قرأت لك.. القدس المدينة والتهويد.. تعرف على طرق إسرائيل لضياع فلسطين

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017 07:00 ص
قرأت لك.. القدس المدينة والتهويد.. تعرف على طرق إسرائيل لضياع فلسطين غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى كتاب "القدس المدينة والتهويد" للدكتور خالد عزب والذى يستعد لصدور طبعته الثانية عن دار هلا للنشر الكتاب، نتعرف على الطرق المختلفة التى يتبعها الصهاينة للقضاء على عروبة وإسلامية فلسطين.

 

ويرى المؤلف أن التهويد هو عملية نزع الطابع الإسلامى والمسيحى عن القدس وفرض الطابع الذى يسمى "يهوديا" عليها، وتهويد القدس جزء من عملية تهويد فلسطين ككل، ابتداء من تغيير اسمها إلى (إرتس يسرائيل)، مرورا بتزييف تاريخها، وإنتهاء بهدم القرى العربية وإقامة المستوطنات ودعوة اليهود للاستيطان فى فلسطين.

 

ويذكر خالد عزب أن إسرائيل بدأت عملية التهويد منذ عام 1948 م، وزادت حدتها واتسع نطاقها منذ يونيو 1967 م، وقد ارتكزت السياسة الإسرائيلية على محاولة تغيير طابع المدينة السكانى والمعمارى بشكل بنيوى فاستولت السلطات الإسرائيلية على معظم الأبنية الكبيرة فى المدينة واتبعت أسلوب نسف المنشآت وإزالتها لتحل محلها أخرى يهودية، كما قامت بالاستيلاء على الأراضى التى يمتلكها عرب وطردهم وتوطين صهاينة بدلا منهم.

 

ويقول الكتاب: "يعد التهويد الثقافى والإعلامى أحد المحاور المهمة فى مخططات تهويد القدس، ويمس هذا التهويد ثراث المدينة بدرجة كبيرة، ذلك لأنه التعبير الحى عن هويتها، لذا بات التراث هاجسا يمس بصورة يومية المقولات اليهودية الدارجة حول المدينة، بل تحول مؤخرا إلى قلق دائم لدى اليهود، وهم يحاولون من آن لآخر الإجابة عن التساؤلات المطروحة أمامهم حول تاريخ القدس وتراثها ومدى يهوديتها، وللتهويد الثقافى والإعلامى صور شتى، منها التربوى، ومنها ما يمس مفاهيم ماهية القدس وحدودها، ومنها ما يتعلق بتزييف الحقائق التاريخية حول مدى قدسية القدس لدى اليهود ومنها ما يمس حقيقة الهيكل وهل له مكان ثابت مقدس يجب أن يبنى فيه .

 

وتعتبر التربية عاملا حيويا فى بث الأفكار والمعتقدات لدى الشعوب، لذا كان اليهود حريصين على بث ما يؤيد ادعاءاتهم فى القدس وفلسطين من خلال المناهج الدراسية وقصص الأطفال ومن ذلك ما يروى فى قصة (ديفيد الصغير) بصورة تغرس أصالة الوجود اليهودى، حيث تروى القصة ما يلى (فى ذلك العام، فى أورشليم، القدس، كان ديفيد صغيرا جدا، عندما هدم الرومان وأحرقوا هيكل سليمان الرائع، بناء على أوامر الإمبراطور تيتوس، قام الرومان بالقتل والنهب، وقطع جنودهم بسيوفهم القوية رؤوس الأطفال الصغار، ولم يتركوا إلا بعض الحجارة المنضدة والتى نسميها حائط المبكى)، و(بما أن ديفيد الصغير يركض سريعا، وهو كذلك يتمتع بالدهاء، فقد أفلت من الجلادين الرومان. ابتدأ اليهود الذين خرجوا أحياء بالانتشار فى العالم، وهذا الهرب فى كل يسمى الدياسبورا). (ها هم اليهود دون وطن، لكن ديفيد الصغير يقول العام القادم فى أورشليم). (وبعد الرومان جاء الغزاة البيزنطيون، ثم الفرس، ثم الصليبيون الذين هم فرنسيون وإنجليز وألمان، وقالوا بأنهم هنا لتخليص قبر المسيح، كانوا يحملون صلبانا على صدورهم وعلى سيوفهم، كانوا رهيبين، فقتلوا كثيرا من اليهود. وليبرروا عملهم احتجوا بأنهم لم يميزوا بينهم وبين العرب، ولمدة طويلة جدا كان الاحتلال التركى، وترك الباشاوات اليهود يقبلون حائط المبكى، كما بنوا سورا جميلا حول أورشاليم، وما زال ديفيد الصغير دون وطن، لكنه يقول العام القادم فى أورشاليم).

 

وهناك بعد آخر وهو إكساب الرؤية اليهودية لمدينة القدس طابعا علميا، وهذا يبدو من خلال نشاط الجامعات والمؤسسات الإسرائيلية، فبالرغم من تسليم الأثريين اليهود بفشلهم فى العثور على حجر واحد من أية بناية تنسبها التوراة إلى النبى سليمان على الرغم من مرور عشرات السنوات من التنقبيات الأثرية الإسرائيلية المكثفة فى العديد من المواقع بالقدس، إلا أنه لم يعثر على شىء ذا بال يؤكد يهودية المدينة، وينسب اليهود حجر عثر عليه بالقدس  نقشت عليه أسماء الشهور بالحروف العبرية القديمة المشتقة من الأبجدية الفينيقية إلى عصر النبى سليمان وحجر آخر تدل نقوشه على نسبته للنبى حزقيا فى قناة مياه خارج القدس. وقد أدت نتائج الحفائر إلى جوار الحرم القدسى عن الكشف عن ثلاثة قصور أموية كانت مخصصة لإقامة الأمراء الأمويين الذين حكموا المدينة وهو مامثل خيبة أمل كبيرة لدائرة الآثار الإسرائيلية التى تخضع لها المنطقة حاليا فضلا عن خيبة الجامعة العبرية وجمعية كشف إسرائيل التى قامت بالحفائر، وكانت الجمعية السابق ذكرها دعمت برنامج بنيامين مازار الاستاذ فى الجامعة العبرية، والذى وضع مشروعا للكشف عن الطبقات الدنيا من الهيكل فى موضع الحرم القدسى الشريف وبالقرب منه، وهو ما أدى إلى هدم العديد من الآثار الإسلامية فى مناطق الحفر، ولم يعثر اليهود على أى أثر يعتد به يعود إلى عصر الهيكل المزعوم .

 

هكذا أتيحت لليهود وللباحثين عن الآثار وفقا لما جاء فى التوراة فرصة ذهبية للبحث عن مملكة إسرائيل فى القدس من خلال التنقيبات الأثرية، ولكن نتائج حفائرهم لم تؤد إلى شىء ذا بال، بالرغم من هذا فهم يعطون مشروع إعادة بناء الهيكل اليهودى بعدا علميا، فقد أصدرت الجمعية الجغرافية الإسرائيلية عددا خاصا من مجلتها العلمية سنة 1996 عن إعادة بناء الهيكل تضمن مقابلة مع مهندس يهودى حول عمارة الهيكل، وأبحاث عن الهيكل الأول والهيكل الثانى، وكذلك النماذج المعاصرة التى وضعت لبناء الهيكل فى موضع قبة الصخرة، ودراسة أثرية مقارنة بين تصور هيكل هيرود وماهو موجود اليوم فى الحرم القدسى وينسبه اليهود إلى عمارة هيكل هيرود مثل الأقصى القديم وهو سلسلة من عقود تمثل قبوا أسفل المسجد الأقصى فضلا عن حائط البراق[4]. وصدور هذا العدد من مجلة علمية معترف بها فى الغرب يوحى بجدية وأصالة الإدعاءات الإسرائيلية، بل ويستخدم هذا العدد كمرجع للمقالات الصحفية والبرامج التليفزيونية .

 

بل امتد الأمر إلى إقامة معارض أثرية تضمنت بعض مانتج عن حفريات القدس ونسب إلى اليهود بطريق لى ذراع النتائج العلمية، وتسويق هذه المعارض سياحيا يصاحبها أدلة بلغات عديدة ، وهو نوع من الدعاية الإعلامية التى تأخذ صبغة علمية.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة