قرأت لك: "ليه تسى فى أحضان الريح".. هكذا يدبر الله العالم من وجهة نظر الصين

الأحد، 10 ديسمبر 2017 07:00 ص
قرأت لك: "ليه تسى فى أحضان الريح".. هكذا يدبر  الله العالم من وجهة نظر الصين غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتبر كثيرون أنّ كتاب "ليه تسى" ملحمة عظيمة فى تاريخ الصين القديمة، ورائعة من الروائع النثريّة، حيث تناول مؤلّفه نشأة العالم التى لخّصها بنظريّة الطاويّة، وتعنى طريق الحياة أو نهر الحياة الذى يجرى فينا وفى الكون ليزيدنا معرفةً وحكمة، إذ كلّما نتأمّل أكثر نحصل على قدرٍ أكبر منها، ونقترب أكثر من السعادة الحقيقية والكمال الحقيقى.

والكتاب صدر حديثًا مؤسّسة الفكر العربى مترجمًا عن الصينية مباشرة تحت عنوان "ليه تسى فى أحضان الريح" للفيلسوف والأديب الصينى ليه يويكو (المعروف باسم ليه تسى)، وذلك فى إطار سلسلة "حضارة واحدة" التى تُصدرها المؤسّسة، وتُعنى بترجمة أمّهات الكتب من الحضارات والثقافات الأخرى، وخصوصًا الآسيويّة منها.

ويتألف الكِتاب من ثمانية فصول، تتضمّن المنثورات الفكريّة والقصص التاريخيّة والحكايات والأساطير، التى تتعمّق فى أفكار هوانج دى ولاو تسى، وتعكس ما شهده عصر المَمالِك الصينية المُتحارِبة من فلسفات وأساطير وألوان موسيقيّة وفنون عسكريّة، ويتناول فيه مؤلّفه جوانب عدّة من الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة فى ذلك العصر، مستعرضاً تطوّر الفلسفة الصينية، فضلاً عن صور حضارات وثقافات وعادات وتقاليد، يتجسّد فيها ما كانت المدرسة الطاويّة تصبو إليه من حريّة رِحابٍ روحانيّة.

تولّى ترجمة الكِتاب البروفسور وانج يويونج (فيصل)، أستاذ اللّغة العربيّة وآدابها فى جامعة شانغهاى للدراسات الدولية فى الصين، وقام بمراجعته الدكتور بلال عبد الهادى، ويُعدّ الكِتاب الذى يُطلق عليه أيضًا اسم "الهدوء والسكون"، أحد أهمّ المؤلّفات الكلاسيكية فى تاريخ الفكر الصينى، ومؤلّفه هو فيلسوف شهير فى عصر المَمالِك الصينيّة المُتحارِبة، وأوّل مفكّر يدعو إلى نظريّة المراحل الأربع لنشأة الكَون، وأوّل أديب يجمع بين الأسطورة والحِكمة.

 ورأى أنّ العالم الواقعى يحكمه جوهر موحّد، يتمثّل فى الطاويّة، التى لا شكل لها ولا صورة، لكنها تؤلّف أصل التغيّرات والتحوّلات للكائنات كلّها فى العالم، وقد ورث ليه تسى ما كان شائعاً عند الفلاسفة الذين سبقوه من الأفكار الجدليّة، فاعتقد أن كلّ الكائنات فى العالم تتحرّك وتتغيّر بلا انقطاع وبلا بداية ونهاية، وبينها ما هو فائض وما هو خاسر، وبينها تناقضات وتحوّلات أيضًا، وما هو حى وما هو ميّت. فكلّ مادّة وحركة فى العالم قابلةٌ فى رأيه لتحويلها من هيئةٍ إلى أخرى.

وتطرّق ليه تسى إلى العلاقة بين تهذيب النفس وتطبيق الطاويّة، التى كان ينتهجها المفكّرون من المدرسة نفسها فى عصر ما قبل أسرة تشين الملكيّة، وأكّد أنّ الطاويّة لا يمكنها أن تُدْرَك بالعواطف العاديّة، إذ لا بدّ للإنسان أن يعتمد أكثر على تفكيره العقلانى لمعرفة الأشياء الخارجيّة، وأن يخضع لقوانين الطبيعة مثل المياه الجارية، ويتمثّل بالعالم الواقعى تمثّلاً صادقاً مثل المرآة الصافية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة