محمود حمدون يكتب: شخص عادى

الأحد، 10 ديسمبر 2017 12:00 م
محمود حمدون يكتب: شخص عادى ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وصف نفسه بأنه رجلا عاديا بسيطا، الحقيقة لم يتجاوز فى وصفه فنحن بدورنا لم نره غير ذلك، كان عاديا فى كل شىء، ملبسه، مظهره حتى طريقه مشيته فى الشوارع والطرقات.

تجلّت بساطته فى حديثه إلينا والناس، رأفته بالحيوانات ورعايته للنبات بأزقة وحوارى الحى.

سما ببساطته حتى أصبح رقيقا نرى من خلال جسده النحيل الأشجار، أعمدة الإنارة، والدرّاجات القديمة التى تتقصع فى سيرها بين حفر ومطبات تملأ الطرقات.

من غريب أن حياته على طولها وعرضها سارت معه فى بساطته ثم امتدت لوفاته ذات يوم عادى كبقيّة أيام العام، فلم نلحظ غيابه كما لم نسمع برحيله إلاّ بعد مُضى أيام عديدة، وقيل أن جنازته كانت عادية جدا فلم يمشى وراءه سوى بضعة نفر من غرباء تردّدوا على الحى صدفة

 وعقب دفنه أقام أحدهم ولا ندرى من، سرادقا عاديا بأحد أطراف الحى النائية!. ظل فارغا من روّاده إلاّ من قطيع من قطط سوداء حامت حوله وريح شديدة ظلت تضرب جنباته طول الليل .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة