"الحب بيكسر الحواجز".. بهذه الجملة البسيطة لخص أيمن سلام مؤسس الأكاديمية المصرية للكاراتيه لذوى التحديات الخاصة مسيرة 15 عامًا قضاها بصحبه من اعتبرهم أبنائه وأخوته من ذوى الإعاقة البصرية والحركية والفكرية، حتى صنع منهم أبطالا رياضيين.
سلام بدأ هذا الطريق بالصدفة، حيث كان يعمل مدربًا للكاراتيه لأطفال عاديين، ولكن طلبت منه زميله له تعمل إخصائية اجتماعية بمدرسة التربية الفكرية فى الإسكندرية، أن يقوم بتدريب الأطفال من ذوى التحديات الخاصة على اللياقة البدنية، ولم يتردد سلام لحظة فى التطوع لهذا العمل دون أى مقابل.
وقال سلام لـ"اليوم السابع": "لما دخلت المدرسة الفكرية حبيت الولاد دول شفت استجابة كبيرة جدا"، هم مرهفى الحس جدا قد يحزن أحدهم إذا ضايق أحد زميله.. تعلمت منهم حسن المعاملة ومراعاة شعور الآخرين.. أحببتهم فأحبونى والحب بيكسر كل الحواجز".
وأضاف "تعمل الأكاديمية التى أسسها سلام لتدريب ذوى التحديات الخاصة على لعبة الكاراتية بشكل خيرى، فهى ليست مؤسسة حكومية أو هادفة للربح، ويعمل على مدار سنوات من عمره فى تدريب هؤلاء الأطفال دون مقابل، لكنه يرفض تماما الحديث فى هذا الموضوع"، مؤكدًا أن حبه لهؤلاء الأطفال يجعله يفعل كل ما فى مقدوره لإسعادهم، وهو على يقين تام بأن هؤلاء الأطفال لهم حق كبير على المجتمع.
وتابع : "ولأن هناك أنواع إعاقة مختلفة فيعد التعامل مع ذوى الإعاقة الحركية الأكثر صعوبة، ومع ذلك يقول سلام أن ذوى التحديات الخاصة الحركية يتعلمون حركات تناسب إعاقتهم، ضاربا المثل بالطفل الحاصل على العديد من الميداليات فى الصورة والذى يعانى إعاقة حركية برجليه ويديه، حيث يتعلم تأدية حركات بسيطة جدا بيديه وهو جالس على الكرسى المتحرك، ويمكن لجسده أن يتحرك حركة خفيفة للغاية، ومن خلال التمارين التى يؤديها يمكن أن يحرك يديه بشكل أفضل، وهو ما حسن كثيرًا من حالته النفسية".
وأشار سلام إلى وجود فتاة أخرى تعانى من إعاقة حركية وهى طالبة بكلية الهندسة، ولكن أصابها الشلل وهى كبيرة، وبالتالى فالتعامل معها فى التدريبات أسهل كثيرا، وأوضح أن تدريب ذوى التحديات الخاصة على رياضة الكاراتيه يحسن كثيرا من أدائهم الحركى والنفسى.
ويبدأ تدريب الأطفال ذوى التحديات الخاصة بالأكاديمية من سن 5 سنوات فما فوق، ويتم التعامل مع ذوى التحديات الفكرية والحركية، لتأهيلهم بلعبة الكاراتيه، حيث لم يكن هناك بطولات للكاراتيه لفئة ذوى التحديات الخاصة من البداية، ولكن مع بداية استجابتهم فى التدريبات تم تنظيم بطولة ودية فى الإسكندرية، وتطور الأمر لتنظيم بطولات جمهورية رسمية، حيث يعمل حاليًا على تجهيز مجموعة من هؤلاء الأبطال لتمثيل مصر فى بطولة العالم المقبلة.
وبسبب حبه وتعلقه بهؤلاء الأطفال رفض سلام عروض للعمل فى الكثير من الشركات والنوادى، حتى يظل بجانبهم، قائلا: "الأطفال دى ليها حق كبير علينا والمجتمع لازم يقدرهم لأن الإعاقة الحقيقة فى عقولنا وليس أجسادهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة