فايزة ربيع تكتب: مِنْ أَوْل السَطْر"!

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 02:00 م
فايزة ربيع تكتب: مِنْ أَوْل السَطْر"! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليأس!!

هل هو شعور مرتبط بالنهايات فقط؟ 

أم ربما هو "بداية جديدة" تولد من رحم النهاية لطريق مظلم ظنناه فى بادئ الأمر ممهداً للسعادة الأبدية، وظَللنا نبحث عن تلك السعادة المفقودة  فى ذاك الطريق المسدود، متناسين أننا فقدناها مِن قبل فى نفس هذا الطريق!،

تلك هى الدوامة الواهمة التى لابد لها من وقفة.. فليس من عزة النفس أن نتمادى فى إقناع "أنفسنا" فى كل مرة بأننا لم نضل الطريق بَعْد!، محاولةً منا أن نخضعها فنجعل منها نفساً مهيأة لأن تتقبل دائماً ما لا يجب لها أن تتقبله!،

ولكن لحظة..مالنا ألا نتقبل الهزيمة حينما تحل علينا ؟! فهى حتماً ستحل علينا ما بين الحين والآخر، فالدنيا جميعها دار اختبار ، ونحن كبشر طبيعى أن نحسن مرة أو نسىء مرة فى الاختيار ، وحينها لا مفر من أن نقف أمام أخطائنا ، ولنتعايش مع "لحظة اليأس" تلك كما يجب أن تكون، ومن الخطأ الهروب منها حتى ولو امتلأت بالأحزان والآلام والخسائر فارين منها كما ينصحنا البعض، فهناك بعض الأوقات والمواقف التى لا تستقيم فيها أنفسنا سوى بعقابها ولو بقليلاً من الوقفات كلما أخطأت وتسببت فى تلك الخسائر بأن نحزن ونبكى ونعتزل ممن حولنا ونأخذ وقتاً كافياً حتى نتفكر جيداً فى النجاة من الوقوع فى تلك الأخطاء وعدم تكرارها مرةً أخرى، فإن كان ليس عيباً أن نُخطأ، فقمة الخطأ هى أن لا نتعلم من أخطائنا !، فـ"كُلُّ بَنِى آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".. ولذلك فَتلك اللحظة من اليأس والإحباط من أنفسنا ومن كل ممن حوّلنا لم تأتِ عبثاً! ولكنها كالطارق الذى يحمل فى طياته رسالة هامساً لنا فيها بالدرس المستفاد بعد كل تجربة حياتية بائسة••

 طارحاً سؤاله: أَمَا قد أن الأوان لأن تغلق أبواب كلّ تلك الطرق الوهمية، مُوصداً بأقفالها وملقياً بمفاتيحها من وراء ظَهْرُك ؟!

ليحين الوقت: لتغيير وِجهة " القلب وقِبلته " من كل التعلقات الزائفة ، والوعود الواهمة التى طال انتظار تحقيقها فى البحث عن سعادة فانية!، وتوجيه قبلة ذاك القلب المخذول لقبلة الحق وصانع السعادة الحقيقية؛ خالق الأرض والسموات؟! فذلك هو الميزان الذى تستطيع أن تكيل به سعادتك واختياراتك فى كل حين، وذلك لأن كل ما هو داخل إطار طاعة الرحمن فهو غاية الوصول للحق والسعادة فى الدنيا والآخرة.. أعتقد أننا يجب أن نَكُف على أن يركن كلٌ مِنا سعادته على باب أحدهم!، فهناك سبع سموات تتسع لنا ولأمنياتنا، سعادتنا حقاً فى يد الله وحده.. فلا تسمح لاختيار خطأ يُفسدها، أو لصديق ينزعها، ولا لحبيب يمزقها، ولا قريب يتحكم بك، فأنت لم تخلق لأجلهم!

ولكن بطبيعة الحال وطبيعة الحياة أننا لن ننجو من ذلك التخبط على الإطلاق! طالما مازِلنا فى الدنيا! ولكن علينا فى كل مرة أن نُقوم أنفسنا لتستقيم من جديد، فلابد من عودة دائما كلما أصابنا ذلك الضياع، ومضينا خلف ذاك السراب والذى يَعقبه ذلك اليأس! ولكن العودة ليست دائماً للوراء! إنها عودة للحق والصواب.. فالبدايات الصائبة دائماً؛ فى العودة إليه سبحانه، والإمتثال لِما شرع به لنهتدى إلى صراطه المستقيم، ذاك طريق الحق والفضيلة وهو ذاته أقصر الطرق المؤدية لحياة من فرط سكينتها تجعلنا نلتمس جنة الدنيا والتى هى فى الأصل سبيلاً لجنة الآخرة.. لذاعائدون، والله يحب العائدين.

 لحظة اليأس: ليست النهاية!، ولكن يمكننا أن نضع نقطة عند نهاية السطر فى الصفحة التى أردنا إغلاقها فقط!، ولنبدأ من جديد ومن أول السطر•• نحن نولد فى هذه اللحظة؛ فالنتعلم كيف نعيشها••

نقطة•• "ومن أول السطر".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة