوجود الحى من حوله، وعن إيقاعاته وإيحاءاته.
حفظ الله مصر وشعبها........
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة