حب الوطن فطرة سوية خُلقنا بها، حتى أننا نرى الطيور المهاجرة تَحن إلى موطنها الأصلى وتعود إليه .
الوطن هو تلك القطعة من الأرض التى ولدنا عليها وتربينا فيها تلك الشاهد على أفراحنا وأطراحنا، يتعلق بها القلب دون بقاع الأرض فى الدنيا بوسعها، مهما تجولنا ومُلئت العيون انبهارا بغيرها نظل متعلقين بها ونَحن إليها، ونتمنى عندما يحين الأجل أن يحتوينا ثراها فى مثوانا الأخير.
حب الوطن يحمل الإحساس بالمسؤولية تجاه هذا الوطن والحنين إليه، لقد ولدنا على ارضه واكلنا من خيراته، الوفاء له واجب والإنتماء فريضة .
ولنا فى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام اسوة حسنة فى الوفاء والإنتماء للوطن ،عندما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ومن أسلموا معه بالهجرة من مكة إلى المدينة، توجه إلى المدينة وهو يقول "والله إنك لأحب البلاد إلى الله تعالى وأحب البلاد إلى نفسي، ولولا أن قومك أخرجونى منك ما خرجت أبدا".
هذا هو حال رسول الله عليه الصلاة والسلام الذى بعث للبشرية كافة يُعلمنا معنى الوفاء للوطن ،
الإنتماء للوطن تعلمناه من أبائنا بالوراثة، رأينا عائلتنا تحب موطنها، وتموت عشقا لمصريتها، وتنفعل مع أحداثها، كان حبهم دون أى أطماع فى الحصول على مميزات ليست من حقهم، الأغلب منهم لم ينتموا لأى أحزاب سياسية لم نرى منهم من يهين بلده او حتى يستهزء بها من باب السخريه لأى سبب، رأيناهم معتزون بمصريتهم وببساطتهم، مستعدون لتقديم التضحيات من أجل وطنهم دون مُغالاة أو تشنج
أما وطنية اليوم نجدها عند البعض مرهونه بشروط إلا من رحم ربى ،نجدهم يُروجون للوطنية فى إتجاه مصالحهم وليس مصلحة الوطن، لم تعد الوطنية على فطرتها النقيه، بل تلوثت هذه الفطرة بالأطماع وأصبحت مقترنه بالمصالح والأشخاص،
نجدهم يتحدثوا عن الوطنية وأفعالهم أبعد ماتكون عنها، يتلونون بلون أطماعهم، يتحدثون عن العدل ولكن يحكمهم عدل مصالحهم، يتحدثون عن القانون وهم اول من يخترق القانون، فاسدون ولكنهم يلبسون ثوب المصلحين .
أتعجب من فاسد يأخذ حق غيره بالوسطى والمحسوبية ثم نراه يردد شعارات رنانة يقال عنه وطنى، أو موظف لا يؤدى عمله بأمانه ولا إخلاص ويتسبب فى ضياع وقت الناس وحقوقهم ثم يتشدق عن الوطنية ويدعيها، الوطنية ليست جمل نتشدق بها ولا أشخاص نهتف من اجلهم .
لا تحدثنى عن حب الوطن وانت ترتشى، او تستخدم نفوذك من اجل أن يحصل أبنائك على ما ليس من حقهم، أو أن تأخذ ما ليس من حقك، كم نرى فسده أصبحوا يتصدرون المشهد تحت ستار إدعاء الوطنية، تجد موظف يرتشى مليون جنية ويضيع على الدولة مليار، ثم نجده يهتف تحيا مصر فى الندوات والزيارات، مصر لن تحيا إلا بالإخلاص ونظافة اليد والنفس، القضاء على المحسوبية والوسطى والرشوة، هو السبيل من أجل أن تحيا مصر عزيزة مكرمة هى وأهلها .
الوطن يحتاج لنوايا خالصة وأرواح صادقة تبنيه وتعمره، أثق أن وطنى سوف يلفظ أصحاب النفوس والذمم الخَربة، عما قريب .
لقد تم اختصار الوطنية فى هتاف او بوست سباب لمن يعارضنا الرأى ،او بوست تأيد للحكومة، او أغنية وطنية تدغدغ مشاعرنا وتتحدث عن واقع إفتراضى يتم تزييفه .
وزيادة فى الاستهتار أدخل البعض الجيش كجزء من لعبة السياسة الحقيرة، على الرغم أن الجميع يعلم الصديق قبل العدو أن الجنود والضباط هم وقود المعركة فى حالة ما يتم إعتداء على الوطن، وهم يدافعون عن الجميع دون إستثناء او شرط، فلا داعى للمزايدة عليهم او إستغلالهم لأنهم اكبر من كل صراعات الأفراد لأنهم وقت الجد يدفعون ارواحهم ثمن، الأشخاص إلى زوال اما الوطن باق .
الوطنية بكل بساطة وبدون أى كلمات براقة او شعارات خارقة، نراها فى وجوه كثيرة، الحرص على نظافة المكان وطنية، أداء الموظف عمله بأمانه وطنية، أن يقوم المعلم بدوره داخل المدرسة والفصل والمساهمة فى تربية جيل محترم وطنية، اداء الطبيب لعمله داخل مستشفيات تخدم المحتاجين وطنية، احترام النظام والقانون وطنية، دعم المجتهدين ومساندتهم وطنية، الوطنية سلوك يومى نمارسه فى حياتنا،
لا تختذلوا الوطنية فى بوست او تويته أو ترديد شعارات رنانه ،او فى صراعات تهدر الوقت والجهد
لا تتحدثوا عن الوطنية بل ٱحعلوها سلوك .
حفظ الله الوطن وكل أبنائه المخلصين .
عدد الردود 0
بواسطة:
مها حامد
رائعة
من اجمل واصدق ما قيل في حب الوطن فالاوطان تبنى بالعمل الجاد المخلص لا بالشعارات دمتي سيدتى الراقيه و دام قلمك الوطنى المخلص