أكرم القصاص - علا الشافعي

التاريخ قال كلمته.. الكتب اليهودية المقدسة تعترف بعروبة القدس.. خبيرة أديان: التوراة والتلمود شاهدان على بناء الكنعانيين المدينة المقدسة من شبه الجزيرة العربية.. وتصريحات مندوب إسرائيل تاريخ مزيف وليس له دليل

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 03:09 م
التاريخ قال كلمته.. الكتب اليهودية المقدسة تعترف بعروبة القدس.. خبيرة أديان: التوراة والتلمود شاهدان على بناء الكنعانيين المدينة المقدسة من شبه الجزيرة العربية.. وتصريحات مندوب إسرائيل تاريخ مزيف وليس له دليل المسجد الأقصى
كتب- هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فندت د. إيمان الطيب أستاذة التلمود والعهد القديم بكلية الآداب جامعة أسيوط المزاعم والأكاذيب التى ساقها مندوب تل أبيب فى الأمم المتحدة "دانى دانون" بأن القدس كانت عاصمة لليهود وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث أثبتت بأن التوراة والتلمود وهى الكتب المقدسة لدى اليهود بأنها أول من اعترفت بعروبة القدس.

 

وقالت "الطيب" لـ"اليوم السابع" إن عروبة القدس حقيقة تصدح بها الكتب الدينية االيهودية نفسها، فكما أن لكل مجرم أثر يدل على جريمته، كذلك من يقتفى أثر فقرات التوراة والتلمود يجد حقيقة واحدة هى أن القدس كانت مدينة السكان الأصليين للبلاد من الكنعانيين الذين جاءوا إليها من شبه الجزيرة العربية عام 5000 ق .م واستقروا بها وعمروها.

 

د. ايمان الطيب
د. ايمان الطيب

 

وأكدت "الطيب" أن القدس من أقدم المدن في العالم والعرب هم  من أعطوها اسمها هذا ، وفي عام 3000 قبل الميلاد سكنها العرب اليبوسيين ، وجددوا المدينة وأطلقوا عليها مدينة السلام نسبة إلى سالم أو شاليم ( إله السلام عندهم) ، فقد تهدمت المدينة وأعيد بناؤها أكثر من 18 مرة، وقد ظهرت فى هذه المدينة أول جماعة آمنت بالتوحيد برعاية ملكها (ملكى صادق) وقد وسع ملكى صادق المدينة وأطلق عليها اسم (أورشاليم) أى مدينة السلام.

 

وأشارت الطيب إلى أن مدنية القدس حملت العديد من الأسماء عبر فترات التاريخ ورغم هذا التعدد إلا أنها حافظت على الاسم الكنعاني العربي ، والمدينة بنيت على سبعة تلال مرتفعة عن سطح البحر 7750 مترا، وتبلغ مساحتها 20790 دونم.

 

وتابعت "الطيب" أن العهد القديم وهو كتاب اليهود المقدس يؤكد أن كنعان وهو المسمى القديم لفلسطين حالياً هى أرض كنعانية بما فيها مدينة القدس، وأنها كانت أرض "غُربة" لإبراهيم، الجد الأكبر لليهود، كما يدعون، وأنه لم يجد مكانا ليدفن فيه زوجته سارة عند موتها على الرغم من الوعد الإلهى له فاضطر إلى أن يشترى حقلا من الكنعانيين ليدفن فيه ميته فاشترى منهم "مغارة المكفيلة" وهو ما يؤكد أن إبراهيم الجد الأكبر لليهود لم يكن ليمتلك شبر واحد فيها قبل ذلك، ولو كانت القدس عبرانية منذ الأزل كما يدعى المغرضون لدفن فيها إبراهيم زوجته.

 

كما اعترف العهد القديم في سفر "يشوع" بن نون وفي سفر القضاة أن دخول العبريين لأرض كنعان بعد خروجهم من وادى النيل وتيههم فى صحراء سيناء أربعين سنة لم يكن بالأمر اليسير، فيذكر "السفر" أن الجاوسيس الذين أرسلهم يشوع لاستطلاع الأرض رجعوا بمعلومة فى غاية الخطورة وهى أنها آهلة بالسكان وأنهم قوم شديدى البأس وذو خبرة بفنون الحرب والقتال فدخلها يشوع، كما يلقبه اليهود، أولا بالحيلة لا بالحرب، ثم بعد ذلك خاض سلسلة من الحروب مع أهلها من العرب اليبوسيين والكنعانيين (1180 – 1200 ق . م) حتى يستطيع أن يضع أقدامه فيها .

 

ولقد حقق هذا التغلغل قدرا من النجاح في ذلك الوقت بفضل عدة عوامل خارجية واجتماعية وسياسية لعل أهمها : هو الغياب المؤقت للامبراطوريات العظمى آنذاك ، فالإمبراطورية الحثية في الشمال كانت قد أنهارت فى الربع الأخير من الألف الثانية، وكانت عوامل الضعف قد بدأت تزحف على القوة المصرية فيىالجنوب، التى تضاءلت هيمنتها على كنعان فى تلك الفترة .

بيت المقدس
بيت المقدس

وأوضحت " الطيب" أنه يتضح من سفر القضاة أن استيطان هؤلاء الغزاة المحتلون فى أرض كنعان كان عدة جيوب غير مترابطة برغم كل التهويل التوراتى بقتل عشرات الآلاف وعشرات الملوك الكنعانيين، وإبادة مدن بكاملها أثبتت المصادر الأثرية أنها لم تكن مراكز حضارية وكان بعضها خاليا من السكان في تلك الفترة، وأن تقسبم أرض كنعان على أسباط العبريين المذكور فى السفر ليس له أى أساس من الصحة.

 

ولم يذكر السفر آنذاك أي دخول لهؤلاء الغزاة لمدينة القدس ويبدو أنهم لم يكونوا يعرفوها بالمرة، ولم يكن لها أية قدسية عندهم في تلك الفترة، حتى أن السفر ذكر أنهم على الرغم من دخواهم لأرض كنعان في بعض المناطق الا انهم يجرؤا على الاختلاط بالكنعانيين والسكن بينهم بالمرة، وظل هذا الوضع فترة طويلة.

 

أما التلمود فى متنه "باب دماى"، أى المحصول المشكوك في إخراج العشور منه " فيذكر ولا حرج أن غير اليهود هم "عم هآرتس" تعنى شعب الأرض أى السكان الأصليين للبلاد، وأن تلك المحاصيل والفواكهة والخضروات التى يشتريها اليهودى منهم لابد أن يخرج منها العشور قبل تناولها لأنه "عم هآرتس" لم يخرجوا منها العشور ولم يعتادوا ذلك، وذلك بطبيعة الحال لأنهم يهود وليسوا عرب السكان الأصليين ، وهذا معناه أيضا أن اليهود لم يكن لديهم أرض زراعية خاصة بهم تحقق لهم اكتفاء ذاتى غذائي وذلك معناه أنهم كانوا أقلية يفتقرون للأراضى الزراعية.

 

حتى فى إطار التلمود عن احتفالات يوم الغفران فى بابا "يوما" وفى إطار الحديث عن "تشريع دمج الحدود في يوم السبت في بابا" عيروفين "وهو إجراء معين يبيح لليهودى التحرك بحرية يوم السبت دون اقتراف ذنب" فى إطار كل ذلك اعترف متن التلمود أن اليهود كانوا دائما وأبدا أقلية فى مدينة القدس، ولم يرد إطلاقا فى التلمود ما يدل على أن اليهود قد حكموا القدس فى أى فترة من الفترات بل على العكس يتحدث التلمود في باب احتفالات عيد الغفران عن أن الكاهن الأكبر لم يكن يعرف العبرية لأنه كان يُعين من قبل السلطات الحاكمة غير اليهودية، فكان قبل احتفالات العيد بسبعة ايام يجلس مع الكهنة ممن يعرفون العبرية فى الهيكل المزعوم ليلقنوه ماذا سيقرأ من التوراة فى أثناء الاحتفال.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة