حمدى شعبان يكتب: عندما ينقلب السحر على الساحر

الخميس، 09 نوفمبر 2017 12:00 م
حمدى شعبان يكتب: عندما ينقلب السحر على الساحر تنظيم داعش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن حديث وزير الدولة البريطانى للتنمية الدولية روى ستيوارت والذى قال فيه أن "الطريقة الوحيدة" للتعامل مع البريطانيين، الذين انضموا للقتال فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا، "فى كل الحالات تقريبا"هى قتلهم"، هذا الحديث فى هذا الوقت تحديداً ليس مستغرباً، فاليوم كلّ المؤشرات تؤكد وخصوصاً الواردة من واشنطن، أن ربيع «2018» سيكون الموعد المحدّد لانتهاء المعركة الحاسمة ضدّ تنظيم «داعش» فى العراق وسوريا، واليوم بدأت تطرح فى المرحلة الحالية الكثير من الأحاديث عن مستقبل هذا التنظيم عسكرياً ووجودياً، وخصوصاً بعد الـحديث عن قرب انهيار البنية التنظيمية للتنظيم الإرهابي.

ففى الوقت الذى تواصل فيه مجموعة قوى زحفها تجاه مناطق تواجد التنظيم فى سوريا والعراق لاستعادتها من تنظيم داعش، وتواصل قوى عديدة فى ليبيا محاربة هذا التنظيم والسيطرة على أغلب مناطق تواجده، بدأت الخشية من تدفق عناصر من التنظيم إلى بلدان أخرى، وخصوصاً إلى أوروبا.

فمن الواضح اليوم أن الغرب، وخاصة القارة الأوروبية العجوز، أصبح يغرق بين مطرقة الإرهاب العائد اليه وسندان المهجرين من الشرق إلى الغرب، وهذا ما ظهر جلياً من خلال حديث المسؤوليين الأوروبيين الذين يتحدّثون اليوم ويرفعون أصواتهم خشية مرحلة ما بعد دحر داعش من العراق وسوريا وليبيا، فاليوم يعتقد معظم المسؤولين الأوروبيين أن دحر داعش من هذه المناطق ستكون نتائجه وأحداثه وتداعياته كارثية مستقبلاً على القارة العجوز، لأنّ المؤكد أن التنظيم حينها سينطلق نحو العمل «السري» وسيبدأ بتنفيذ عمليات انتقامية سترتدّ آجلاً أم عاجلاً على أوروبا، ومن هنا يبدو واضحاً أن نظرة المسؤولين الأوروبيين بدأت تشهد تغيّراً ملحوظاً اتجاه هذا الملف بالتحديد.

 

وبالعودة إلى قراءة أعمق لمجمل التغيّرات الأوروبية، فمن الواضح أن حديث الأوروبيين الاخير وتعبيرهم عن خشيتهم من ارتداد آثار الإرهاب عليهم، يؤكد أن ما يجرى فى سوريا والعراق ميدانياً اليوم بدأ يفرض نفسه وبقوة على ملف الإرهاب، واليوم هناك تقارير دولية عدة أكدت أن هناك وفوداً استخباراتية عسكرية أوروبية تنسق مع دمشق تحديداً لمنع عودة المئات من المقاتلين الأوروبيين الفارّين من زحمة المعارك بالشمال والشرق السورى إلى بلدانهم الأوروبية، هؤلاء المقاتلون الفارين من معارك الشمال السورى والعراقى أكدت التقارير الدولية أنهم فور وصولهم لبلدانهم سيبدأون التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية بالدول التى عادوا إليها أو استقروا بها، وهذا بدوره سيزيد بشكل واضح من تعقيد ملف محاربة الإرهاب بالقارة العجوز، رغم حجم التدقيق الأمنى الكبير على اللاجئين القادمين للقارة العجوز.

عودة بعض هؤلاء الإرهابيين إلى دولهم وتنفيذ عمليات إرهابية كالتى حصلت فى برلين وبروكسل وباريس وبأساليب مبتكرة، شكلت حالة صدمة كبرى عند الدول الأوروبية الشريكة فى الحرب على سوريا، فإرهابهم الذى دعموه لإسقاط سوريا والعراق وليبيا يرتدّ عليهم اليوم، ولذلك هم اليوم فى صراع مع الوقت لإيجاد حلّ ما يضمن القضاء على افراد هذه المجاميع الإرهابية فى سوريا والعراق وليبيا وعدم السماح بعودتهم إلى بلدانهم وداعميهم .

ختاماً، أن معظم التطورات الخاصة بملف الإرهاب ومرحلة ما بعد داعش بالعراق وسوريا وليبيا، الذى بات فعلياً يهدّد المنظومة الأوروبية، يؤكد أن الغرب بدأ يستشعر خطورة عودة هذا الإرهاب إلى أراضيه، والمرحلة المقبلة ستشهد بشكل مؤكد تطورات مهمة ودراماتيكية فى ملف مرحلة ما بعد داعش، والنتائج الناجمة عن هذه المرحلة .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة