حنان عمار تكتب: شجرة العمر

الأحد، 17 ديسمبر 2017 12:00 م
حنان عمار تكتب: شجرة العمر صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سرعان ما تمضى الأيام لنجد أنفسنا مودعين عام 2017، مرحبين مبتسمين للعام  الجديد القادم عبر نافذة الغد؛ تمضى بنا الأيام والشهور والأعوام دون أن نشعر أنها تسرق أعمارنا إلى الأجل المجهول العنوان والمكان بغير توقف أو انتظار،  فالإنسان كالشجرة تسقط أوراقها واحدة تلو الأخرى ، حتى تصبح عارية تماماً من جميع أوراقها.

 نأتى إلى هذه الدنيا وجميع حواسنا تعمل، إلا العقل والإدراك  يتكونان تدريجيا مع مرور الأيام والسنين، فنأخذ مّن حولنا عاداتهم وتقاليدهم ومبادئهم وثقافاتهم ؛ فلا يستطيع المرء وقتئذ الأختيار بالرفض أو القبول ، قد نسعد  بهذا المخزون المتراكم ، أو نحيا به حياة الأشقياء ، ويظل الإنسان طوال رحلة  العمر مع كل عامٌ جديد يُضيف ويمحو من الآمال والأمانى والخطط الحياتية ، وأناس تبقى وأناس ترحل ، منهم يؤلمنا فراقهم لعطائهم ولحبهم لنا ، وآخرين كان لفراقهم عنا الأثر الإيجابى.

 

فكثير ما ترغمنا الحياة تحمل حماقات أشخاص وضعهم القدر فى طريقنا ، فليس كل البشر أزهاراً يملأ شذا عبيرها حياتنا، فما أكثر الزهور التى لم نجد لها عطرا ؛ والعمر طويل بحسن التدبير ، قصير بالتبذير ، فمن الممكن أن يملك الإنسان الدنيا بحذافيرها ، ومن غير الممكن أن يملك ساعة مضت من عمره ليردها إليه ، أعمارنا أشبه بقطعة الصابون تذوب وتتلاشى رويدا رويدا مع تقلبها بين الكفين ، هكذا أعمارنا تذوب وتتلاش مع تقلب الأعوام دون أن نشعر ،  فأرفع لنفسك ذكرها .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة