اعتاد البعض من محترفى النصب والسرقة أن يبتكروا أساليب جديدة ليسرقوا ضحاياهم دون أن يتعرضوا لمقولة "أمسك حرامى " فحتى عتاة الإجرام يخشون تلك العبارة التى تثير حماس الناس وتدفعهم للاتحاد والتضامن للإمساك بمن يسعى لسرقتهم بطرق ووسائل مختلفة . هذا ما اعتاد عليه الناس والفوه وعرفته المجتمعات والثقافات العربية .
فما بال من يسعون لسرقة الناس عبر أدوات إعلامية وامام اعين البشر وبمباركة من الجهات المسئولة التى تمنح تصاريح البث لكل من يدفع دون أن تكون هناك اى قيود او شروط تضمن ملائمة المحتوى الاعلامى للاعتبارات الاجتماعية والقيم الانسانية حتى اصبح التصريح بمثابة موافقة ضمنية للنصب والسرقة دون أن يتعرضوا للمقولة الشائعة" أُمسك حرامى "وان كان النصب ظاهرا فى كل المحتوى البرامجى الذى يسعى لابتزاز الناس عبر ترغيبهم فى الحصول على ربح جوائز وهمية .
والمثير فى الامر أن تلك القنوات لا تقدم محتوى برامجى سوى برامج المسابقات التى تقدمها فتيات تسعين لابتزاز الآخرين بكل السبل فالهدف هو الحصول على المال دون الالتفات لمشروعية الوسيلة . وإذا كانت وظيفة الإعلام هى التثقيف والترفيه فأى وظيفة وأى رسالة تقدمها هذه القنوات التى لا يصح تسميتها الا بدكاكين النصب فى الاعلام المرئى .
انها محاولات نصب مكشوفة من خلال طرح أسئلة تافهة بإمكان الصغار وعوام الناس الإجابة عليها من الوهلة الأولى بينما تتوالى الاجوبة الخاطئة من داخل الاستوديو فى محاولة لترغيب الآخرين للاتصال لاستنزاف مقدراتهم المالية فى الاتصالات التى تصب فى صالح اصحاب تلك القنوات فيما تخصصت قنوات اخرى فى المتاجرة بامانى المرضى عبر الترويج لمنتجات دوائية خارجة عن سيطرة ورقابة الجهات الصحية المعنية واُخرى تخصصت فى بيع الوهم عبر اللعب على أوتار السحر والدجل والشعوذة والمنشطات الجنسية التى تعيد الفحولة والخصوبة للناس فى كل الإعمار ومهما كان لديهم من الأمراض المزمنة .
حين نكون امام هذه الممارسات الموثقة بالصوت والصورة يجب أن تعلو الأصوات مرددة" أمسك حرامى "أُمسك من يخدع الناس ويتاجر بأحلامهم وأمانيهم"أمسك حرامى "يستغل حاجة فتيات صغار للعمل والشهرة ليجعل منهم واجهة لاجتذاب الاتصالات . "أُمسك حرامى "يقدم اجوبة خاطئة من داخل الاستوديو لذات الغرض متجاوزا كل الاعتبارات الخلقية والقيم الانسانية "أمسك حرامى "يشوه صورة الوطن ويسيىء لمنظومة الثقافة والاعلام .
"أمسك حرامى" يشجع غيره على ذات الممارسات وبذات الوسائل مع المبالغة فى أساليب التقديم المصحوبة بإيحاءات وإغراءات تستقطب الصغار والبسطاء أمسك من لا يتحرى الحلال والحرام فى ربحه ويختزل الثقافة فى وشم او اكسسوار مفقود فى احدى الصورتين على الشاشه أمسك من يسال الناس عن عاصمة وطنهم فى استهانة بثقافتهم أمسك من يفتح الباب امام مزيد من التردى المهنى والاساءة لمنظومة إعلامية يفترض أن تكون صاحبة السبق والريادة فى المنطقة .
ولكن على من يقع عبء الامساك ؟انها مسئولية مشتركة بين المجتمع والهيئة الوطنية للاعلام فالمشاهد معنى بمقاطعة تلك القنوات التى عادة ما يراها عن طريق الصدفة وينساق خلفها الطامعين فىً ربح سريع فيقع فريسة للنصب والاحتيال اما الهيىئة الوطنية للاعلام التى يناط بها تهذيب الرسالة الاعلامية فعليها أن تتخذ من الإجراءات والقرارات ما يكفل تنقية الرسالة الاعلامية من كل هذه القنوات مهما كانت العوائد الربحية من خلفها يجب مسائلة اصحاب التراخيص وإدانتهم بتهم النصب والاحتيال وإفساد الذوق العام .
سن مواثيق ملزمة للعمل بمجال الاعلام المرئى اصبح ضرورة انية تقتضيها الممارسات غير المسئولة التى اصبحت ظاهرة فى الاعلام المرئى الذى يلعب دورا هاما فى وعى الشعوب وتًوجيه قناعات المشاهدين حول الأحداث والقضايا السائدة، الموازنة بين المسئولية وحرية الراى والتعبير يحب أن تكون حاضرة فى تلك المواثيق التى يحب أن تكون احد اهم شروط الموافقة على منح تصاريح البث من الجهات المسئولة مع ضرورة وجود إليه رقابية تضمن الالتزام بالمواثيق والقوانين المنظمة وهنا يمكننا أن نشعر اننا قد أمسكنا بالحرامى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة