بقدم واحدة تمكن من القفز فوق الألم والإعاقة، التى أصابته دون سابق إنذار، وكادت تدمر حياته إن لم يقف أمامها بكل قوة، ويحولها إلى نقطة أمل ونجاح وطاقة من الحب والحياة ربما لا يتمتع بها الأصحاء.
كيلانى يشارك فى إحدى الماراثونات
حينما تشاهد محمد الكيلانى وهو فى سباق للدراجات أو حتى فى مارثون للعدو، لن تتوقع أن هذا الشاب الذى ينافس الجميع بوجه مبتسم ويتنقل بينهم بكل سهولة وقوة يعيش بقدم واحدة، وأن تلك القدم الأخرى المختفية أسفل الملابس وتنافس باقى الشباب مجرد قدم صناعية ملحقة بما تبقى له من قدم.
كيلانى يركب الدراجة
رحلة الشاب ذو الـ25 عاما مع تحدى الإعاقة بدأت قبل 6 سنوات، فى الصباح الباكر أتجه كعادته إلى الجامعة، اقترب من قضبان القطار مثلما يفعل كل يوم، ولكن فى لحظة انزلقت قدمه ليتغير كل شيء، بتر كامل للساق كاد يحول حياة الشاب إلى مأساة كاملة.
كيلانى يشارك فى ماثورن للجرى
وأضاف الحاصل على بكالوريوس نظم معلومات: "تحولت حياتى رأسا على عقب فى ذلك اليوم، اتذكر يوم الحادث كأنه اليوم، ونصيحة والدى لى بلاش تروح النهاردة وأنت بتسافر طوال الأسبوع وأرتاح، حيث كان آخر يوم فى الأسبوع، ولكنى صممت ونزلت".
رحلة على البحر
يستعيد "كيلانى" ذكرياته فى المستشفى ويتابع: "جاءت لى أسرتى ووالدى إلى المستشفى وبكت عائلتى بكاء شديدا على ما حدث لقدمى"، ويقول كيلانى :"قلت لأبى بلاش تزعل، حتى سمعت الدكتور بيقول بتر عندها انطلقت الصيحات من الجميع وأصبت بالإغماء".
ويقول كيلانى: "6 سنوات قضيتها وتغلبت خلالها على الإعاقة وتعاملت معها بإصرار وعزيمة وتحدى" ويتابع "ركبت طرف صناعى بعد الحادث بستة شهور، وشاركت فى مارثون حتى مسافة 7 كم، وكنت أول مصرى يجرى بطرف صناعى، وبركب عجل بمفردى، وبفضل الله تخطيت كل شىء".
وعن الصعوبات التى اجتازها يقول:" الدافع اللى خلانى أعمل كده، دخول والدى فى حالة نفسية سيئة، لدرجة كان يرفض الطعام، ولا يريد أن يرى أحدا، وكان لديه فكرة إنى هفضل على كرسى متحرك، ولم يكن لديه فكرة أنه يمكن تركيب طرف صناعى، مما جعلنى أحاول جاهداً على التدريب عليه، وأحاول الوصول إلى أفضل نتيجة، وبدأت بعدها الذهاب إلى الكلية وذهبت مع زملائى لأثبت لوالدى عكس ما يدور فى عقله".
وعن أصعب الأوقات التى مر بها، قال كيلانى:"كان قبل الجرى بيومين أو ثلاثة شعرت بتعب فى قدمى، كنت أشعر بكهرباء مكان البتر، ذهبت لأكشف بمفردى، وكان من المفترض فتح البتر مرة أخرى وإجراء عملية فى الأعصاب، وقررت يوم كنت موجودا فى القاهرة أنزل الصبح بدرى وأمارس الجرى، لما نزلت بدأ الوجع يخف، وبدأت أمشى خطوة بخطوة، حتى شعرت أننى أعرف أجرى، وتوقف الوجع بعد ذلك نهائيا من تلقاء نفسه".
وعن أوقات اليأس التى شعر بها "كيلانى" قال:"منذ ثلاثة شهور وكنت أجلس فى البيت وقدمت فى شركات كثيرة وكنت أترفض بسبب الإعاقة وشعرت باليأس جدا، ولكنى الحمد الله تغلبت على ذلك وعملت بإحدى الشركات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة