خالد أبوبكر يكتب من الرياض : السعودية الجديدة.. تحول سريع وإرادة سياسية قوية خلفها رضاء شعبى.. طاقة إيجابية فى الشارع السعودى.. والأجيال الجديدة تكتب تاريخا جديدا للمملكة

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 04:00 م
خالد أبوبكر يكتب من الرياض : السعودية الجديدة.. تحول سريع وإرادة سياسية قوية خلفها رضاء شعبى.. طاقة إيجابية فى الشارع السعودى.. والأجيال الجديدة تكتب تاريخا جديدا للمملكة المحامى الدولى خالد أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأمانه تقتضى منى أن أقول إننى عندما توجهت إلى الرياض كنت مشتاقا لمعرفة رأى الشارع السعودى فى التطورات التى حدثت فى بلاده فى السنة الأخيرة، وعاهدت نفسى أن أنقلها للقارئ كما هى، وأتحمل كل النتائج فى نقلها حتى وإن كان كتابتها صعبة، والحقيقة أن هذه النتائج جاءت بالنسبة لى مفاجأة، فالشعب السعودى الآن وبكل موضوعية يعيش أياما تاريخية، وحاولت بقدر الإمكان استطلاع رأى الكثيرين، إلا أن ما لفت نظرى وبقوة هى الطاقة الإيجابية الكبيرة التى لمستها فى الشارع السعودى سواء لدى المواطن العادى أو الطبقة المثقفة.
 
 
لمن لا يعرف المملكة العربية السعودية بها 32 مليون شخص، منهم ما يزيد على العشرين مليون سعودى، والغالبية منهم شباب، لكن مواليد الثمانينيات فى السعودية أين تعلموا؟ وما شكل مدارسهم وجامعاتهم؟ وكم عدد من ابتعث منهم إلى الخارج؟ 
 
إن هذا الجيل نشأ فى ظروف جيدة للغاية، وكثير منهم تعلموا فى إنجلترا وأمريكا وفرنسا، وهناك حداثة غير عادية فى عقول وأفكار كل هؤلاء الذين هم الآن يتقلدون المناصب فى كل القطاعات الحكومية السعودية، لكن اليوم مع هذه التركيبة المجتمعية أصبح من الصعب أن تكون المملكة فى معزل ثقافى عن العالم، فجاءت إرادة سياسية جديدة وقوية ولديها رؤية فى تغيير الشكل والأفكار القديمة التى لم تعد صالحة للتواكب، لا مع الجيل الجديد ولا مع التطور العالمى، وذلك كله دون إخلال بالطابع السعودى الأصيل.
 
وتشعر منذ اللحظات الأولى لوصولك الرياض أن هناك رضاء كبيرا عما يحدث الآن وسرعة التغيير وجديته أحيانا تذهل البعض.
 
وحسنا فعلت المملكة أنها بدأت بالثقافة، فهم يريدون انفتاحا حقيقيا على المجتمعات المتقدمة، كما أنهم واجهوا أنفسهم بقوة ببعض الأفكار التى كان المجتمع يتبناها لوقت طويل ويخشى من مناقشتها، بل كان مجرد الاقتراب من تغيير هذه الأفكار يواجهه بشدة وترهيب كبير من بعض الأشخاص فى المجتمع السعودى، وبدأت المرأة السعودية فى الحصول على جزء من حقوقها، وأيضا تم الاعتراف بأهمية النشاط الفنى السينمائى والغنائى إلى أن جاءت إرادة سياسية حقيقية تؤمن بالتغيير، وتملك من القوة كى تجعله واقعا على الأرض.
 
إن المعطيات الحالية واستمرارها بنفس القوة كفيلة أن تخلق للسعودية دورا تنافسيا فى الفعاليات الثقافية، فهناك تحضيرات لأعمال ثقافية وفعاليات يتم التخطيط لها بعلم وإمكانيات وستثبت المملكة للعالم قدرتها على هذا التحول دون أن يخل ذلك بعاداتها وتقاليدها.
 
وماذا عن الشأن السياسى؟ 
الأغلبية العظمى هنا ترى أن ما تم اتخاذه من قرارات جاء فى صالح المواطن السعودى، بل إنك عندما تدخل فى التفاصيل تعلم أن كثيرا من الإجراءات التى تم اتخاذها كانت ضرورية وعادلة، كذلك أصبحت حرب اليمن بكل صعوبتها تحديا جديدا للشعب السعودى الذى يخوض هذه الحرب، معتمدا على أبنائه وعلى جيشه، وباتت مشاهد الشهداء من الجيش السعودى نارا فى قلوب باقى زملائهم الممتلئة بالرغبة فى الانتصار.
 
لكن يبدو أن بعض الدول الإقليمية المجاورة للمملكة تحاول من وقت إلى آخر إثارة المشاكل مثل قطر وإيران، فتخيلوا أن يأتى الزمن الذى يهاجم فيه الإعلام القطرى السعودية وحكامها!! كان هذا أبعد من الخيال فى الخليج.
 
أما إيران فهى تجاهر بالعداء للمملكة ليل نهار، بل إن هناك حربا سعودية إيرانية على أرض اليمن، وحرب تكسير عظام على أرض لبنان، ولا أعتقد أن التهديدات الإيرانية للمملكة تمثل أى قيمة، فالجميع يعرف المكانة الإسلامية والعربية والإقليمية لبلد الحرمين الشريفين. 
 
 
وعلى الجانب الاقتصادى مازالت المملكة واحدا من أكبر موردى النفط فى العالم، وما زالت أرامكو السعودية هى الشركة الأكبر التى ينتظر الجميع طرح بعض أسهمها، وقد غازل ترامب السعودية على حسابه فى تويتر طالبا طرح أسهمها فى البورصة الأمريكية، مما يعكس أهميتها، كذلك جاءت السعودية فى مرتبة متقدمة فى مجال الصناعات الغذائية وأصبحت تصدر لأوروبا وأمريكا منتجات غذائية صناعة سعودية. 
 
والكل هنا يتحدث عن المملكة ورؤيتها لـ2030 وهو كيف يدرس الجميع حال المملكة فى هذا التوقيت وكيفية العمل للوصول إلى نتائج معينة.
 
وباختصار ونقلا عن بلومبرج فإن رؤية 2030 التى استقبلها المجتمع السعودى منذ عامين بكثير من التفاؤل الحذر تسعى إلى تطوير القطاعات غير النفطية، والاعتماد على خطط التنمية المستدامة وإعادة هيكلة وخصخصة العديد من القطاعات والشركات الوطنية، بهدف توفير مبلغ 30 مليار دولار بعد 3 أعوام من الآن، إلى جانب رفع الإيرادات غير النفطية إلى 100 مليار دولار، واستثمار 50% من ممتلكات صندوق الاستثمارات العامة فى استثمارات خارجية بحلول عام 2020، لمضاعفة الناتج المحلى الإجمالى بزيادة قدرها نحو 800 مليار دولار.
 
وعلى الجانب الرياضى تحتفل المملكة بفريقها الوطنى لكرة القدم، الأخضر الذى صعد إلى كأس العالم فى روسيا وكرة القدم تحتل مكانة كبيرة من الأهمية فى الشارع السعودى، وهناك قيادة جديدة فى المجال الرياضى ورؤية أيضا كلها حماس، وأعتقد أنه سيكون لها دور فى الوطن العربى ودوليا أيضا.
 
 
إن استقرار المملكة هو جزء أساسى من استقرار الأمة العربية والمنطقة، وبالطبع أنا لم أكتف بمجرد لقاءات عابرة كى أكوِّن قناعاتى، بل بالعكس فى جلسات خاصة أعطيت لأصحابها مساحة كبيرة من الاطمئنان كى يتحدثوا لم يتغير الأمر، لدرجة أن أحد زصدقائى قال لى: «لو تم استفتاء عن مدى رضاء السعوديين عما يحدث فى بلادهم فإن النسبة ستزيد على 80٪».
 
وأنا هنا كنت أسأل الطبقة المثقفة التى تعلم ماذا تقول، لكننى أدعو إخواننا السعوديين إلى شرح ما يدور فى مجتمعاتهم للعالم كله، وأن تنقل الكاميرات ما شاهدته فى الشارع السعودى من رضاء، فبعد الصور وردود الأفعال كانت تنقل على عكس الواقع.
 
فى النهاية.. أختتم زيارتى للرياض وفى قلبى أمنيات لهذا البلد، ودعوات بنجاحه فى تخطى هذه المرحلة الدقيقة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة