اعذرينى، فلم اعد ذلك الفتى الذى عاهدتيه أن يلقى النكات ويأتى مرحا كل صباح، ولم اعد المراهق الذى تمنى أن تدق الثانية عشرة وهو على شاطئ ليحتفل بعامه العشرين ويودع فترة من حياته، ولا اظن انى الشاب الذى ظل يتسكع بين طرقات الارض لا يحمل سوى حقيبة تضم بعضا من مقتناياته التى جمعها على مر سنين من بلاد شتى، احدثك اليوم من بلادٍ بعيدة عن الديار بأميال، احدثك ونحن على مشارف الثانية عشر بعد منتصف الليل واعلم جيدا انك تنتظرى مرور اخر دقائق اليوم لتهنئينى بعامى الثلاثين كما فعلت لعقد من الزمان مضى منذ معرفتى بكِ، انك اكثر الناس ادراكا كم اكره اعياد الميلاد وخاصةً عيدى، فما زلت انظر إلى السنين وهى تلتهم من عمرى ايام ومهما حققت من احلام فلا مجال امامى أن اعود ولو يوم واحدا إلى الوراء، رغبت أن اكتب اليكِ هذا العام واخبركِ بالكثير عنى، فخمس اعوام كفيلة أن تغير الكثير، فلم تتغير ملامحى فقط ولكن اصبحت شخصا آخر ولم يتبق منى سوى ما اخبرتك به من قبل، هل تذكرين " ما زلتِ المكان الذى كلما غادرت اعلم انه سيظل موجودا حين عودتى"، اعلم انك تذكرين ذلك فلم تنسى شيئا اخبرتك اياه قط هكذا عاهدتكِ، صحيح فقدت شعرى، اعلم انك تحبينه ولكن يجب على السنين أن تأخذ شيئا فى طريقها ولكن تمسكت بلحيتى وتزيَنت ببعض الشعيرات البيضاء ،لا تخافى لم يمسسنى الشيب ولكن مسّنى النُضج، اأخبرتُكِ انى اقلعت عن التدخين، لم تكن من الاشياء التى تفضلينها اعلم ذلك، كم اتمنى أن اراكِ من جديد، أن اتحدث اليك بالساعات دون أن يمسِّك الضجر، أن احول بعينى عندما اكذب وتعيدنى عينيكى لقول الحقيقة لم اكن جيدا فى الكذب على اية حال كما لم اكن جيدا فى كثيرٍ من الاشياء، فقط اكتب اليك لتعذرينى على عدم وجودى، أنانى كعادتى، اتحدث عن حالى دائما وانسى أن أسألك عن ما بكِ فلتعذرينى على هذا ايضا، روما جميلة ولكنها ليست كجمال شارع المعز او الاسكندرية تعلمين كم احبهم، نعم هى آخر محطاتى قبل العودة، اتمنى أن تكونِ اول ما تقع عينى عليه وقت أن تطأ قدمى ارض الديار، القاهرة الثانى من ايلول السابعة مساءً، انتظرينى كما فعلتِ دائماً وسآتى كما افعل دائماً
حب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة