محيى الدين جاويش يكتب : الموت إدماناً .. والدراما تروج !

الإثنين، 11 ديسمبر 2017 08:00 ص
محيى الدين جاويش يكتب : الموت إدماناً .. والدراما تروج ! مخدرات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يعد خافيا على أحد أن نسبة إدمان وتعاطى المواد المخدرة آخذة فى الارتفاع بشكل خطير لاسيما عقب ظهور الترامادول الذى أصبح متداولا بشكل كبير بين كل الفئات العمرية والاجتماعية نظرا لرخص سعره وسهولة الحصول عليه.

 

ينتشر الإدمان فى مصر فى المرحلة العمرية ما بين 15 إلى 60 سنة ويزيد بين فئة السائقين 24% والحرفيين بنسبة 19% ويبلغ حجم تجارة المخدرات الـ400 مليار جنيه فى العام وتتصدر محافظة القاهرة قوائم المحافظات فى عدد المدمنين بنسبة 33% تليها محافظات الصعيد.

 

الغريب والخطيبر حقاً هو إقبال نسبة "لا يستهان بها" من الأطفال على تعاطى المخدرات فسن التعاطى فى السابق كان يبدأ من عمر المراهقة بينما فى الوقت الحالى أصبح الأطفال يتعاطون المخدرات من سن التسع سنوات وربما أقل من ذلك.

 

نسبة الإدمان فى مصر تفوق نسبة المعدلات العالمية بالضعف وفقاً لدراسات صندوق مكافحة التعاطى وعلاج اﻹدمان وهو ما يدق نواقيس خطر عديدة لأن انتشار الادمان بهذا الشكل يعنى تعرض المجتمع المصرى إلى مخاطر كبرى وقل ما شئت عن تلك المخاطر فعلى الصعيد الأمنى فإن نحو 80% من الجرائم غير المبررة تقع تحت تأثير تعاطى المخدرات مثل جرائم الاغتصاب ومحاولة الأبناء التعدى على آبائهم.

 

دراسات كثيرة اثبتت أن مشاهد التدخين بالسينما والدراما تزيد من معدلات الإدمان بين الشباب وأنها مسؤول عن أكثر من 50% من معدلات البدء فى التدخين وقال المرصد الإعلامى لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى التابع لوزيرة التضامن الاجتماعى إنه رصد خلال شهر رمضان فقط 1384 مشهد تدخين وتعاطى فى الأعمال الدرامية التى يتم عرضها خلال شهر رمضان بإجمالى 30 ساعة و51 دقيقة.

 

المضحك المبكى أن مشكلة الإدمان ليست فقط فى التعاطى بل أصبحت فى العلاج كذلك فعلى الرغم من أن قانون الصحة النفسية 71 لعام 2009 ينص على إلزام المستشفيات ومراكز علاج الإدمان بوضع آليات متسقة وتنظيمية للعمل تخضع للإشراف الكامل من وزارة الصحة والمجلس القومى للصحة النفسية وأن يعمل فيها أطباء وممرضون وفريق علاجى كامل ومتخصص إلا أن التعذيب والاستغلال والموت هى إحدى النتائج الحتمية التى يصل إليها طالبو العلاج من الإدمان بعد أن يقعوا ضحايا مراكز علاجية غير مرخصة والتى تعتبر الملجأ الوحيد لهم بعد رفض المستشفيات الحكومية استقبالهم لقلة عدد الأسرة أو بعد اللجوء لأحد المستشفيات والمراكز المتخصصة التى لا يستطيع المدمن تحمل تكاليفها المادية فتصبح مراكز بير السلم هى الباب الوحيد أمام طالبى العلاج فى مصر.

 

العلاج الفعال للادمان يقوم على دراسة حالة المدمِن ومعالجَة الأسباب التى جعلته يلجأ للإدمان مع تقديم الدعم النفسى من العائلة والأقارِب والأصدِقاء وكذلك تقديم الوَعظ والإرشاد الدينى للمُدمِن لتقوية الوازِع الدينى لديه ليردعه عن تناول المخدرات وغرس الثقة فى نفس المدمن وتحفيزه للتفكيرِ بطريقة إيحابية وتعريفه بإيجابيات التخلص من المخدرات وإلى جانب كل ذلك يجب أن تتضافر كل الجهات الرسمية فى هدف قومى يسعى إلى القضاء على الإدمان نهائيا وتوجيه رسالة إعلامية جادة ومكثفة بهذا الشأن ومنع أى مشاهد تدخين أو ادمان فى الأعمال الدرامية كلياً.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة