"نادين" تفقد بصرها عقب ولادتها بسبب إهمال طبيب الحضانة بالدقهلية

الأحد، 17 ديسمبر 2017 08:07 م
 "نادين" تفقد بصرها عقب ولادتها بسبب إهمال طبيب الحضانة بالدقهلية الطفلة نادين مصابة بالعمى
الدقهلية ـ محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الـ 4 سنوات الأولى من الزواج، مرت طويلة ثقيلة، فبعد أن استقرا فى منزل جمع بينهما، بدأ الحلم يكبر فى أن يرزقا بطفل،  ليقررا بيع كل ما يتملكانه لإجراء عملية حقن مجهرى، حتى ينجبا، فإذا بالقدر يرسل السعادة فى خبر نجاح الحقن، لكن تلك السعادة كانت محملة بشقاء، لم يكن يتوقعه صلاح هلال، هو وزوجته.

الحلم كان قد قرب وأوشك على التحقيق، ورزقا بطفلتين توأم توفيت الأولى، وبقيت الثانية داخل حضانات بمستشفى دماص المركزي، بميت غمر، بمحافظة الدقهلية،  لأكثر من  66 يوما، كان الزوجان يذهبان ويروحان إلى الحضانة، فكل حياتهما داخل صندوق زجاجى، موصل بخراطيم، يحلمان بموعد خروجها، ولهوهما معا، إلا أن الرياح أتت فى هذه المرة أيضا بما لا تشتهى السفن.

 تفاجئ الزوجان، بعد مرور 66 يوما من مكوث ابنتهما "نادين" بالحضانة، بإصابة الرضيعة بالعمى، وذلك لإنه كان من المفترض طبيا أن يتم فحص قاع العين، كل 44 يوما، إلا أن ذلك لم يحدث، وفقدت الطفلة ناظريها، فى مشهد أثقل قلب الوالدين بالآلام.

يقول "صلاح هلال"، 27سنة، ابن قرية كوم النوم التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، :"كان أملى فى الحياة، مثلى مثل أى زوج،  فى أن أرزق  بطفل يملا على الدنيا، ويضيف بهجة لمنزلى الذى لم يعرف البهجة طول شهور مضت، كنا نحلم فيها بأن نرزق بأولاد، وحلمي اتبدد، ولم يعد بإمكاني أن أحققه من جديد.

ويضيف  صلاح هلال إنه تزوج ببداية عام 2013 من فتاة مشهود لها بالصلاح من  بنات  قريته، ومرت السنوات الأولى للزواج، بدون حمل، حتى أصبح حلم يراودهما، لكي يتحقق بالإنجاب الأمر الذى استدعاه للذهاب الى أحد الاطباء ليؤكد له صعوبة الإنجاب لوجود مشكلات لدى الأم تستلزم إجراء عمية حقن مجهرى، وتلاشت هموم عدم الإنجاب لما أخبرهما الطبيب، أن الحل موجود فى الحقن المجهرى، والذى لم يتردد فى عمله".

 وتابع صلاح، :"مرت الشهور، وذهبنا لأكثر من طبيب حتى نتأكد من العرض الطبى، والحل لأن الحلم كان كبير، وما نقبل عليه نعلم تمام أه ليس أمرا سهلا على الإطلاق، مهما كانت تكلفته، والتى اضطررنا معها إلى أن نقوم ببيع كل مانملكه، من أجل أن نتمم الحمل، وينعم الله علينا بالإنجاب، وذهبنا للطبيب لإجراء عملية الحقن المجهري والذى أكد نجاحها، وبالفعل مرت الشهور بعد التلقيح المجهرى وأخبرنى الطبيب أن زوجتى ستنجب طفلين توأم، والفرح أصبح فرحين، حيث لم أكن أتوقع ذلك".

 وقال الوالد المكلوم: "لم تمر سوى 7 أشهر حتى شعرت زوجتى بآلام الحمل وذهبنا مسرعين إلى المستشفى للإنجاب ولكن كانت إرادة الله فوق كل شئ، توفيت الرضيعة الأولى فور ولادتها وبقيت طفلتى الثانية والتى قررت إطلاق اسم "نادين" عليها، ولكن كانت تعانى من نقص بالوزن وعدم اكتمال مما استدعى دخولها حضانة مستشفى دماص المركزي، بتاريخ 17 من مايو الماضي ليمر أكثر من 66 يوما داخل الحضانة دون أن يقوم الطبيب" محمد.ح..ر"، رئيس قسم الحضانات، باستخراجها كل أسبوعين، وفحص قاع العين، كما هو متبع فى تلك الحالات لأفاجأ بإصابتها بالعمي بعد 7 أشهر من ولادتها.

وأوضح والد الطفلة:"إهمال الطبيب حرمنى من الحلم، الذي كنت أتمناه فى حياتى، وللأسف لم يعد يصلح إجراء حقن مجهري مرة أخرى فالعملية الأولى أنفقت عليها كل ما أملك والآن كل ما أتمناه أن تتماثل نجلتى للشفاء، وأن تجرى لها جراحات عاجلة من أجل إنقاذ بصرها، وترد الحياة لقلبى وقلب والدتها من جديد".

 فيما أكد هانى عبادة، محام والد الطفلة، أن رئيس قسم الحضانات بمستشفي دماص، أخطأ وأهمل الحالة خاصة أنه يعلم أن الأكسجين بالحضانة يمكن أن يؤثر على الطفلة ومع ذلك تركها دون عمل الإجراء الطبى اللازم، كما أخفى حالة الطفلة على الأب والأم رغم أنه كان يمكن تدارك الحالة وسيم عرضها على الطب الشرعى لعمل تقريره".

وأضاف "عبادة" في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، :"قمنا بعمل محضر، وقدمنا ما يثبت طبيا أمام النيابة العامة، أن الطبيب أخطأ، وأهمل الحالة، حيث لم يفحص قاع العين مطلقا، وأهمل متابعة الطفلة، حتى فقدت نظرها".

 من جانبه قال الدكتور سعد مكي، وكيل وزار الصحة بالدقهلية، إن الطفلة دخلت حضانة مستشفى دماص المركزي بتاريخ 18 مايو الماضى، وكانت تعانى من نقص فى الوزن حيث بلغ وزنها فى ذلك الوقت 700جرام، فى حين أن الطفل الطبيعى يولد بوزن 3500 جرام مما يدل على وجود نقص بوزنها يبلغ أكثر من 2800جرام، وأن فور وصول الرضيعة، تم وضعها على جهاز التنفس الصناعى، وتغذيتها بواسطة انبوب كى يكتمل وزنها وتم اتباع كافة الأجراءات الطبية مع الحالة.

 

الطفلة نادين مصابة بالعمى
الطفلة نادين مصابة بالعمى

 

حزن والد الطفلة
حزن والد الطفلة

 

الطفلة مع والدها
الطفلة مع والدها

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة