محاولات مستمرة لمهربى الآثار، لتهريب تاريخ مصر وكنوزها للخارج، بحثاً عن المال، وذلك من خلال التنقيب عن الآثار ومحاولة تمريرها للخارج بعيداً عن أعين رجال الأمن، التى تقف لهم بالمرصاد.
الفشل كان مصير معظم المحاولات الأخيرة لتهريب تاريخ مصر خارج البلاد، وضبط مخطوطات نادرة تحكى تاريخ مصر القديم بأيدى لصوص الآثار قبل خروجها خارج حدود البلاد، ووقوعها فى أيدى أعداء الوطن خاصة إسرائيل، وذلك بعد ضبط عصابة مؤخراً بحوزتها مخطوطات أثرية نادرة كانت تعتزم تهريبها للخارج، وتبين من فحص جهاز كمبيوتر كان بحوزة أحد أفراد العصابة وجود محادثات على"الشات" بالإنترنت بينه وشخص يتحدث العبرية داخل منزله فى منطقة بولاق الدكرور بالجيزة.
جانب من المخطوطات
وتحفظت أجهزة الأمن على 9 أشخاص بحوزتهم مخطوطات تاريخية، وتبين أن "سلامة س.س" 58 سنة مقيم شمال سيناء، و8 آخرين بحوزتهم مخطوطات تاريخية عبارة 7 لفائف من جلد الرق مكتوبة بالخط المُربع داخل منزل أحدهم ببولاق الدكرور فى الجيزة.
كتابات نادرة
ولم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها، فأحبطت أجهزة الأمن عملية تهريب كمية من الكتب والوثائق الأثرية خارج البلاد، والتى يعود تاريخها إلى العصور القبطية والعثمانية، وذلك بعدما وردت معلومات لأجهزة الأمن مفادها قيام إحدى شركات الاستيراد والتصدير وتوزيع الكتب الإعداد لتهريب كمية من الكتب والمخطوطات الأثرية بإخفائها ضمن مشمول رسالة "كتب متنوعة ووسائل علمية" مصدرة إلى إحدى الدول العربية عبر ميناء بدر البرى، ثم ميناء دمياط البحرى.
وعقب تقنين الإجراءات، وبالتنسيق مع الأجهزة المعنية، تم تشكيل لجنة أمنية جمركية لفحص مشمول الرسالة فى حضور لجنة من وزارة الآثار والثقافة، أسفرت أعمالها عن ضبط كمية من الكتب والمخطوطات الأثرية عبارة عن "82 كتابا، 40 كتاب مخطوط باليد، أعداد مختلفة من الأوراق والمخطوطات والوثائق والألبومات المختلفة"، أفادت اللجنة بأنها ترجع إلى العصور القبطية والعثمانية، وتخضع لقانون حماية الآثار.
مخطوطات أثرية
وتصدت أجهزة الأمن لخروج كميات ضخمة من المخطوطات النادرة عبر أحد المطارات، حيث كشف جهاز كشف الحقائب بفحص حقائق أحد الركاب يحمل جنسية إحدى الدول العربية، أثناء إنهائه إجراءات سفره إلى خارج البلاد، حيث عثر بحقائبه على 10 شهادات دراسية للتعليم الإعدادى والثانوى لعام 1910، وسند بنكى بقيمة واحد جنيه، وترجع كلها لأسرة محمد على.
مخطوطات نادرة
وتم ضبط دفتر أحدهما للزواج والآخر للطلاق من محكمة مصر الابتدائية الشرعية (مأذونية بولاق) يرجع لعام 1883، وبعرض المضبوطات على لجنة من مركز الوحدات الأثرية بالميناء، أفادت بأن المضبوطات تحمل صفة المخطوطات الأثرية، وتم مصادرتها لصالح وزارة الآثار طبقاً للقرار الجمهورى رقم 114 لسنة 1973.
وبدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمنى، إن يقظة رجال الأمن "العيون الساهرة"، ساهم بشكل كبير فى التصدى لتهريب تاريخ مصر خارج البلاد، سواء عن طريق المنافذ الشرعية أو غير الشرعية.
اللواء علاء عبد المجيد الخبير الأمني
وأضاف الخبير الأمني، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الضربات الأمنية لمافيا الآثار لا تتوقف أبداً، وتعتمد أجهزة الأمن على معلومات دقيقة عن خطوط سير المهربين، وترصدهم، وتضبطهم متلبسين قبل تهريبهم هذه الكنوز ذات القيمة التاريخية.
ولفت الخبير الأمنى، إلى أن يد الأمن تطول جميع من يحاول العبث بتاريخ مصر، وتحمى مخطوطاتها النادرة التى تحكى تاريخها العظيم، لافتاً إلى أن الأجهزة الحديثة والمتطورة التى دعمت بها وزارة الداخلية المطارات والمنافذ ساهمت بشكل كبير فى إحباط كافة محاولات التهريب، فضلاً عن وجود قاعدة بيانات للأجهزة الأمن عن الأشخاص الذين يحاولون الاتجار فى الآثار، واعتماد الأمن على خطط حديثة ومبتكرة، للإيقاع بالتجار وحماية ثروة مصر التاريخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة