خالد صلاح يكتب: الدفاع عن عقيدة التوحيد أهم من فقه الحيض والنفاس.. قضية الإلحاد والتشكيك فى الدين مرة أخرى.. نحن منشغلون بالرد على داعش وحكم قتل المرتد وفوائد البنوك بينما يتعرض أساس الاعتقاد لهجمة غير مسبوقة

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 09:00 ص
خالد صلاح يكتب: الدفاع عن عقيدة التوحيد أهم من فقه الحيض والنفاس.. قضية الإلحاد والتشكيك فى الدين مرة أخرى.. نحن منشغلون بالرد على داعش وحكم قتل المرتد وفوائد البنوك بينما يتعرض أساس الاعتقاد لهجمة غير مسبوقة الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكعبة المشرفة
 
أكتب ثانية بدافع من الخوف والفزع، فكلما تابعت ما يدور فى ملف التشكيك فى الإسلام، أدركت أننا نغرق فى معارك فقهية داخلية فارغة وننصرف عن المعركة الأهم، وهى حماية أصل الاعتقاد الذى قد يهدده خطر جامح نتيجة المحتوى المعادى للإسلام الذى يتعرض له أبناؤنا على شبكة الإنترنت. 
 
الشبهات لا تنتهى، والأصول التى تستند إليها هذه الشبهات متعددة، وبعضها يستند إلى مراجع عربية كتبها مؤرخون أو باحثون مسلمون، كان آخرها ما أشرت إليه أمس فى قضية عروبة القدس، وظهور مثقفين يشككون فى عروبة القدس ومكانتها فى الإسلام، ثم ينتقلون من التشكيك فى القدس إلى التشكيك فى واقعتى الإسراء والمعراج، فهناك من ينكر المعراج من الأساس، وهناك من يشكك فى أن واقعة الإسراء قد جرت عند المسجد الأقصى الذى نعرفه الآن فى القدس المحتلة، ويدعى أن المسجد الأقصى كان يقصد به مسجد آخر فى مكان بين مكة المكرمة ومدينة الطائف فى زمن النبوة، والمخيف هنا أن عددا من المؤرخين العرب تعرضوا لهذه الروايات فى مراجع مختلفة، والمخيف أكثر أن عددا من المثقفين العرب صاروا يرددونها الآن على أنها حقائق تاريخية لا تقبل المناقشة. 
 
خذ مثلا الموسوعة التاريخية الكاملة لمؤرخ عراقى الأصل «جواد على»، إذ يتم الاستناد على هذا المرجع فى تقديم روايات تاريخية مغايرة لما انعقد عليه إجماع الأمة فى رحلة الإسراء، ثم يتم الاستناد على هذه الموسوعة أيضا عن عدد «الكعبات» التى انتشرت فى جزيرة العرب قبل الإسلام، وكيف كانت هناك كعبات أشهر من كعبة مكة المكرمة، ومن قصص الكعبات إلى التشكيك فيما إذا كان نبى الله إبراهيم قد بنى الكعبة بنفسه أم لا، ويقدم بعض المراجع قصصا تاريخية وجغرافية ومخطوطات مزعومة تحاول نفى وجود سيدنا إبراهيم، عليه السلام، فى هذه البقعة من الأساس، الأمر الذى يفجر شكوك الشباب حديثى القراءة أصحاب الفضول المعرفى، فى النص القرآنى نفسه، بلا أهلية للفهم أو للتدقيق فيما تردده هذه المراجع. 
 
هذه الكتب التاريخية المكتوبة بأقلام عربية يتم استخدامها فى إنتاج محتوى تليفزيونى يشكك فى أصل بناء الكعبة، وفى عدد الكعبات، وفى حرب أصحاب الفيل، ثم فى الإسراء والمعراج، ثم إلى القدس، ثم إلى أساس الدين نفسه، فإذا كان كل ما يعرفه الشباب منذ ولادتهم يتم هدمه عبر محتوى كثيف على شبكات التواصل أو فى الـ«يوتيوب»، دون رد أو تدقيق تاريخى، فالنتيجة هى كارثة بكل المعانى. 
 
وتنضم إلى موسوعة جواد على كتب أخرى يستند عليها المشككون فى إثارة شبهات للشباب عبر اجتزاء فقرات غير مترابطة من مراجع أخرى وتحويلها إلى إفيهات بالفيديو، مثل كتب خليل عبدالكريم ككتاب «فترة التكوين فى حياة الصادق الأمين»، أو كتاب «النص المؤسس ومجتمعه»، أو «شدو الربابة بأحوال الصحابة»، وكلها كتب ربما كتبت بنوايا حسنة لكنها تقدم مقتطفات تاريخية يمكن اصطيادها لتوسيع دائرة الشك فى البيئة التى انطلقت منها وحدانية الله تعالى، ونشأ فيها الإسلام فى أرض الجزيرة العربية. 
 
لم تعد هذه الكتب بعيدة عن التناول بعد أن تلقفها مجموعة من المثقفين، أو القنوات الموجهة ضد الإسلام فى الخارج، والتى تحولها إلى مادة تليفزيونية بالشرح والتحليل والتعقيب والسخرية، مما يترك كثيرا من الشباب فى دائرة الشك المؤلمة فى الدين والهوية وأساس الاعتقاد. 
 
نحن منشغلون فقط بقضايا فقهية كالرد على داعش، وحكم قتل المرتد، وفوائد البنوك، وقضايا الحيض والنفاس، وحجاب المرأة، ومعركة المنتقبات فى الجامعات، بينما أساس الاعتقاد يتعرض لهجمة غير مسبوقة ممولة بعنف للتشكيك فى الوحدانية، وضرب الهوية الإسلامية، وتحقير المقدسات. 
 
هل هى حروب الجيل الرابع تنقض على الإسلام كدين، والإسلام كهوية؟ 
وهل يجوز أن تكون مجتمعاتنا العلمية منشغلة بما إذا كان التدخين من مبطلات الصوم أم لا، فى حين أن هناك من يزرع فى عقول الشباب أن إبراهيم النبى لم يدخل الجزيرة العربية أصلا، وأن القرامطة هدموا الكعبة وسرقوا الحجر الأسود، فلماذا لم يرسل الله عليهم طيرا أبابيل كما فعل مع أصحاب الفيل، وأن مسرى النبى كان بين مكة والطائف، وأن القدس هى ملك لليهود ولم تكن لها مكانة فى تاريخنا الإسلامى إلا بعد عبد الملك بن مروان؟ 
 
كل هذه الأكاذيب يجدون فى المراجع فقرات مجتزأة لإثباتها، ويتلقف الشباب التائه هذه الأفكار ليكفروا بدينهم وهويتهم، ويسلموا لأعدائنا ما تبقى لنا من قيمة ومن أرض ومن كرامة. 
 
الأمة نائمة بين أحضان الحيض والنفاس، والعقيدة   نفسها فى خضم حرب لا يذود عنها أحد.
 
المسجد النبوى
 
مدينة القدس
 
اليوم السابع
 
 






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل خطاب

عقيدة التوحيد

برافو الاستاذ خالد صلاح من المواضيع المهمة جدا انا طبعا خريج أزهر و فاهم كويس جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

سليم

لماذا لا يكون للأزهر قناة تليفزيونية تبث برامج عصرية لتوعية الشباب الحائر؟

للأسف الشديد الساحة الإعلامية الآن بها قنوات تليفزيونية دينية (غير إسلامية) تبث برامج موجهة ضد الإسلام مستخدمة في ذلك تلك الكتب المشار إليها في هذا المقال... أين دور الأزهر الشريف؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

تنقيه التراث العفن وتجديد الخطاب الديني اولي خطوات معالجه الالحاد ...التراث العفن سبب الالحاد

لا شك ان ثقافه الشباب اليوم تعادل الف ثقافه في زمن غيره...النت والمدارس والجامعات والمسارح والدش و الموبايلات كلها اسباب لتفتيح العقول علي كنوز الثقافه والتقدم والعلم.............ان التراث علي شكله الحالي يسبب الالحاد ويدعوا للكفر اكثر مما يدعوا للاسلام والايمان..........متي يفيق الازهر ويجدد الخطاب الديني؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

مشكلتنا الحقيقية هى ان البعض يعالج التطرف بالعلمانية والالحاد بدلا من العودة لصحيح الاسلام

الاسلام الصحيح رحمة للعالمين وبغير المسلمين مع المسلمين اما المتنطعين يمين حيث التطرف والارهاب وشمال حيث العلمانية والالحاد ومن حسن الخظ ان مجتمعنا بطبيعته متدين وان التطرف والالحاد جاء من خارج مصر  والمسلم في كل ركعة يقول اهدنا الصراط المستقيم بعيدا عن المغضوب عليهم المتشددين واسيادهم الصهاينة او العلمانيين والملحدين في الغرب او الشرق

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام عرفان العبيدي

حياك الله

حضرتك قلت ما اردت ان اقوله لسنوااات حياك الله ووسع بصيرتك استاذ خالد

عدد الردود 0

بواسطة:

hany

سيادتكم تقول

سيادتكم تقول فإذا كان كل ما يعرفه الشباب منذ ولادتهم يتم هدمه ،وهل يقينا ان كل ما يعرفة الشباب منذ ولادتهم صحيح ام ان لهم عقول تبحث وتميز وتختار؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله سعيد

عبدالله سعيد

لا يسعني إلا تحية الأخ خالد صلاح على هذا المقال... فلا يعني التحفظ على بعض مواقفه أن يغبن حقه إن أصاب... فالكل يخطئ ويصيب....تحية مرة أخرى للًصحفي خالد صلاح....العقيدة هى الأساس...نعم... فمن صحت عقيدته دخل الجنة إن شاء الله....

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء

المراجع كلها صحيحة يا استاذ خالد التي زكرتها

لازم الناس تعرف الحقيقة الكعبة حجر وكانت موجودة قبل الإسلام وسيدنا ابراهيم ليي له علاقة بالكعبة نهائي والتاريخ لايكذب حتي المراجع الإسلامية سيبك من العواطف 

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين

كلام طيب

اوافقك تمامًا لكن يا عزيزي لكن هذه الكتب التي أشرت إليها ليست المشكلة فهي لا يطلع عليها إلا القليل من المتخصصين وهؤلاء هم الذين يثيرونها اما أسئلة الحيض والنفاس وما شابهها فهي للأسف أسئلة الجمهور جمهور السائلين فليس لدى الناس الوعي حتى بهذه المسائل البسيطةز اما الطامة الكبرى فهو عدم الرد على من ينشرون الإلحاد والضلال بالحكمة والموعظة الحسنة ويتهم أئمة المساجد بأنهم لا يقومون بدورهم وكيف يقومون بدورهم وهم مكبلون بتعليمات الوزارة التي فرضت عليهم موضوع الخطبة فرضًا وللأسف موضوعات غاية في التفاهة وتدعي الوزارة انها بهذه الخطب تجدد الخطاب الديني.

عدد الردود 0

بواسطة:

اهبلاوى

لماذا لا يصدر الازهر فتوى بان من يقوم بعملية انتحارية فهو كافر ومخلد في النار ؟

لدينا حديث متفق عليه ان المنتحر يخلد في النار ابدا ( مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ) – متفق عليه من حديث أبي هريرة - ، وكذلك حديث ( كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى بَادَرَنِى عَبْدِى بِنَفْسِهِ ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) –  ومع ذلك تجد مشايخ الفتنة والضلال يستندون على فهم خاطئ لحديث انفرد به مسلم وهو حالة خاصة لمهاجر مع رسول الله وبالطبع فان المهاجرين والانصار رضى الله عنهم وادخلهم جناته مع الذين اتبعوهم وحتى في هذا الحديث التى راى فيه اخد الصحابة هذا المهاجر الذى انتحر  في الجنة يربط يده مكان قطع شرايين يده ويقول انها مكان فاسد لايمكن اصلاحه فما راى الازهر فيمن يفجر نفسه ويتحول الى اشلاء اى ان كل جسده اصبح فاسدا والنار اولى به والنصوص واضحة في ان المنتحر مخلد ابدا في النار مع الكفار الفجار !!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة