أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد صلاح يكتب: القدس والمستشرقون.. أكثر ما نعرفه عن تاريخنا يعود إلى مصادر غير عربية وغير إسلامية.. العقل العربى تعرض للتشويه والتشكيك والتضليل..وعلينا مراجعة ما تتناقله الكتب التاريخية استنادا لعصر الاستشراق

الخميس، 21 ديسمبر 2017 09:00 ص
خالد صلاح يكتب: القدس والمستشرقون.. أكثر ما نعرفه عن تاريخنا يعود إلى مصادر غير عربية وغير إسلامية.. العقل العربى تعرض للتشويه والتشكيك والتضليل..وعلينا مراجعة ما تتناقله الكتب التاريخية استنادا لعصر الاستشراق الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المقدسيين
 
هل تصدق يا أخى أن أكثر ما نعرفه عن تاريخنا العربى والإسلامى يعود إلى مصادر غير عربية وغير إسلامية، من مجموعات المستشرقين التى وفدت على الشرق الأوسط فى سنوات الضعف والانكسار، ثم فى سنوات الاستعمار الطويلة التى اجتاحت هذه الأمة لعقود ممتدة، وهل تصدق يا أخى أن كثيرا من المؤرخين العرب اعتمدوا على مصادر غير عربية من كتابات هؤلاء المستشرقين، ومن انطباعاتهم وآرائهم الخاصة على هذا التاريخ، فإذا اختلف اثنان من المؤرخين تحاكما إلى هؤلاء المستشرقين وأحكامهم خاضعين لوهم ساذج بأن هؤلاء المستشرقين لا ينطقون عن الهوى، وأن أحكامهم لا تخضع لتأثيرات طائفية أو عنصرية أو مذهبية.
 
والنتيجة، أن كل الارتباكات التى نعيشها فى تقييم الأحداث التاريخية تعود إلى روايات سنوات الاستشراق، وكل الشكوك التى تعيشها الأمة فى تقييم رحلتها التاريخية منذ اجتماع السقيفة لاختيار خليفة النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وحتى اليوم هى من صنيعة حملات التشكيك والفتن التى زرعتها مجموعات الاستشراق فى بنيان التاريخ العربى والإسلامى.
 
تأثيرات أفكار المستشرقين تظهر جليا فى ملف القدس والمسجد الأقصى وعقدة الحقوق التاريخية فى المدينة المقدسة، فهؤلاء المثقفون العرب الذين ينطقون اليوم بالجهل الصريح والتشكيك فى عروبة المدينة يتصورون ظلما أنهم يرتكزون على حقائق تاريخية، فى حين أن ما عرفوه من هذا التاريخ إنما كتبته عقول وضمائر غير عربية، وحررته عن هوى فى القلب أو عن مصلحة فى السياسة، أو عن غاية تخدم استراتيجيات الاستعمار.
حتى المؤرخ جواد على نفسه، الذى تستند إلى موسوعته بعض الأصوات المشككة فى جذور الإسلام ووقائع تاريخ بلدان الخلافة، هو بنفسه شكك فى الأهواء التى تحكم كتابات المستشرقين، ففى كتابه «تاريخ العرب فى الإسلام» يقول جواد على النص التالى حرفيا:
 
«معظم المستشرقين النصارى هم من طبقة رجال الدين أو من المتخرجين فى كليات اللاهوت وأنهم إن تطرقوا إلى الموضوعات الحساسة من الإسلام وحاولوا جهد إمكانهم ردها إلى أصل نصرانى، وطائفة المستشرقين من اليهود خاصة بعد تأسيس إسرائيل وتحكم الصهيونية فى غالبيتهم يجهدون أنفسهم لرد كل ما هو إسلامى وعربى إلى أصل يهودى، وكلتا الطائفتين فى هذا الباب تتبع سلطان العواطف والأهواء».
 
هذه كلمات جواد على نفسه، وهو مؤرخ واسع المعرفة طبعا ومثير للجدل بكل تأكيد، وإذا كان هذا هو تقييمه للمستشرقين، فإن علينا أن نقف لمراجعة ما تتناقله الكتب التاريخية استنادا إلى عصر الاستشراق، وعلينا أيضا أن نحقق ما رواه لنا هؤلاء المستشرقون وتعاملنا معه نحن على محمل الجد، وتحت زعم الموضوعية التاريخية، أو تحت ظنون أنهم باحثون محايدون لا ناقة لهم ولا جمل فى كتابة التاريخ، هذا كذب مطلق، لأن نتيجته ماثلة الآن فى حملات التشكيك الممنهجة فى عروبة القدس وإسلاميتها، وهذا كذب مطلق، لأننا صرنا أمام صنف من المثقفين العرب لا يرى فى تاريخنا سوى أنه باطل مستمر، ودماء لا تتوقف، وصراعات لا تنتهى.
 
وإذا كان هناك من بيننا من يناضل لمراجعة أحاديث النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، نفسه خوفا من الإسرائيليات والأقوال المدسوسة على النبى حتى فى صحيحى البخارى ومسلم، فهل من باب أولى أن تكون الإسرائيليات قد دخلت أيضا على تاريخنا الإسلامى إلى الحد الذى تعرض فيها العقل العربى للتشويه والتشكيك والتضليل، وشهدت فيه الروايات التاريخية قصصا مختلقة ترد كل ما هو عربى لأصل يهودى، وتحاصر أهل العروبة والإسلام فى ركن مظلم من فقدان الثقة فى النفس، وفقدان الاعتزاز بالهوية.
والله أعلى وأعلم.
 
القدس
 
مدينة القدس
 
 
اليوم السابع

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

فرعون

مقال رائع

مقال رائع استاذ صلاح بس الاستشهاد بكلام جواد على لا يمكن تصديقه لأنه أثبت انه بلا مصداقية و ما قاله بعد هروبه إلى قطر فى قنوات الجزيرة و الاخوان الخونه يدلةعلى انه يكتب و يقول لم يدفع أكثر كما أنه فى حديثه تحس انه غير متزن عقليا. طبع هو تم رفده من الجامعه لأنه انقطع عن العمل بحثا عن المال و باع الجامعه اللى عملته و باع بلده و خانها. شكرا استاذ صلاح وجب التوضيح

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

مطلوب من الازهر الشريف مراجعة كتب التراث للتخلص من الاسرائليات والخزعبلات الموجودة بها

اتمنى ان يكون لدينا صحيح الازخر يجمع كل الاحاديث الصحيحة بتبويب جديد قالباب الاول للاحاديث التى يتفق عليها المسلمون من كافة المذاهب والباب الثانى التى يتفق عليها اهل السنة والجماعة دون اى شبهات والباب الثالث الاحاديث التى عليها شبهات والرد عليها  وكذلك تقسير للقرآن الكريم يستبعد الاجتهادات الخاطئة التى ثيت تعارضها مع الحقائق العلمية بل نصوص القرآن والسنة عندما يقول احدها ان الارض على ظهر حوت كبير ان اهتز حدث زلزال واخر يقول ان الشمس في السماء الرابعة !!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

ملواني

أحاديث البخاري ومسلم خطيره جدا

السعودية تراجع احاديث القتل والإرهاب التي في البخاري ومسلم وغيرها انا خجلان لان المملكة العربية السعودية بتطور وبتنقي التراث واحنا قاعدين 

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة