أكرم القصاص - علا الشافعي

يحيى فؤاد الشلقانى يكتب : موعد مع الرحيل "2"

السبت، 16 ديسمبر 2017 02:00 م
يحيى فؤاد الشلقانى يكتب : موعد مع الرحيل "2" صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حسناً .. وصلت الآن إلى محطة الحافلات المتجهة إلى مدينة سفاجا.. صعدت الحافلة و أجلس بجوار الشباك بالصف الأيمن .. الكرسى رقم 35 تحديداً .. يجلس جوارى شخص لا أعرفه بعد.. بجوار السائق جهاز فيديو فيتا ماكس أسفل جهاز تليفزيون 14 بوصة جولد ستار .. ما زلنا فى إنتظار قيام الحافلة فى ميعادها .. فجأة صعد اثنان من الركاب رجل وامرأة ليس بمصريين ..ربما أتعرف عليهم لاحقاً فى طريق الرحلة .. ما زال الركاب يتوافدون ..و أنا أهيم فيكى بينما أتحسس تلك السلسلة الفضية و المصحف الشريف ..و أتذكر لقاؤنا الأخير حينما كنتى كعادتك فى قمة أناقتك البسيطة ..بدأ نور الصباح رويداً رويدا ..فأما الشخص المجاور لى فيبدو فى الثلاثينات قمحى اللون له شنب و عيون جذابة .. الحقيقة مهندم جداً و معه حقيبة ديبلوماسية قام بإخراج جريدة منها و بدأ يقرأ و هو يدخن سجائر سوبر .. و رغم إنى كنت أتضايق من الدخان لكن حاولت تجاهله .. أما الثنائى الأجنبى فأنا أعتقد أنهم ألمان بناء على خبرتى فى التعامل مع الأجانب ..قاربت الساعة من السابعة صباح يوم 1/9/1991 موعد إنطلاق الحافلة .. و بالفعل بدأ تحرك الحافلة إلى سفاجا و المستقبل المجهول .. حقيقة كنت أتمنى أن تكونى بجوارى فى هذه اللحظات لنرى العالم كله سوياً لكن الحلو ميكملش و تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن..بدأنا نخرج من نطاق القاهرة و لاح فى الأفق الطريق الصحراوى المؤدى إلى مدينة السويس أولاً .. و كنت قد مررت بنفس هذا الطريق أكثر من مرة قبل ذلك إحداها إلى مدينة السويس مع صديق كنا نبحث عن عمل و سافرنا بطريقة الأتوستوب بدءا بركوب سيارة تويوتا نصف نقل من الملك الصالح حتى رابعة العدوية فى مدينة نصر ثم مع سيارة فيات 128 بصحبة شاب من مصر الجديدة ثم أخيراً من الكيلو 4 طريق السويس فى مقطورة بترول إلى أول مدينة السويس ثم دخلنا المدينة بصحبة سيارة دايهاتسو نصف نقل أما الرحلة الأخرى إلى الغردقة فكنت وحيداً و ذهبت يومها إلى السويس أولاً مع ضيف هولاندى كان فى طريقه إلى سيناء كنت قد تعرفت عليه فى القطار المتجه للسويس نزل هو فى فندق أما أنا فقد نمت فى بيت الشباب بالسويس قبل أن أحجز فى الأتوبيس المتجه للغردقة باكر و كان هدف الرحلة وقتها البحث عن عمل أيضاً ولكن كانت ظروف حرب الخليج شهر أغسطس عام 1990 و كانت السياحة فى هذا الوقت مضروبة فى مصر وعدت للقاهرة أجر أذيال الهزيمة .. و ها أنا أذهب مرة أخرى إلى البحر الأحمر ..هل ترى بأنه سيكتب لى أن أعمل هناك هذه المرة أم ستكون مثل المحاولة القديمة...دعينا نتأمل الأحداث يا سيدتى .

وصلنا مدينة السويس فى حوالى التاسعة من صباح 1/9 و كانت إستراحة للحافلة و نزلت أنا و سند ... و سند هذا هو جارى فى المقعد و هذا إسمه فقد تعرفت عليه أثناء الطريق و هو الذى بدأت التعارف و كانت الصدفة فى أنه ذاهب إلى نفس القرية التى سأعمل بها أن شاء الله .. سيعمل هناك شيف حلوانى و قد صدمت لأنى توقعته رجل أعمال و لكن فعلاً المظاهر خادعة .. المهم شربنا الشاى سوياً ثم عدنا بعد ذلك للحافلة و تناولنا الأحاديث و النكات و الضحكات .. الحقيقة كانت معرفته خير فقد قام بتهوين الرحلة علينا فهو مرح جداً و دمه خفيف و لم أشعر معه بمتاعب الرحلة . بالنسبة للأجانب فى كلة محاولة للتعرف عليهم تفشل فيبدوا أنهم لا يتحدثون الإنجليزية و قد تأكدت أنهم ألمان فهؤلاء القوم يعتزون بلغتهم جداً .. و هكذا عادت الحافلة للتحرك مجدداً نحو البحر الأحمر من جديد و دخلنا الطريق الرائع حيث يفصله عن اليمين جبال عتاقة الشامخة و من اليسار البحر الأحمر بزرقته الصافية .. و هكذا مضى الأتوبيس فى التقدم حتى وصل مدينة رأس غارب و هى أول إستراحة بعد مدينة السويس ..أخذنا مشروب بارد مع بعض السندويتشات أنا و سند التى صنعتها لى أمى العزيزة قبل رحيلى و بعد ربع ساعة تحركت الحافة مجددا حتى وصلنا إلى مدينة الغردقة لتكون الإستراحة التالية ونزل ركاب و صعد أخرون وجلسنا على قهوة جوار المحطة بعد أن دخلنا مسجد لصلاة الظهر حيث لم نجد مياه للوضوء فعرض سند تأجيل الصلاة لحين الوصول لسفاجا و بعدها قمنا بتناول الطعام و مشروب بارد مرة أخرى ثم عدنا لتتحرك الحافلة من جديد فى تمام الساعة الثالثة نحو مدينة سفاجا حوالى 60 كيلو من مدينة الغردقة .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة