أصدرت محكمة ارجنتينية أحكاما بالسجن على 48 عسكريا سابقا لضلوعهم فى ما أطلق عليه "طلعات الموت" وجرائم أخرى ارتكبت فى مركز اعتقال معروف فى فترة الحكم العسكرى للبلاد.
والمحاكمة جزء من مساع للتحقيق فى اتهامات بالتعذيب وجرائم ضد الانسانية ارتكبت فى "مدرسة البحرية الميكانيكية". ولم ينج سوى عدد قليل من نحو خمسة آلاف معارض للنظام الدكتاتورى الذى حكم من 1976 الى 1983 اعتقلوا هناك.
وحكم على 29 شخصا بالسجن مدى الحياة، وعلى 19 بالسجن لفترات تتراوح بين 8 و25 سنة، وتمت تبرئة ستة آخرين.
وبين الذين حكم عليهم بالسجن مدى الحياة ماريو دانيال ارو واليخاندرو دومينغو داغوستينو، الطياران السابقان اللذان ادينا بالضلوع فى "طلعات الموت" التى تم خلالها قتل معارضين بالقائهم من الطائرات فى نهر ريو دى لا بلاتا او فى البحر.
ومن ضحايا تلك الطلعات الراهبتان الفرنسيتان اليس دومون وليونى دوكيه، اللتين خطفتا وقتلتا مع مؤسسات الجمعية الانسانية "امهات ميدان مايو" فى ديسمبر 1977، وعثر على رفات دوكيه وثلاثة من مؤسسات الجمعية على سواحل الارجنتين المطلة على الاطلسى ودفنت فى مقبرة مجاورة، فيما لم يعثر على رفات دومون.
وحكم على الفريدو استيز الملقب ب"ملاك الموت الاشقر" وخورخى اكوستا الملقب ب"النمر" بالسجن مدى الحياة، هذه ثالث محاكمة تنظر فى انتهاكات لحقوق الانسان فى "المدرسة البحرية الميكانيكية" وقدم نحو 800 شخصا شهاداتهم فى المحكمة.
منذ انطلاق الجلسات فى نوفمبر 2011 توفى 11 من المتهمين فيما أفلت ثلاثة آخرون من المحاكمة بسبب المرض، واستغرقت تلاوة الاحكام، أمس الأربعاء، نحو أربع ساعات فى قاعة مكتظة بالحضور ومنهم ضحايا واقارب ضحايا، وتم فصل المتهمين عنهم خلف لوح زجاجى.
وفى الخارج كان حشد من الاشخاص بينهم عشرات النشطاء الحقوقيين يتابعون الجلسة على شاشة عملاقة، وقال احد الناجين ويدعى كارلوس لوثا "إن الاعداد الكبيرة للقضايا والمتهمين تعطى فكرة عن القمع".